تعد الكاتبة «ستيفانى ماير» مؤلفة ملحمة مصاصى الدماء الشهيرة (Twilight - الشفق)،، واحدة من تلك النماذج التى تدهشك بالتحولات التى طرأت على حياتها وجعلتها الآن واحدة من أهم كتاب أدب الرعب فى العالم، فعلى الرغم من دراسة ستيفانى ماير للأدب الإنجليزى فى الجامعة فإن ظروف زواجها وإنجابها 3 أطفال جعلتها تكتفى بدور الزوجة والأم التى تضيع رغباتها وسط تفاصيل الحياة داخل المنزل والمذاكرة ومواعيد تمارين السباحة، حتى أصبح أقصى طموحها أن تضع أطفالها فى فراشهم لتنعم بساعة تقضيها فى قراءة واحدة من روايات شكسبير التى تعشقها، لكنها الحياة التى لا تسير على منوال واحد وتفاجئك بلحظة تغير مستقبلك للأبد.
وعند «ستيفانى ماير» جاءت اللحظة أثناء النوم: مجرد حلم عن فتاة مراهقة تعيش قصة حب رقيقة مع مصاص دماء، وبالطبع فى الأحوال العادية وسط دوامة الحياة كانت ستيفانى لتنسى كل شىء بمجرد استيقاظها، لكنها فوجئت بأن ما عاشته فى هذا الحلم يتملكها وظلت طوال النهار تضيف إلى حلمها المزيد من التفاصيل الخيالية والأحداث فى ذهنها،
وبمجرد أن نام أطفالها فى المساء سارعت لتسجل الحلم على الورق، وطوال 3 شهور استمرت ستيفانى فى الجلوس كل ليلة 3 ساعات لتكتب قصة حلمها الذى أطلقت عليه اسم (الشفق - Twilight) وحتى هذه اللحظة كانت تعتقد أن ما تفعله مجرد تفريغ لطاقة الحلم أو أنها بديل عن كتابة مذكراتها اليومية، ولم تخبر أحداً سوى شقيقتها التى طلبت قراءة هذا الحلم وانبهرت بفكرة القصة وقررت أنها تستحق النشر بل إنها تكفلت بمهمة إرسال مسودة الرواية إلى عدد من دور النشر، وكالعادة فقد رفضت 9 من دور النشر الكبرى التعامل مع مؤلف هاو بينما لم ترد على الطلب 5 دور أخرى، حتى جاء رد دار (لتل براون) بالموافقة على توقيع عقد بنشر 3 روايات فى إطار هذه السلسلة مقابل حصول ماير على 750 ألف دولار.
شهور قليلة تفصل بين حياة ستيفانى ماير الزوجة والأم عن حياتها بعد صدور رواية «الشفق» التى حققت منذ اللحظة الأول نجاحاً مبهراً ومبيعات تجاوزت 100 مليون نسخة حول العالم وترجمتها إلى 40 لغة، تحولت خلالها ماير إلى ثانى أشهر كاتبة لروايات مصاصى الدماء بعد «آن ريس» مؤلفة الرواية الشهيرة «مقابلة مع مصاص دماء»، واحتلت ستيفانى ماير مراتب متقدمة فى قوائم أشهر مائة شخصية فى مجلتى «تايم» و«فوربس»، بل وصفها النقاد بأنها استطاعت تحويل قصص مصاصى الدماء من قصص تافهة إلى لون أدبى يستحق الاعتراف به، ورغم ذلك تعرضت ستيفانى لضربة موجعة حينما وضعها الكاتب الشهير «ستيفن كنج» فى مقارنة مع الكاتبة الإنجليزية جى كيه رولينج مؤلفة سلسلة روايات «هارى بوتر» لأن كلا منهما تكتب للشباب،
ووصف ستيفن كنج، رولينج بأنها مؤلفة حقيقية وبارعة فى حين أن ماير تكتب لجيل من الفتيات حول الحب والإثارة لكنها لا تكتب بالجودة التى توصف بها، ولكن هذا النقد العنيف لم يقلل من شعبية ستيفانى ماير التى تابعت إصدار الأجزاء التالية من الملحمة والتى حملت عناوين (New moon) قمر جديد و(Eclipse) خسوف. وفى عام 2008 أصدرت الجزء الرابع والأخير باسم الانهيار (Breaking down) ولأول مرة فى تاريخ النشر تصدر الطبعة الأولى لكتاب فى 3.2 مليون نسخة بيع منها فى ليلة صدور الرواية 1.2 مليون نسخة.
ووسط كل هذا النجاح أصدرت ستيفانى ماير فى نفس العام رواية منفصلة تحمل اسم المضيف (The host) وتدور أحداثها حول استيلاء كائنات فضائية على أجساد البشر لتتخذها عائلا تعيش داخله، إلا أن شخصية ميلانى (بطلة الرواية) تواجه الروح التى تحتلها بكل ما يحمله عقلها من مشاعر وذكريات، المثير أن هذه الرواية ضاعت تماما وسط نجاح ملحمة الشفق ولم تحقق نجاحا يذكر وربما كان هذا ما دفع ستيفانى للعودة مرة ثانية إلى قصة الشفق التى سلطت الأضواء عليها وحققت من خلالها كل هذا النجاح.
هذه المرة تأتى الرواية الجديدة من وجهة نظر مصاصى الدماء وليس على لسان «بيلا سوان»، وتحمل الرواية الجديدة اسم «الحياة الثانية القصيرة لبرى تانر (The short second life of Bree Tanner) ومن المنتظر طرحها فى المكتبات يوم الخامس من يونيو المقبل، وتصف ستيفانى ماير هذه الرواية بأنها مفاجأة حتى بالنسبة لها شخصيا، فأثناء كتابة ملحمة «الشفق» كانت تكتب مسودة أخرى تضم أفكارها عن شخصيات مصاصى الدماء والأحداث من وجهة نظرهم، وكيف يستقبلون التحول من بشر لمصاصى دماء، وكيف يرون العالم حولهم بعد هذا التحول،
ورغم أن هذه الأفكار كان هدفها الأساسى المساعدة فى كتابة الرواية الأصلية فإن أهميتها ظهرت أمام المؤلفة للمرة الأولى حينما استعان بها المخرج أثناء تحويل الرواية إلى فيلم سينمائى، وذلك لتعطى للممثلين رؤية أفضل عن أدوارهم كمصاصى دماء، وبعد الانتهاء من آخر أجزاء سلسلة «الشفق» فكرت ستيفانى فى العمل على هذه المسودة وتحويلها إلى رواية بطلتها برى تانر الشخصية التى ظهرت فى الجزء الثالث الخسوف وكانت واحدة من جيش مصاصى الدماء الذى كونته فيكتوريا للقضاء على بيلا سوان والانتقام من عائلة كولينز.
القصة تدور أحداثها فى 200 صفحة تتناول رحلة برى منذ تحولت على يد فيكتوريا من إنسانة إلى مصاصة دماء وسط دائرة من الصراع بين البشر والمذئوبين وبالطبع مصاصى الدماء.
المدهش أن ستيفانى ماير كانت تريد طرح الرواية مجانا كهدية لجمهورها الذى ساندها واشترى ملايين من النسخ لرواياتها السابقة، إلا أن دار نشر لتل براون رفضت هذه الفكرة ووصلت لاتفاق مع ماير بتحميل غلاف الرواية مجانا وإمكانية قراءتها مجانا من خلال موقعwww.breetanner.com فى الفترة من 7 يونيو إلى 5 يوليو أما بالنسبة للنسخة المطبوعة فسيتم التبرع بدولار من ثمن كل نسخة تباع داخل الولايات المتحدة لصالح الصليب الأحمر وجهود الإغاثة فى هاييتى وتشيللى.