أجرت نيابة قسم الجيزة، برئاسة المستشار حاتم فاضل، تحقيقات موسعة في حادث تفجير 3 قنابل شديدة الانفجار، الأربعاء، بمنطقة حراسة كشك المرور المجاورة لكلية الهندسة، وأمام الباب الرئيسي لجامعة القاهرة، ما أسفر عن مصرع العقيد طارق المرجاوي، رئيس مباحث الجيزة، وإصابة 5 آخرين من القيادات الأمنية بالجيزة، من بينهم اللواء عبدالمنعم الصريفي، مدير المباحث، مساعد مدير الأمن، والعميدان عادل عطا الله هيكل، ومصطفى البكري.
انتقل فريق من النيابة بإشراف المستشار ياسر التلاوي، المحامي العام الأول لنيايات جنوب الجيزة، إلى مكان الانفجار برفقة عدد من خبراء الأدلة الجنائية، لإجراء معاينة تصويرية للمكان، والوقوف على ملابسات الانفجار.
وتبين أن قنبلتين كانتا مزروعتين أسفل شجرة مجاورة لكشك حراسات المرور أمام كلية الهندسة، وأنه تم تفجيرهما عن بعد باستخدام جهاز تليفون محمول قرابة الساعة الحادية عشرة و45 دقيقة، وذلك خلال ثلاث ثوان فقط بين توقيت تفجير القنبلة الأولى والثانية، ما استهدف إصابة قيادات الأمن المتواجدين بالمكان، وفور وقوع الانفجار تولى خبراء المفرقعات ورجال الحماية المدنية، تمشيط محيط جامعة القاهرة، للبحث عن مفرقعات أخرى، وطلبوا من موظفي الجامعة والطلبة إخلاء المباني ومغادرة المكان، خوفا من وقوع انفجارات لاحقة، إلا أن مجموعات من الطلاب المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين تجمهروا في مواجهة قوات الأمن ورفضوا مغادرة المكان، وافتعلوا اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن قاموا خلالها برشقهم بالحجارة، ما اضطر قوات الأمن لمحاولة تفريقهم باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع.
وكشفت التحقيقات، التي تجريها النيابة، أن معلومات وردت إلى الأجهزة الأمنية، تفيد باعتزام الطلاب المنتمين إلى تنظيم جماعة الإخوان، الخروج في مظاهرات من الجامعة، بقصد إثارة الشغب وقطع الطريق، وافتعال أعمال عنف ومواجهات مع قوات الأمن، فى حين كانت التشكيلات الأمنية تتمركز بمنطقة كشك المرور للتعامل مع شغب طلاب الإخوان، وبالفعل انطلقت مجموعة من مسيرات التجمهر والشغب إلى خارج الجامعة، وتحركت قوات الأمن للتعامل معهم باستخدام أدوات فض الشغب من قنابل غاز مسيل للدموع ودروع وهراوات لتفريق التجمهر.
وتبين فيما بعد أنه خلال تلك الأثناء، قامت مجموعة من العناصر الإجرامية بزراعة القنابل في مكان الانفجار، وعقب هدوء المواجهات الأمنية، وعودة قوات الأمن للتجمهر عند منطقة كشك المرور، تم تفجير القنبلتين المعلقتين خلال الاشتباكات فى شجرة مجاورة للكشك، عن طرييق مفجر وجهاز تليفون محمول لتفجيرها عن بعد فى وقت قياسي، حيث تم تفجير قنبلة واحدة أولاً وخلال ثلاث ثوان فقط من الانفجار، تم تفجير القنبلة الثانية، لتسفر الأحداث عن وفاة «المرجاوي»، وإصابة 4 آخرين من القيادات الأمنية بالمنطقة، تم نقلهم جميعا إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة.
وبعد تمشيط المنطقة، ومرور عدة ساعات على حدوث الانفجارين، فوجئ الجميع خلال تواجد فريق النيابة العامة بالمكان بانفجار قنبلة ثالثة شديدة الانفجار، تماما في الساعة الواحدة وخمس دقائق ظهرا، في الجانب الأمامى لباب جامعة القاهرة الرئيسى، بما استدعى تكثيف جهود خبراء المفرقعات والحماية المدنية، لإعادة تمشيط المنطقة بجدية وحذر منعا لوقوع تفجيرات أخرى قد تسفر عن وفيات وإصابات، وقامت قوات الأمن بإغلاق الشوارع المؤدية إلى جامعة القاهرة سواء من ناحية ميدان الجيزة، أو ميدان النهضة وحتى من ناحية الدقي، وفرض كردون أمني في مكاني التفجير لمنع دخول أي شخص لتلك المنطقة حفاظاً على الأرواح.
وباستعلام النيابة العامة، عن حالة المصابين الأربعة داخل مستشفى العجوزة، لبيان إمكان سماع إفادتهم من عدمه، تبين أنهم جميعًا في حالة صحية سيئة لا تسمح باستجوابهم، وأن حالة العقيد مصطفى البكري شديدة الحرج، ويرجح إصابته بارتجاج في المخ، علاوة على الإصابات الخارجية التى لحقت به من جراء الانفجار.