أفرجت إسرائيل، أمس، عن مجموعة من الوثائق السرية المتعلقة بمفاوضات السلام مع مصر، تضمنت توقعات إسرائيلية باندلاع ثورة فى مصر تطيح بالرئيس الراحل محمد أنور السادات.
أخبار متعلقة
وتبين الوثائق الجديدة، التى تم الكشف عنها بمناسبة مرور 35 عاما على توقيع اتفاق كامب ديفيد، أنه فى 21 فبراير 1979 بدأت مباحثات كامب ديفيد الثانية على مستوى وزراء الخارجية. وكتب وزير الخارجية الإسرائيلى وقتها، موشيه ديان، إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق، مناحم بيجين عن تأثير الثورة الإيرانية، وتوقعه حدوث ثورة فى مصر تطيح بالرئيس السادات، الذى سيلقى نفس مصير شاه إيران. وقال ديان فى رسالته: «نظراً لكون السادات حاكماً منفرداً (ديكتاتوراً)، وهناك مجاعة فى بلاده، وطلاب ومعارضون من مختلف الاتجاهات، فإنه قد لا يكون موجودا بالحكم».
وفى لقاء آخر فى اليوم نفسه، أعرب رئيس الوزراء المصرى الأسبق، مصطفى خليل، عن خوفه من أن تؤدى الثورة الإيرانية إلى زعزعة الأوضاع فى مصر، وأن تثير المشاعر الإسلامية التى قد يدعمها الاتحاد السوفيتى.
وتكشف وثيقة أخرى طبيعة التحريض الإسرائيلى ضد مصر، ففى 2 مارس التقى بيجين الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر، وقال بيجين للأمريكيين: «إن فى إيران جيشاً كاملاً أعطيتموه السلاح الأكثر تطورا، وها هو قد انهار فى ليلة واحدة، وهذا يدل للمرة الثانية على أن السلاح ليس مهما، وإنما الأهم هو الإنسان الذى يقف خلف السلاح. وما حدث فى إيران يمكن أن يحدث فى مصر قبل الجميع». وأضاف بيجين: «الفقر فى مصر مخيف، وتدهور ظروف معيشة ملايين المصريين يمكنه أن يدفعهم للثورة ضد أى حاكم»، وأكد أن العامل الوحيد المستقر فى الشرق الأوسط هو دولة إسرائيل.
وطلب بيجين خلال اللقاء الحصول على 50 طائرة حربية مقاتلة من طراز «إف 16» كانت مخصصة لإيران، وحصلت عليها إسرائيل بالفعل بعد ذلك.
وتكشف وثيقة أخرى نفى وزير الدفاع الإسرائيلى حينئذ، عيزرا فايتسمان، بشدة ما تردد حينها عن تقبيله السيدة جيهان السادات خلال زيارته له، وقال أمام لجنة الأمن والشؤون الخارجية بالكنيست إن كل ما يتردد فى هذا الشأن «هبل وكلام فارغ لم يحدث أبدا، ولو فكرت فى ذلك لألقى بى السادات من النافذة فورا».
