«شعيب عبدالرازق شعيب» 29 سنة، لم يستسلم لظروفه الأسرية، وأصر على استكمال تعليمه حتى وصل للجامعة والتحق بكلية الحقوق.
شعيب يروى قصة كفاحه قائلا: «والدى كان موظفاً بسيطاً فى وزارة الرى وبسبب ضيق ذات اليد تركت الدراسة وأنا فى المرحلة الابتدائية وبعد وفاته منذ 13 سنة أصبحت أنا العائل الوحيد لأسرتى المكونة من 4 بنات، ولكنى لم أستسلم لظروفى والتحقت بمحو الأمية عام 1997 وكنت أصرف على الدراسة من شغلى حتى حصلت على الثانوية العامة ودخلت كلية الحقوق التى حلمت بالإلتحاق بها حتى أمتلك وسيلة للدفاع عن المظلومين، بالإضافة إلى هوايتى التى لم أتوقف عنها فى مراسلة الجرائد والحديث عن مشكلات منطقتى والتى نجحت عن طريق بعض الجرائد فى المساهمة فى طرحها على المسؤولين»
إلا أن مشكلة شعيب الحقيقية بدأت بعد تحقق حلمه والتحاقه بالجامعة بسبب ارتفاع المصروفات الدراسية، مضيفا: «بالرغم من أنى عملت فى مهن كثيرة مثل النجارة والأمن الخاص فإنى- مثلى مثل كل الشباب- كنت لا أزال أعانى فى إيجاد فرصة عمل مناسبة لعدم وجود واسطة تساعدنى، حتى إن آخر وظيفة التحقت بها كانت عامل أمن صناعى فى إحدى الشركات الخاصة براتب شهرى 250 جنيهاً فى حين أن مصاريف التعليم المفتوح 2000 جنيه سنويا، دعانى ذلك إلى طلب الدعم عن طريق نشر شكاوى بالجرائد الحكومية أطالب فيها المسؤولين بإعفائى من المصروفات الدراسية، وكانت النتيجة وقتها هى الاستجابة من الدكتور هانى هلال، وزير التعليم العالى، والدكتورة هند حنفى، رئيسة جامعة الإسكندرية، وعميد كلية الحقوق الذين وافقوا على طلبى بإعفائى من المصروفات الدراسية ولكن وبالرغم من ذلك توقف طلبى بسبب رفض المدير التنفيذى للتعليم المفتوح الموافقة على الطلب عند وصوله إليه بدعوى أن ما قمت بنشره عن قصتى وكفاحى، منذ عملى فى الطفولة والإلتحاق بفصول محو الأمية أساء إلى الكلية وصورة طلابها».
ويكمل: «تعجبت لما حدث فأنا رفضت أن أناشد أهل الخير لدفع المصاريف أو مساعدتى فى الإنفاق على أسرتى أو حتى إيجاد فرصة عمل لى، كل ما فعلته هو أنى طالبت بحقى المشروع فى إستكمال تعليمى، لذلك فأنا لا أملك الآن سوى مناشدة السيدة سوزان مبارك، قرينة رئيس الجمهورية للتدخل ولا أعرف هل كنت مخطئاً عندما تصورت أن التعليم للجميع».