كشفت تحقيقات نيابة العمرانية مع طالب كلية الهندسة بجامعة الأزهر وآخر صيدلى، المتهمين بمحاولة تفجير عدد من أبراج الضغط العالى بمحطة كهرباء الهرم بمحافظة الجيزة، عن أن ما يسمى «تحالف دعم الشرعية»، المؤيد لجماعة الإخوان الإرهابية والرئيس المعزول محمد مرسى، وراء التخطيط والتمويل.
وأوضحت التحقيقات أن تمويل العملية قدر بنحو 3 آلاف جنيه- حسبما أدلى به المتهمان أمام النيابة، دفعها متهم ضمن الخمسة الهاربين ويدعى عمر محمد، حلقة الوصل بين الجناة وتحالف الإخوان. وقالت التحقيقات: «محمود فتحى، رئيس حزب الفضيلة السلفى، الهارب فى تركيا، وضع الخطط والتدابير اللازمة، وحث أعضاء بالتحالف على التواصل مع المتهمين المضبوطين وباقى زملائهما».
وذكرت أن الخطط التى وضعها فتحى طالبت بدمج جميع أعضاء الحركات الإخوانية وحلفائها فى كيان أطلقوا عليه التحالف الشعبى لدعم الشرعية، وهو ما يجرى تنفيذه حاليا، ويتمثل فى تنظيم مسيرات يومية فى جميع دوائر ومناطق الجيزة على مدار اليوم فى أوقات واحدة لإثارة الشغب وتشتيت قوات الأمن لعدم تمكنها من فضها والقبض على مجموعات الشغب، وإظهار ضعفها وإرباك الدولة بأكلمها قبل إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأشارت التحقيقات إلى أن الخمسة متهمين المطلوب ضبطهم وإحضارهم، من سكان مناطق الحوامدية ومدينة نصر ومحافظة القليوبية، وأسسوا صفحات تحرض على العنف ضد مؤسسات الدولة، من خلال مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، واستطاعوا عبرها تشكيل خلايا إرهابية مصغرة، وأبرز أسماء تلك الصفحات: «النينجا، بومبة، أنتى فض، أبطال، وحركة 18».
واعترفا المتهمان كريم عادل، الطالب بهندسة جامعة الأزهر، ومحمد ثروت، صيدلى، خلال التحقيقات، باستهداف أبراج الضغط العالى للكهرباء بالهرم لتفجيرها، عن بعد، بناء على تعليمات صدرت لهما عن طريق أعضاء بتحالف دعم الشرعية، مع تعليمات مشددة بعدم مغادرة مسرح الجريمة بجوار مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية بالطالبية مهما حدث، حتى يتأكدا من رؤية آثار الانفجار وتوابعه على الأهالى والسكان بالمنطقة، وهو ما أدى إلى سرعة القبض عليهما، من قبل الأهالى حينما ارتابوا فى أمرهما حين حضرا لفك أسطوانات الغاز التى ربطها 5 متهمين آخرين، من بينهم عضو بحركة 6 إبريل شاركوهما الجريمة، وطلبوا من المتهمين المضبوطين الاتصال بالهواتف المحمولة الموصولة بالأنابيب لتفجيرها، ونتيجة عطل فنى لم يحدث الانفجار، وحين حضرا لفك الأسطوانات ألقى القبض عليهما.
وباشر هيثم عقبى وهشام سراج، وكيلا النيابة، التحقيق مع المتهمين، واستغرقت نحو 10 ساعات، كان النصيب الأكبر منها مع الطالب المنتمى للإخوان، الذى قال: «إن حادث الحرس الجمهورى كان علامة فارقة فى حياتى وتبنى فكرة حمل السلاح ضد الدولة، وشاركت فى أعمال العنف والشغب التى شهدتها مناطق الجيزة خلال الآونة الأخيرة، ومنها أحداث التعدى على قوات الأمن وحرق سيارتى شرطة بمنطقة المريوطية».
وكشف المتهم، أمام النيابة، أنه تعلم ودرب زملاءه على كيفية صناعة القنابل البدائية وتفجير الأماكن المستهدفة عن طريق زرع أسطوانات الغاز موصولة بدوائر كهربائية وتفجيرها عن بعد.
أما المتهم الثانى محمد ثروت، صيدلى، فاعترف بأن زميله طالب الهندسة هو العقل المدبر، وبأنهما كانا يتواصلان مع محمود فتحى، رئيس حزب الفضيلة، كممثل عن تحالف دعم الشرعية فى تركيا، واتفق معهما على مدهما بالتمويل بطرق مختلفة لشراء الشماريخ وتصنيع المولوتوف لاستخدامها فى المظاهرات.
وواصل المتهم أنهما اتفقا على تفجير الأبراج الكهربائية بالهرم، وهى العملية التى مولها تحالف دعم الشرعية، وكانت بحوزة المتهم الهارب عمر محمد، الذى يتواصل مع أعضاء التحالف بمنطقة الطالبية.
وانتهت تحقيقات النيابة إلى توجيه اتهامات ارتكاب الانضمام إلى جماعة الغرض منها تكدير الأمن والسلم العام، وتعطيل أحكام القانون والدستور، وحيازة مفرقعات، والشروع فى القتل العمد للمواطنين، والتعدى على منشآت الدولة، للمتهمين.
وأصدرت النيابة قرارا بحبس المتهمين لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات، وأمرت بضبط وإحضار رئيس حزب الفضيلة، ومخاطبة الجهات المختصة بالدولة لوضعه على قوائم ترقب الوصول لدى عودته من المطارات ومخاطبة الإنتربول الدولى، وسرعة ضبط وإحضار الجناة الخمسة الهاربين بعدما أرشد عنهم الصيدلى وطالب الهندسة.
كما أمرت باستدعاء رسامين جنائيين لتحديد هوية باقى أعضاء التنظيم الخمسة الهاربين، بعد إدلاء المتهمين المحبوسين بأوصافهم، ونشر صورهم بجميع الأقسام الشرطية، وطلبت من الأجهزة الأمنية ملاحقتهم وسرعة ضبطهم وإحضارهم.