خيم الحزن على محافظة سوهاج فى أعقاب استشهاد 4 مجندين بالجيش من أبناء المحافظة، السبت، فى الهجوم الإرهابي على كمين مسطرد، وتعالت الصرخات فى قرى الشهداء الأربعة في انتظار وصول الجثامين لتشييعها إلى مثواها الأخير وسط مطالبات من أسر الشهداء والأهالى بالثأر والقصاص من أعضاء جماعات الإرهاب.
وقال العميد أشرف سالم موسى قائد قوات الجيش لتأمين محافظة سوهاج أن الشهداء الأربع بالمحافظة هم، محمد عبد الحميد من قرية «المساعيد» بمركز العسيرات، وعبد الرحمن محمود من قرية «روافع العيساوية» بمركز المنشاة، وبسام السيد، ومحمد السيد خلف، من قريتي «نجع عويس» و«المغاربة» بمركز جرجا، لافتا إلى أن اللواء أركان حرب محمد عرفات قائد المنطقة الجنوبية العسكرية سيكون فى استقبال الجثامين لدى وصولها إلى محافظة سوهاج لإتمام مراسم دفنها وتقديم العزاء لأسر الشهداء.
وفى قرية «المساعيد» بمركز العسيرات تعالت أصوات الصراخ والعويل فى منزل الشهيد محمد عبد الحميد عبد الرحمن 22 سنة وتجمع الأهالي في مدخل القرية في انتظار وصول جثمان الشهيد وأقامت أسرته سرداقًا لتقبل العزاء لمدة ثلاث ليالي.
وقال محمود 18 سنة عامل الشقيق الأصغر للشهيد بعد أن تجمع حوله عدد من أقاربه وتمكنوا من تهدئته وهو يطلق صرخات متتالية حزنًا على شقيقه أن شقيقه التحق بالجيش منذ عامين وأنهم 3 أشقاء أكبرهم جمال 28 سنة متزوج وأنهم أسرة بسيطة ووالده توفي منذ 10 سنوات ووالدته لا زالت على قيد الحياة وتقوم برعايتهم.
ويكمل محمود حديثه بصوت متقطع من شدة البكاء «والدي لم يترك لنا ميراثًا ولا أرضًا إحنا ناس غلابة وبنعتمد على أنفسنا أنا وإخوتي وبنشتغل في الأرض والزراعة بالأجرة وبنصرف على نفسنا وماشيه مستورة معانا» وتابع حديثه «محمود أخويا كان صاحبي قوى وكان حنين عليا وعلى أمي وكان بيفكر يسافر يشتغل في أي دولة بعد ما يخلص جيش وكان يقول لأمي خلاص هانت فاضل سنة إدعى ليا يا أمي تعدي على خير وكنا كلنا بندعو له ربنا يحميه».
وصرخ محمود وهو يختم حديثه حديثه " محمود إتصل بينا من يوم واحد وقال أنا خلاص نازل أجازة بعد يومين لكن خلاص محمود راح أخويا مات منهم لله الإرهابيين اللى قتلوه منهم لله الإخوان دى جماعات لا تعرف ربنا ولا الرسول ذنبه أيه أخويا ، إحنا ناس غلابة ".
وقال مادح عبد الحميد صاحب مقهى من أهالي القرية أن «الشهيد محمود كان شابًا ذا خلق ومحبوب من جميع أهالي القرية الصغير قبل الكبير نظرًا لأدبه ودماثة خلقه وكان يعتز ويفخر بين أبناء القرية بخدمته فى الجيش والقوات المسلحة وكان يحلم مثله مثل باقى شباب القرية بالسفر إلى الخارج بعد إنتهاء خدمته من أجل تحسين دخله لكن يد الإرهاب الغادرة التى ترعاها جماعة الإخوان وأنصارها إغتالت حلمه كما اغتالت أحلام باقى زملائه من الجنود الخمسة».
وطالب أهالى القرية الحكومة والقوات المسلحة باتخاذ إجراءات رادعة وشديدة ضد الجماعات الإرهابية التى تقتل الضباط والجنود الأبرياء وبخاصة جماعة الإخوان وسرعة إنهاء المحاكمات للمتهمين المقبوض عليهم من أعضاء الجماعة وأنصارها والنطق عليهم باحكام رادعة تجعلهم عبرة لغيرهم .