اتهمت منظمة «العفو الدولية»، الإثنين، قوات الرئيس السوري، بشار الأسد، بارتكاب جرائم حرب، بحصارها حي اليرموك في جنوب دمشق الذي تسبب في مقتل نحو 200 شخص معظمهم ماتوا من الجوع.
ومخيم «اليرموك»، الذي كان يعيش فيه مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين والمواطنين السوريين، هو واحد من عدة أحياء على المشارف الجنوبية للعاصمة السورية، دمشق، حاصرها الجيش السوري، لخنق قوات المعارضة التي تسعى للإطاحة بالأسد.
وقالت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن في بيان صدر، الاثنين، «ارتكبت الحكومة السورية جرائم حرب كثيرة في إطار حصارها اليرموك، مئات الآلاف من السكان المدنيين في اليرموك قتلوا أو أصيبوا أو هلكوا نتيجة للتجويع المتعمد وتدمير وسائل دعمهم أو نتيجة الهجمات المباشرة على المدنيين والهجمات العشوائية».
وأحصت المنظمة 194 شخصًا قالت إنهم مدنيون قتلوا في اليرموك منذ ذلك الحين، وذكرت أن ثلثي هذا العدد مات من الجوع.
وقال فيليب لوثر، المدير الإقليمي لمنظمة العفو، إن حصار اليرموك يصل إلى حد العقاب الجماعي للسكان المدنيين، وأضاف: يجب أن تنهي الحكومة السورية حصارها فورًا، وأن تسمح لوكالات المساعدات الإنسانية بالدخول دون أي قيود لمساعدة المدنيين المعذبين.
ولم يبق في اليرموك سوى 20 ألفا يعيشون تحت حصار بدأ أواخر عام 2012، ثم تم تشديده في يوليو من العام الماضي، بعد معارك بين مقاتلين من «جبهة النصرة» والدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش»، التابعتين لتنظيم القاعدة مع قوات الجيش السوري.
كما حاصرت قوات المعارضة السورية وغالبيتهم من السُّنة بلدتين شيعيتين في شمال سوريا، لكن معظم عمليات الحصار في شتى أنحاء البلاد نفذتها قوات الأسد.
وبموجب اتفاق أبرم في منتصف يناير الماضي، وزعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة «أونروا»، الطعام على من بقوا من سكان اليرموك، لكن ذلك توقف بسبب القتال، وتقول إن المساعدات الغذائية التي وصلت مخيم اليرموك غير كافية.
وقال كريس جونيس، المتحدث باسم «أونروا»، «الاثنين»، إن الاشتباكات والقصف استمرا في اليرموك خلال مطلع الأسبوع الجاري، وإن الوكالة لم تتمكن من إيصال المساعدات الإنسانية طوال الأيام الـ9 الماضية.