x

ارتياح فى الكونجرس و«الناتو» لاستبدال «ماكريستال» بـ«بترايوس».. و«طالبان» تتوعد بمواصلة القتال

الجمعة 25-06-2010 00:00 |

سادت أجواء من الارتياح فى أرجاء حلف شمال الأطلنطى والكونجرس الأمريكى بعد تعيين الجنرال ديفيد بترايوس خلفا لستانلى ماكريستال، كقائد للقوات الدولية فى أفغانستان مساء أمس الأول «الأربعاء»، نظرا لسمعة بترايوس كقائد عسكرى ناجح فى العراق، إلا أن تولى بترايوس لمنصبه يأتى بينما أصبح شهر يونيو الجارى هو الشهر الأكثر دموية خلال ثمانى سنوات ونصف قضتها القوات الدولية فى أفغانستان، وهو ما يشير إلى حجم التحدى الذى سيواجه بترايوس لدى توليه رئاسة القوات الدولية هناك، خاصة مع تعهد طالبان بمواصلة قتال القوات الأجنبية، أيا كان قائدها.

ورحب عدد من نواب الكونجرس الأمريكى بتعيين الجنرال ديفيد بترايوس على رأس القوات الحليفة فى أفغانستان بعد إقالة الجنرال ستانلى ماكريستال. ويفترض أن تعقد جلسة الاستماع للجنرال بترايوس فى مجلس الشيوخ الثلاثاء المقبل على أبعد تقدير، بحسب كارل ليفن، رئيس لجنة الدفاع.

واعتبر السيناتور الديمقراطى جون كيرى، رئيس لجنة الشؤون الخارجية، فى بيان أن قرار الرئيس «تعيين الجنرال بترايوس فى أرض المعركة يشكل ليس استمرارية فلسفية وحسب، وإنما أيضا كفاءات دبلوماسية جرى اختبارها»، ورأى السيناتور المستقل جو ليبرمان أن الرئيس «وجد بكل بساطة الشخص الأفضل ليحل محل الجنرال ماكريستال».

وأعرب الجمهورى جون كورنين عن «ثقته فى أن الجنرال بترايوس سيقود قواتنا نحو النصر»، وأشاد فى الوقت نفسه بالصفات العسكرية للجنرال ماكريستال، بينما أعلن السيناتور الجمهورى كيت بوند أن الجنرال بترايوس «مميز»، لكنه أعرب عن سخطه بشأن مشروع الانسحاب الأمريكى، الذى تريده إدارة أوباما اعتبارا من 2011.

وقال السيناتور الجمهورى جون ماكين، أبرز نائب جمهورى فى لجنة الدفاع، إنه سيثير هذه المسألة أثناء جلسة الاستماع إلى الجنرال بترايوس الأسبوع المقبل. وقال: «إذا قلتم للعدو متى تذهبون، فسيكون لذلك عندئذ بالضرورة تأثير سلبى على قدرتكم على الفوز».

ومن جهته، أشاد أندرس فوج راسموسن، الأمين العام لحلف شمال الأطلسى (ناتو)، بماكريستال، قائلا إنه ساعد فى وضع الناتو على المسار «الصحيح». وقال راسموسن فى بيان: «أتوجه بالشكر إلى الجنرال ماكريستال لخدمته الناتو ولجهوده الهائلة التى اضطلع بها فى قيادة مهمة قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف). وبينما لن يعد القائد، فإن النهج الذى ساعد فى وضعه هو النهج الصحيح»، مضيفا أنه لا يوجد أفضل من بترايوس ليحل محل ماكريستال.

وفى تصريحات لافتة، أكد الجنرال ستانلى ماكريستال القائد المستقيل للقوات الأمريكية وقوات حلف الأطلنطى فى أفغانستان اليوم تأييده القوى لاستراتيجية الرئيس باراك أوباما فى أفغانستان.

وقال ماكريستال فى بيان أصدره وأذاعته «سى.إن.إن» عقب قبول أوباما استقالته من منصبه: «إنه مازال عند التزامه العميق حيال قوات التحالف الغربية والدول المشاركة فى هذا التحالف والشعب الأفغانى».

يأتى هذا بينما أعلنت الحكومة البريطانية أن الجنرال البريطانى نيك باركر تسلم بالوكالة قيادة قوات الحلف الأطلسى فى أفغانستان بعد إقالة الجنرال الأمريكى ستانلى ماكريستال من هذا المنصب، لحين تسلم بترايوس منصبه الجديد.

وفى هذا الإطار، أعلن قائد الجيش البريطانى ديفيد ريتشاردز أن القوات البريطانية قد تبقى فى أفغانستان نحو 5 سنوات أخرى، مضيفا أن السبب فى إبقاء بريطانيا على 10 آلاف جندى فقط فى أفغانستان هو أن بمقدور بريطانيا أن «تتحمل ذلك للأبد» فى إطار طاقة انتشار الجيش لديها والتى تبلغ 75 ألفا.

وفى المقابل، توعدت حركة طالبان بأن تواصل القتال أيا كان قائد القوات الدولية فى هذا البلد، وقال المتحدث باسم طالبان يوسف أحمدى: «لا يهمنا من هو القائد، سواء أكان ماكريستال أم بترايوس. موقفنا واضح. سوف نقاتل المحتلين حتى رحيلهم».

وأضاف أحمدى: «عار على (الرئيس الأفغانى حميد) كرزاى، هذا الرئيس الدمية الذى طلب دون أى خجل من الرئيس (باراك) أوباما إبقاء ماكريستال فى منصبه».

وأصبح يونيو الحالى الشهر الأكثر دموية للقوات الأجنبية فى أفغانستان منذ اجتياحها هذا البلد أواخر 2001، إذ بلغت حصيلة قتلاها منذ مطلع الشهر 79 قتيلا، وذلك بعد إعلان حلف شمال الأطلسى عن مقتل أربعة من جنوده أمس الأول.

وحتى اليوم كانت الأشهر الأكثر دموية للحلف تعود جميعها إلى عام 2009 وهى: يوليو (76 قتيلا) وأغسطس (77 قتيلا) وسبتمبر (70 قتيلا) وأكتوبر (74 قتيلا).

وتشهد وتيرة التمرد المسلح الذى تقوده حركة طالبان منذ 2005 تصاعدا لافتا منذ ثلاثة أعوام، على الرغم من انتشار القوات الأجنبية التى يبلغ عددها حاليا 142 ألف جندى، ومن المقرر أن يصل فى أغسطس إلى 150 ألفا، مع وصول باقى التعزيزات، البالغ عددها 30 ألفا.

وفى تناقض مع تصريحاته السابقة، أعلن الناطق باسم الرئيس الأفغانى حامد كرزاى أن الرئيس «يحترم» قرار أوباما بتعيين بترايوس خلفا لماكريستال، ووصف الأول بأنه «جنرال يتمتع بخبرة» وذلك خلافا لتصريحات كرزاى نفسه التى أعرب فيها عن إحباطه لإقالة ماكريستال. ويأتى التغيير فى موقف كرزاى بعد تلقيه مكالمة من الرئيس أوباما شرح فيها أنه بصدد تغيير أشخاص فقط فى أفغانستان وليست سياسات.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية