عن مؤسسة «المصرى لدعم دراسات المواطنة وثقافة الحوار» صدر حديثاً كتاب «الدين والدولة والطائفية.. مساهمة فى نقد الخطاب المزدوج» للمفكر والباحث نبيل عبدالفتاح ويقع فى 180 صفحة، ويتكون من 6 فصول هى (الدين والدولة فى مصر، المؤسسة الدينية المسيحية وقضايا المواطنة والوحدة الوطنية، ثقافة الفتاوى والحسبة السياسية وحرية التعبير، الحوار الدينى الإسلامى – المسيحى والمرأة والحوار الدينى) كما يتضمن دراسة عميقة للحالة الدينية فى مصر.
يرى المؤلف أن الفتن الطائفية أخطر الحالات التى تمر بالمجتمع حالياً، وقد تفتح أبواب الجحيم ويتحول كل ما حولنا إلى فوضى عارمة تجتاح الأخضر واليابس وتمتد إلى كل المستويات، ولن ينجو منها أحد سواء الصفوة الحاكمة أو السلطة السياسية.
ويؤكد عبدالفتاح أن الحالة الدينية فى مصر ليست على ما يرام منذ أوائل عقد السبعينيات من القرن الماضى، ولا يكاد يمر عام إلا وتحدث وقائع عنف طائفى تخلف وراءها بعض الضحايا من الجرحى أو القتلى أو المصادمات والحرق وإتلاف المنازل، وأحياناً دور العبادة المسيحية، وأخطر ما فى ملفات الأزمات الطائفية، المستمرة والممتدة منذ أواخر عقد الأربعينيات وحتى آخر واقعة طائفية (نجع حمادى)، هو السياسات الرسمية الرامية لاحتواء كل أزمة أو توتر طائفى دونما استئصال للجذور المنتجة للنزعة الطائفية التى استشرت وتوغلت فى التركيبة الاجتماعية المصرية.
ومن هنا – حسب المؤلف – لم يعد مجدياً اللجوء إلى المعالجات التقليدية التى ثبتت عدم فاعليتها وقدرتها على مواجهة جذور المشكلات ويقول: «لابد من وقفة حازمة والتصدى للمتطرفين – من الكتاب والسياسين ورجال الدين وعوام الجمهور من الدهماء المتعصبين – الذين يحرضون على العنف الطائفى أيا كان شكله مادياً أو قولياً أو رمزياً، وتقديمهم إلى القضاء والمحاكمات العادلة».