بدأت أمس عملية فرز الأصوات فى أول انتخابات متعددة الأحزاب تشهدها السودان منذ عام 1984 بعد تصويت استمر 5 أيام فيما قررت المفوضية القومية للانتخابات إعادة الاقتراع فى 33 دائرة انتخابية فى جميع أنحاء البلاد، بسبب حدوث ما اعتبرته «أخطاء فنية» أثناء عملية التصويت فى الانتخابات العامة والرئاسية والمحليات.
وقال رئيس المفوضية ابل الير «بدأت أمس عمليات العد والفرز وسنواصل حتى 22 أبريل الجارى العمل فى الفرز». وفيما يتعلق بنسب المشاركة أكد الير أنها تجاوزت الـ60٪ بحسب التقارير الأولية. وأحيطت مراكز الفرز، بإجراءات أمنية مشددة حيث يقوم رجال الأمن بفحص الداخلين إليها فحصاً دقيقاً بأجهزة الكشف عن المتفجرات. ويشير مراقبون داخل مراكز الفرز إلى أن الرئيس عمر البشير يحصد الأصوات أكثر من منافسه الرئيسى حاتم السر، مرشح الحزب الاتحادى الديمقراطى المعارض، الذى شارك فى الانتخابات.
وأعلنت المفوضية فوز 27 مرشحاً بالتزكية فى الانتخابات البرلمانية، وقررت إعادة الانتخابات فى 33 دائرة وقعت بها أخطاء خلال مرحلة الاقتراع، سواء ما يتعلق بالرموز أو تداخل البطاقات، وتشمل تلك الدوائر 17 دائرة قومية من 270 دائرة تمثل 6%، و16 دائرة ولائية من 749 دائرة تمثل 2%.
وفى أسوان، أعلنت المفوضية نتيجة الاقتراع بمقر القنصلية السودانية أن البشير حصد أعلى الأصوات حيث حصل على 330 صوتاً من بين 365 أدلوا بأصواتهم. ويصل إجمالى الناخبين السودانيين المقيدين بجداول القنصلية السودانية فى أسوان 556 ناخباً. وحصل الصادق المهدى زعيم حزب الأمة القومى المعارض على صوت واحد فيما لم يحصد أى مرشح آخر من بين الـ12 مرشحاً للرئاسة على أى صوت نظراً لأن الأصوات المتبقية كانت غير صحيحة.
وعمت فرحة عارمة الجالية السودانية بأسوان بعد إعلان تلك النتيجة، وتجمع العشرات أمام القنصلية وقدموا التهنئة إلى بلال قسم الله القنصل العام للسودان فى أسوان وقاموا بتوزيع الحلوى وأطلقوا الصواريخ والألعاب النارية فى الهواء ورددوا الهتافات المؤيدة للبشير.
وكان تصويت الأطفال فى مراكز الاقتراع وإغراء الناخبين بالأموال والحافلات أبرز التجاوزات التى شهدتها الأيام الأخيرة فى الانتخابات. وذكرت صحيفة «الوطن» السودانية أمس أنها رصدت تصويت الأطفال فى عدد من مراكز الاقتراع فى محافظة كسلا، ونقلت عن رئيس مفوضية الانتخابات بالمحافظة محمد عبدالمنعم إقراره بتصويت الأطفال فى هذه المركز، ولكنه استدرك مضيفا «طالما لم يرد طعن فى أهليتهم فى كشوف الناخبين التى نُشرت مرتين ولم يتقدّم أى من الأحزاب أو المواطنين بطعون، يصبح تصويت الشخص قانونياً حتى وإن كان عمره 7 سنوات».
وفيما يتعلق بالمال فقد قامت حافلات عديدة تابعة لحزب المؤتمر الوطنى الحاكم بنقل الناخبين إلى مراكز الاقتراع واستخدام أموال طائلة فى الدعاية الانتخابية وتقديم رشاوى مالية للناخبين، وهو ما نفاه الحزب.
واستمرت عمليات الاقتراع فى الانتخابات السودانية على مدى 5 أيام وانتهت أمس. وكان حزب المؤتمر الوطنى الحاكم قد وجه الأربعاء الدعوة إلى جماعات المعارضة، بما فى ذلك الأحزاب السياسية التى قاطعت الانتخابات، للمشاركة فى الحكومة المقبلة إذا ما فاز فى الانتخابات. وهى الخطوة التى يراها المحللون محاولة لرأب التصدعات الناجمة عن اتهامات بالغش فى الانتخابات.
