ولد ميخائيل جورباتشوف، في 2 مارس 1931 في إقليم ستافروبول بالاتحاد السوفييتي، لأسرة من الفلاحين، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة موسكو 1955، ثم تخرج في المعهد الزراعي في كلية الاقتصاد بستافروبول 1967، ثم بدأ حياته المهنية مسؤولا في اتحاد الشبيبة الشيوعية (الكمسمول) في 1955 بإقليم ستافروبول.
وبدءا من 1962 عمل في تنظيمات الحزب الشيوعي السوفيتي، وما بين عامي 1970و1978 عمل في منصب السكرتير الأول للجنة الحزب الشيوعي السوفيتي في إقليم ستافروبول، وأصبح في 1970 عضوًا في مجلس السوفيت الأعلى في الاتحاد السوفيتي، وفي 1971 انتخب عضوًا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي، ثم أصبح في 1978 سكرتيرًا للجنة المركزية للحزب الشيوعي للشؤون الزراعية،
انتقل إلى موسكو بعد عام واحد مرشحًا لعضوية المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي، وفي عام 1980 أصبح عضوًا فيه، وفي 28 أكتوبر 1985 انتخب جورباتشوف لمنصب السكرتير العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي (كان هذا المنصب في الاتحاد السوفيتي يعادل منصب رئيس الدولة).
وفي عام 1986 باشر عمله كسكرتير عام للحزب، وبدأ بإجراء الإصلاحات في اقتصاد البلاد، وكذلك في الحياة العامة، ودعا إلى إحداث تغييرات ديمقراطية في المجتمع، وزيادة النشاط السياسي للشعب، وألغى الرقابة على وسائل الإعلام، وقد عرفت سياسة «جورباتشوف» تلك منذ يونيو 1986 بإعادة البناء (البيريسترويكا)، وأصبحت هذه الكلمة معروفة في جميع أنحاء العالم حتى دون ترجمة.
وقد انتخب رئيسا للاتحاد السوفيتي في مارس 1990 من قبل مؤتمر نواب الشعب، وقد أسفرت جهوده عن إنهاء الحرب الباردة، ولكنها أدت أيضا وبشكل غير مقصود إلى إنهاء سيطرة الحزب الشيوعي السوفيتي وانهيار الاتحاد السوفيتي، ولقد رأى «جورباتشوف» أن الهيمنة السوفيتية على إمبراطورية في شرق أوروبا أمر باهظ التكاليف ولايعود إلا بأقل القليل من الفائدة كما كان على قناعة بأن غزو أفغانستان كان بمثابة كارثة فادحة الثمن وكان بحلول عام 1989 قد حصلت شعوب شرق أوروبا على المزيد من الحرية ورفض «جورباتشوف» قانونا يقضي باستخدام القوة العسكرية لإخماد المظاهرات.
وأراد «جورباتشوف» أن يصلح الشيوعية لا أن يستبدلها لكن هذه الإصلاحات أدت إلى التعجيل بالثورة التي اندلعت من القاع للقمة «زي النهاردة» في 9 مارس 1991حيث خرج مايقرب من نصف مليون مواطن روسي يتظاهرون ضده ويطالبونه بالاستقالة وكان جورباتشوف على إثر ردود الفعل الغاضبة قد لجأ إلى سياسة الجلاسنوست (أي الحوار المفتوح والاتجاه إلى التجربة الديمقراطية)، وهذا فتح النار ضده إذ خرج الناس عليه يطالبون بالخلاص من المأزق الذي انجر إليه الاتحاد السوفيتي.
وبحلول ديسمبر1991 كان التفكك قد لحق بالاتحاد السوفيتي كما انتهت فترة الحرب الباردة وبدأ الانهيار الاقتصادي يعرف طريقه للاتحاد السوفيتي، وبينما كان يحاول إصلاح الشيوعية أحدث تصدعا كبيرا فى جدارها وبدأت الضغوط التي كانت حبيسة في الانفجار الذي قوض الاتحادالسوفيتي، وأطاح بـ«جورباتشوف» إذ قدم استقالته في 1991 وفى العام ذاته كان الاتحاد السوفيتي زال من الوجود، بعدما لحق به التفكك.
وفي 27 من ديسمبر 1991 وعلى أثر توقيع رؤساء كل من روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا اتفاقًا حول تأسيس رابطة الدول المستقلة قدم «جورباتشوف» استقالته من منصب رئيس الدولة، واعتبر ذلك رسميًا نهاية تاريخ الاتحاد السوفيتي.