x

أجزاء من رواية «فرانكشتاين في بغداد» المرشحة للقائمة القصيرة لنيل البوكر العربية 2014

السبت 08-03-2014 18:56 | كتب: اخبار |
فرانكشتاين فى بغداد
رواية: أحمد سعداوى
فرانكشتاين فى بغداد رواية: أحمد سعداوى تصوير : اخبار

«نهض من مكانه، ورأى من خلال النور الساطع أن الوقت يقترب من منتصف النهار. غسل وجهه بماء الحنفية بجوار التواليت. شعر بآلام شديدة فى جروح وجهه وعظام جسمه كلها وهو يغسل وجهه ورقبته ويحرك أطرافه. وبعد أن التفت شاهد ما جرى فى الحوش أثناء غيابه، كانت عاصفة يوم أمس قد بعثرت أغراضه كلها. سقطت بضعة كناتير على ظهرها. وتناثرت أجزاء المسقفة الخشبية فى الحوش، اختفى السقف، ولم يعرف أين ذهب، وحين تقدم أكثر اكتشف اختفاء أشياء أخرى.

لقد اختفت الجثة المتفسخة التى أكملها نهار البارحة لا يمكن لها أن تتلاشى هكذا أو تطير فى العاصفة قلب الأغراض كلها، ثم شك فى نفسه، فدخل إلى غرفته وبحث فيها، أعاد البحث من جديد وضربات قلبه تزداد سرعة، وتجاهل الآلام التى تصل فى عظامه. دخل فى مرحلة الرعب، فأين يا ترى ذهبت هذه الجثة؟!، توقف فى منتصف الحوش خائفاً ومضطرباً وهو ينظر إلى السماء الزرقاء الصافية ثم إلى جدران البيوت العالية لجيرانه، ثم إلى السطح الواطئ الذى تخلف من الغرفة المنهارة فى بيت أم دانيال. كان هناك قط عجوز منتوف الشعر ينظر إليه بعيون ثابتة، وكأنه يراقب ما يفعله العتاك العجوز. أصدر مواءً عميقاً أخبره بشىء ما، ثم استدار بهدوء ليختفى خلف الحائط المهدوم».

من أجواء رواية «فرانكشتاين في بغداد» للكاتب العراقى أحمد سعداوى.

الرواية ضمن القائمة القصيرة للروايات المرشحة النيل البوكر العربية 2014.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية