x

مستشار الاتحاد من أجل المتوسط: مصر تستفيد من غالبية مشروعاتنا (حوار)

الخميس 06-03-2014 18:22 | كتب: خير راغب |
السفير علاء يوسف السفير علاء يوسف تصوير : اخبار

قال السفير علاء يوسف، المستشار السياسى للاتحاد من أجل المتوسط، الذى يضم 43 دولة أوروبية وأفريقية وآسيوية- إن الاتحاد يدعم مصر وحكومتها الحالية، مشددا على أن الاتحاد لا يتدخل فى الشؤون السياسية للدول الأعضاء.

وأضاف يوسف، فى حوار أجرته معه «المصرى اليوم» بمدينة برشلونة، بإسبانيا، مقر الاتحاد، أن مصر تلعب دورا محوريا فى الاتحاد منذ تأسيسه سنة 2008.

■ ما دور الاتحاد من أجل المتوسط، وما حقيقة أنه يهدف للتطبيع بين الدول العربية وإسرائيل؟

- الاتحاد من أجل المتوسط أنشئ سنة 2008، ويتكون من 43 دولة، منها 28 دولة أعضاء فى الاتحاد الأوروبى، و15 دولة مطلة على البحر المتوسط، والاتحاد يُدار بشكل مشترك بين الشمال والجنوب، بحيث تقف دول جنوب المتوسط على قدم المساواة مع الدول الأوروبية فى توجيه التعاون الأورومتوسطى، وتولت مصر رئاسة الاتحاد بشكل مشترك مع فرنسا، منذ إنشائه حتى سنة 2011، وحالياً يتولى الرئاسة كل من الاتحاد الأوروبى والمملكة الأردنية الشقيقة، ويطرح الاتحاد رؤية جديدة وعملية تهدف إلى الارتقاء بالتعاون بين دول الاتحاد الأوروبى ودول حوض المتوسط إلى مستويات أكثر طموحاً وأكثر ملاءمة للتطورات الجارية، من خلال تنفيذ مشروعات إقليمية فى عدد من المجالات، أما بشأن ما يتردد عن أن الاتحاد هدفه التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، فإن الاتحاد لا يفرض أى شروط مسبقة على الدول الأعضاء، ويتيح لها الحرية الكاملة فى الدخول فى المشروعات التى تتفق مع مصلحتها الوطنية، والملاحظ أنه منذ إنشاء الاتحاد لم يتم تنفيذ مشروع واحد بين الدول العربية وإسرائيل.

■ ماذا عن أهمية الاتحاد بالنسبة لدول المتوسط؟

- نحن نتطلع إلى أن يلبى الاتحاد المطالب التنموية لدول جنوب المتوسط، وعلى رأسها توفير فرص عمل جديدة والتركيز على المشروعات القادرة على جذب رؤوس الأموال، وتشجيع القطاع الخاص على الاهتمام بقطاعات التعليم ومشروعات الطاقة المتجددة.

■ هل تضاءل دور مصر فى الاتحاد منذ أن تركت رئاسته فى 2011؟

- إطلاقاً، فمصر تُعد شريكاً فاعلاً فى الاتحاد، وتقوم بدور رئيسى فى أنشطته، ويمثل مصر السفير أبوبكر حفنى، نائب مساعد وزير الخارجية، وهو كذلك المتحدث باسم المجموعة العربية، ويتولى تنسيق مواقفها والتعبير عنها خلال الاجتماعات المختلفة للاتحاد، سواء الاجتماعات الوزارية القطاعية أو الدورية التى تعقد كل شهرين على مستوى كبار المسؤولين، ويكفى أن مصر من أكثر الدول الأعضاء استفادة من مشروعات الاتحاد، وتتم دراسة أى مشروع جديد باهتمام كبير.

■ ماذا عن موقف الاتحاد من مصر بعد ثورة 30 يونيو؟

- الاتحاد لا يتدخل فى الشؤون السياسية للدول الأعضاء، لكنه معنىٌّ بالأمور الفنية والمشروعات التنموية، ويحترم الشؤون الداخلية للدول ورغبات شعوبها، والاتحاد من أوائل المنظمات الدولية التى أصدرت بياناً لتهنئة الشعب المصرى على إقرار الدستور الجديد بأغلبية كبيرة.

■ لكنَّ هناك دولا تتمتع بعضوية الاتحاد وقفت ضد مصر بعد 30 يونيو؟

- الدول التى تتمتع بعضوية الاتحاد حرة فى مواقفها السياسية التى تأخذها منفردة، ولكن تحت مظلة الاتحاد الكل ملتزم بعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول، ونحن معنيون بالجوانب التنموية والفنية لدول الاتحاد، والدليل على كلامى أن مصر تستفيد من أغلب المشروعات التى تمت الموافقة عليها.

■ ما طبيعة هذه المشروعات؟

- فى مجال النقل لدينا مشروع اسمه «لوجيسمتا»، يهدف إلى تدريب المعنيين بالجوانب اللوجستية، وتعزيز وسائل النقل والخدمات اللوجستية بين موانى البحر المتوسط، من أجل زيادة حركة الصادرات والواردات، وسيساعد هذا المشروع على استكمال برامج التدريب القائمة، ودعم الجهود الرامية إلى تنمية الموارد البشرية وتحسين أداء قطاع الخدمات اللوجستية، من أجل المساهمة فى إنشاء شبكة أرصفة لوجستية أورومتوسطية أكثر تنافسية وفعالية، وفى مجال المياه تستفيد مصر من مشروع يهدف إلى تشخيص أبرز المعوقات أمام مصادر تمويل قطاع المياه عبر شراكات بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى دعم تطوير خطط العمل التوافقية على أساس الممارسات الدولية السليمة، ومن ناحية أخرى يجرى حالياً وضع الرتوش النهائية لعدد من المشروعات المصرية فى مجال الطاقة المتجددة، كمشروع توليد الطاقة الشمسية فى كوم أمبو، وكذلك مجال التنمية الحضرية، وتحديداً مشروع إعادة تأهيل منطقة مطار إمبابة، ومشروع ترميم السوق القديمة فى إسنا.

■ وماذا عن الشباب والمشروعات الصغيرة والمتوسطة؟

- أدركت أمانة الاتحاد أن منطقة المتوسط تشهد واقعاً جديداً، يتطلب ضرورة وضع حلول واقعية للتحديات التى تواجه شعوب المنطقة، مثل الفقر والبطالة، لذلك أطلقت الأمانة عدداً من المشروعات والمبادرات الجديدة، تستفيد مصر منها كلها، بهدف توفير فرص عمل جديدة للشباب والتخفيف من حدة البطالة، منها على سبيل المثال «المبادرة المتوسطية للتوظيف» التى توفر منهجاً شاملاً للتعامل مع العرض والطلب فى سوق العمل على حد سواء.

■ هل كل المشروعات تأتى بمبادرة من الدول الأعضاء؟

- تُمثل الدول الأعضاء الطرف الرئيسى فى تقديم المشروعات، ولكن يولى الاتحاد من أجل المتوسط كذلك اهتماماً بكافة القوى الفاعلة فى المجتمع، من مجالس برلمانية ومنظمات المجتمع المدنى ومؤسسات الأعمال، حيث يُمكن لتلك القوى تقديم مشروعات، فى ظل تنامى أهمية الدور الذى تضطلع به فى المجتمعات المتوسطية، ومساهمتها الإيجابية فى إنشاء الفضاء الأورومتوسطى، من خلال تعزيز الحوار بين الشعوب.

■ هل سيساند الاتحاد مصر فى الفترة المقبلة، وبخاصة المشروعات الاقتصادية والتنموية؟

- الاتحاد يقف بجوار جميع الدول الأعضاء، وعلى الحكومة المصرية أن تبادر بتقديم المشروعات التى ترغب فى تنفيذها إلى الاتحاد لدراستها، مع مراعاة أن تأخذ هذه المشروعات الطابع الإقليمى.

■ ما النصيحة التى تقدمها للحكومة المصرية فى الفترة المقبلة لكى تستفيد من مشروعات الاتحاد؟

- شاركت الحكومة المصرية بفاعلية، خلال الفترة الأخيرة فى عدد من الاجتماعات الوزارية للاتحاد فى مجالات النقل والطاقة، وأخيراً اجتماع وزراء الصناعة الشهر الماضى فى بروكسل، وستشهد الفترة المقبلة اجتماع وزراء البيئة فى شهر مايو باليونان، ثم اجتماع وزراء التجارة فى شهر يونيو.

وإذا جازت لى النصيحة: يُمكن للحكومة تقديم مشروعات ذات طابع إقليمى، تساهم فى التكامل مع الدول العربية المطلة على البحر المتوسط، سواء فى مجالات النقل أو الربط الكهربائى أو تعزيز التبادل التجارى، خاصة فى إطار اتفاقية دول أغادير.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية