وصلت رواية «الفيل الأزرق» للروائى الشاب «أحمد مراد» إلى القائمة القصيرة لجائزة «بوكر» العربية. وتزامن إعلان اسم المصرى الوحيد فى القائمة مع موجة من الانتقادات الموسمية للجائزة. أجرت «المصرى اليوم» مع «مراد» الحوار التالى الذى تحدث فيه، مؤلف «فيرتيجو» و«تراب الماس» عن رأيه فى هذه الانتقادات والجدل حول قائمة الكتب الأكثر مبيعا، التى يعد هو أحد ضيوفها الدائمين، وحركة الكتابة الشبابية فى مصر.
■ ما تعليقك على وصولك للقائمة القصيرة لـ«البوكر» العربية والجدل الدائر حول الجائزة بين الاتهام والدفاع؟
- أنا سعيد جدا بوصولى للقائمة القصيرة، وأتمنى أن أظل عند حسن ظن القارئ الذى تظل جائزته هى الأفضل عندى. وبالنسبة للجائزة فإن الجدل حولها شيء نسبى، واختيار القائمة خاص بلجنة التحكيم التى يوجد لديها معايير لا أعلم عنها شيئا. والجدل حول «البوكر» ليس غريبا، فكل أمر فى الدنيا يدور حوله جدل بين مؤيد ومعارض، أو محب وكاره.
■ تحتل كتبك دائما مكانا مميزا فى قائمة الكتب «الأكثر مبيعا». وتتعرض هذه القائمة أيضا لاتهامات أنها لا تعبر عن ممستوى الكتاب بقدر ما تعبر عن إرضاء القراء بسطحية. ما رأيك فى هذا الجدل؟
ـ الفكرة وراء قائمة الأكثر مبيعا بسيطة للغاية، فهى إعلان عن مبيعات كتاب ما بغرض التسويق، وانا أرى أنه تسويق مشروع فهو تشجيع للكتاب بأن يتنافسوا فى مسابقة بدون جوائز يحصل الفائز فيها على الاهتمام بعمله. كما أن بدء العمل بهذه القائمة فى مصر، الذى بدأ من حوالى 5 أعوام، يؤدى إلى رواج فى عالم الكتب والمبيعات.
وبالنسبة للهجوم على الأعمال التى تحتل مراكز تلك القائمة بأنها أعمال سطحية فإن الرد عليه يتلخص فى أن المؤلف يكتب للقارئ، وطالما أن هذا القارئ مستمتع بالكتاب فهذا يكفى. بالإضافة إلى أنه لا يمكننى القول بأن كل ما يتصدر قوائم الأكثر مبيعا شعبى أو مبتذل أو سطحى. فهناك كتاب كبار لا يمكننى وصفهم بالسطحية تحتل كتبهم مكانا فى المبيعات بمجرد ظهورها مثل «باولو كويلهو» و«أمبرتو إيكو». فالربط بين قائمة الأكثر مبيعا وجودة الكتاب الأدبية يعد ساذجا، فهى لا تضفى على الكتاب أى قيمة سلبية أو إيجابية. فإذا كان للكتاب شكل جيد ومضمون ضعيف فلن يبقى طويلا فى أذهان القراء. أما العمل الجيد فسيبقى. ففى عالم الكتب البقاء للأفضل.
■ ارتبط ظهورك ككاتب بحركة الكتاب الشباب التى ظهرت فى العشرة أعوام الأخيرة، كيف ترى هذه الحركة؟
- الكتابة الشبابية تشهد الآن حراكا وتطورا قويا بين تيارات كتابة مختلفة يبدو بعضها غريبا وجديدا. وهذا الحركة تأتى نتيجة «فوران» قوى جدا له علاقة بوجود أجيال أحست برغبة فى التعبير عن نفسها وشكلت عنصرا مهما فى عودة المصريين للقراءة من خلال أعمال أدبية تكتب بلغة الناس. وهذه الحركة لا يمكن الحكم عليها الآن فيما سوف تنتهى إليه، والوقت فقط سيكون الحكم فيما إذا كانت هذه الحركة سوف تنتج مدرسة أدبية جديدة أم لا.
■ نعيش الآن ما يطلق عليه «عصر الرواية»، كيف ترى هذه التسمية؟ ولماذا يتجه القراء الآن للرواية أكثر من القصة والشعر؟
- فى رأيى الشخصى لا يوجد فن يقضى على فن آخر. ولكن هناك اتجاها فنيا معينا يلقى رواجا أكثر من آخر فى فترة زمنية ما. وقد يكون السبب وراء الاتجاه العام لقراءة الرواية الآن عدم اكتفاء الأجيال الحالية بقراءة قصة قصيرة، فهم يريدون أن يعيشوا «قصة طويلة شوية». وعلى الرغم من هذا إلا أن هناك كتابا يعملون بشكل جيد بغض النظر عن التيار السائد. ففى وسط الركود الشعرى الحالى تجد «مصطفى إبراهيم» متصدرا لقوائم الأكثر مبيعا الشعرية، وفى القصة القصيرة تجد مجموعات «حسن كمال» محققة مبيعات جيدة. وأتمنى أن ياتى الوقت الذى تزدهر فيه أشكال الكتابة المختلفة بالتوازى مع بعضها البعض.