x

ياسر أيوب يكتب: إسماعيل الشاعر

الأربعاء 14-04-2010 23:00 |

من بين المواجهات والمباريات الكثيرة التى ستشهدها القاهرة مساء الغد.. تبقى مباراة واحدة فقط أتمنى ألا تبدأ وألا تقام أصلا هى التى طرفاها الأمن والجمهور.. وإذا كان قانون الكرة ينص على أن مباراة الغد بين الزمالك والأهلى لابد أن تنتهى بالتعادل أو فوز أحدهما، فإن قانون الحياة والبشر يؤكد أنه حين يتواجه الأمن والجمهور، فالمباراة لابد أن تنتهى بخسارة الفريقين معا لاستحالة أن يفوز أحدهما على الآخر، ورغم ذلك لايزال البعض منا، من الذين يكتبون ويتكلمون، ومن الأمن ومن الجمهور أيضا، يصرون على ضرورة إقامة هذه المباراة القاسية والموجعة للجميع..

ولهذا أكتب اليوم عن اللواء إسماعيل الشاعر، مدير أمن القاهرة، باعتباره أول وأكثر من لا يريد هذه المباراة وسيحارب جاهدا ومخلصا من أجل ألا تبدأ أصلا.. وأظن أننى، وكثيرين جدا غيرى، نشارك إسماعيل الشاعر رغبته وإصراره على ألا يتواجه الأمن والجمهور.. وهو ما يعنى ضرورة أن يقوم كل منا بما عليه من واجب والتزام.. فيسكت كل هؤلاء الذين يستهويهم تحريض الناس على الأمن، والجمهور، على الجمهور والنادى على الاتحاد، والإعلام على الجميع.. لابد أن يدرك الجمهور أنه ليس غدا فى مواجهة مع الأمن..

وليس من الضرورى أن يذهب إلى الاستاد وكأنه يخوض معركة حربية يدافع فيها عن الشرف والكرامة.. فلا رجال الأمن أعداء للفريقين.. ولا هم أعداء للناس وللوطن.. ولكننى أطالب رجال الأمن فى الوقت نفسه بأن يتغيروا هم أيضا.. فليس صحيحا أن الأمن فى كل المباريات السابقة كان بريئا تماما من بعض التجاوزات والعنف غير المبرر..

مثلما لم يكن الجمهور فى كل مرة بريئا راح ضحية لجبروت الأمن وقسوته.. وأنا أعرف أن اللواء إسماعيل الشاعر قادر على كسر هذه الدائرة المسكونة بالصدام والتوتر والشكوك والمخاوف.. فهو واحد من الناس قبل أن يكون مساعداً أول للوزوير لأمن القاهرة صحيح أن الحسم مطلوب وضرورى لأى رجل أمن.. لكن يسىء بعضهم أحيانا التعبير عن حسمهم وحرصهم على النظام والأمن..

 وهنا يأتى دور إسماعيل الشاعر الذى أراه قادرا على أن يحمى الجميع دون أدنى اضطرار لأى تجاوز.. إن ابتسامة يراها الناس على وجه رجل أمن يقف على الأبواب قد تختصر كثيرا من الغضب والمرارة والعنف.. وإسماعيل الشاعر قادر بخبرته الطويلة والهائلة على ألا يجعل الابتسامة على وجوه رجاله فى الغد ضعفا أو تراخيا.. قادر بهدوئه وإنسانيته على إفساد كل محاولات هؤلاء الذين يريدون الفرجة على مواجهة الأمن والجمهور مهما كان ثمنها غضبا ودموعا ودماء وعنفا وأحزانا لا تنتهى.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية