x

جمال زهران مبادرة «الإرهابية» عبر «نافعة»: كفاية جمال زهران الثلاثاء 04-03-2014 20:58


الأمر المؤكد والحاسم، وبناءً على معلومات دقيقة وموثقة، أن ما طرحه د. حسن نافعة (أستاذ العلوم السياسية - بجامعة القاهرة) فى صورة مبادرة لحل الأزمة فى مصر لتحقيق المصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية - هو صناعة إخوانية 100٪. وإلى الرأى العام القصة بوضوح، وتتلخص فى أن الجماعة أصبحت فى مفترق الطرق، وضاق الخناق حول رقبتها فى مقرها المركزى فى مصر، وأنه لا سبيل أمامها لإنقاذ التنظيم الإخوانى - وكأنه قدر محتوم على مصر وشعبها!! - إلا التراجع التكتيكى (المؤقت) لمعاودة التقدم الاستراتيجى (المستقبل) واستمرار الجماعة وتنظيمها.

وقد تفتق ذهن مفكرى التنظيم - العجزة كالعادة - عن صياغة مبادرة شاملة بعد سلسلة المبادرات الجزئية التى فشلت جميعها، وسقط معها رموز المصالحة والطابور الخامس الأمريكانى فى حكومة الببلاوى، وسقطت معهم هذه الحكومة، فكانت هذه المبادرة الأخيرة التى دشنها د. حسن نافعة عبر زفة إعلامية من أصحاب المصالح الإخوانية - ربما تنجح هذه المرة!!

الحكومة برئاسة الببلاوى كانت بصدد إجراء تعديلات لاستكمال الفترة القادمة، إلا أنه أطيح بها وفوراً حال توافر معلومات أكيدة باستعداد الببلاوى لقبول مبادرة الصلح المقدمة من نافعة

حيث قدمت المبادرة (المشروع التصالحى التنازلى) من قيادة التنظيم إلى كل من (د. سيف عبدالفتاح، د. باكينام الشرقاوى)وهما الأستاذان بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، ومن رموز الإخوان فى الكلية وقادة (جامعيون ضد الانقلاب)، وكل هذا موثق، والمحالان حالياً إلى التحقيق بتهم كثيرة، منها التزوير والتلاعب والتحريض على العنف - وذلك لتقديمها إلى أحد أساتذة الكلية المستقلين لتسويقها عبر الإعلام الإخوانى والمتأخون وهم فى الانتظار. ومن سوء الحظ بالنسبة لهم، وحسن الحظ لمصر وشعبها المسالم العظيم، أن قاما (سيف، وباكينام)، بتقديم المبادرة إلى أحد الأساتذة المرموقين بالكلية، وذلك على خلفية استبعاد شبهة أن يكون لسانا للإخوان، ويثبت عند الناس أن هناك من هو غيور أكثر على مصر وشعبها، وليست عليه شبهات سياسية، وأنه أتى لإنقاذ الوطن من العنف والفوضى المحدقة بالبلاد، وعرض عليه مقابل هذا العمل إغراءات لا توصف!!

إلا أن هذا الأستاذ رفض، وتحت ضغط الوقت قاما بتقديمها إلى د. حسن نافعة مصحوبة بالإغراءات والوعود المستقبلية، فقبلها على الفور، وتعهد بالدفاع عنها، وعدم التراجع والتأكيد أنها من عندياته واختراعه، متصورين أنه بهدوء نافعة المصطنع أن ينجح فى تسويقها، وتبليغها للشعب المصرى الذى يفترضون أنه المرتشى بالسكر والزيت مثل البعض من نخبته!!

وقد دعيت لمواجهة د. نافعة بصفتى أستاذاً للعلوم السياسية ورجل سياسة ومقاتلاً ضد الإخوان، فى برنامج «العاشرة مساءً» مع الأخ أ. وائل الإبراشى، ورفضت الحضور، وبعد إلحاح وافقت على عمل مداخلة فى حضور نافعة والمقاتل أبوالعز الحريرى، وكان مضمون المداخلة أننى اتهمت المبادرة بـ«المشبوهة سياسيا»، وطالبت نافعة بالاعتذار للشعب المصرى، لأنها تستهدف إنقاذ الجماعة الإرهابية، فى ذات الوقت الذى قرر فيه الشعب إعدامها سياسيا (يمكن لمن يريد الرجوع لنص المداخلة)، إلا أن د. نافعة ضحك، وأصر على مبادرته وقال: لو تكررت الظروف، وعادت مرة أخرى لعصرت على نفسى الليمون، وذهبت إلى «مرسى»!! ولن أعتذر وسأواصل!! وهنا تأكد لى أن ما لدى من معلومات مؤكد 100٪.

ومن مصادر معلوماتى الخاصة أن الحكومة برئاسة الببلاوى كانت بصدد إجراء تعديلات لاستكمال الفترة القادمة، إلا أنه أطيح بها وفوراً حال توافر معلومات أكيدة باستعداد الببلاوى لقبول مبادرة الصلح المقدمة من نافعة، والتى وافق عليها ائتلاف دعم «اللاشرعية»!! ويبدو أن نافعة لم يفهم ذلك، فأعلن عبر اليوم السابع، استمرار مبادرته، وأنه فى انتظار رد الحكومة لإنقاذ مصر!! وهى فى الحقيقة إنقاذ للإخوان الإرهابيين.

ولذلك أقول إن الشعب الذى ضحى فى 25 يناير - وركب الثورة الإخوان الذين لم يقدموا نموذجا أخلاقيا فى حكم البلاد والتشارك مع الآخرين، وأفسدوا فى البلاد مثل الحزب الوطنى، الأمر الذى جعل الشعب يثور مرة أخرى فى 30 يونيو لإسقاط الإخوان مثلما أسقط مبارك - ليس لدى هذا الشعب مرة أخرى قدرة على تحمل الإرهابيين وإصرارهم على الدم، ولا مواجهة معهم إلا بالدم حتى النهاية، وواهم من يرى غير ذلك. فالذين عصروا الليمون إما سذج وإما متآمرون مع الإخوان، ولا مكان لهم الآن فى قلب الحركة الوطنية. وستظل الثورة مستمرة حتى النصر بإذن الله. ولايزال الحوار متصلا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية