الممثل ليوناردو دي كابريو في لقطة من فيلم المخرج مارتن سكورسيزي الجديد The Wolf of Wall Street
ساعات قليلة تفصل بين المرشحين لجوائز أوسكار لعام 2014 وبين إعلان اسم الممثل سعيد الحظ الذي سيحمل تمثال الأوسكار ويشكر أعضاء الاكاديمية الذين منحوه تلك الجائزة الثمينة تقديرا لأدائه ليكون أفضل ممثلي العالم لحصوله على أهم جائزة تمثيل سينمائية عالمية.
وتتجه كل الأنظار إلى الممثل الأمريكي ليوناردو دي كابريو وكثير من التقارير الإعلامية الصادرة في هوليوود خلال الأيام القليلة الماضية تتوقع حصوله على الجائزة نظرًا لنجاحه وأدائه المميز في فيلم the wolf of wall street للمخرج مارتن سكورسيزي في خامس تعاون بينهما.
جسد دي كابريو شخصية حقيقية لسمسار البورصة جوردون بلفورت الذي ضارب بالأموال في بورصة وول ستريت وتسبب في خسائر فادحة للاقتصاد الأمريكي، والفيلم مليء بمشاهد التعري لدى كابريو وزميلاته بالفيلم، ولم يجد «دي كابريو» مانعًا في تقديمها طالما تخدم الدراما وتعبر عن الشخصية التي يجسدها رغم الانتقادات التي تعرض لها، خاصة أن «دي كابريو» سبق وأن قدم مشاهد مماثلة في فيلم TITANIC مع زميلته كيت ونسليت في بدايتهما.
ويقدم «دي كابريو» قصة صعود بلفورت في تسعينيات القرن الماضي حتى سقوطه على يد المباحث الفيدرالية الأمريكية، وهي قصة بها كل الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، حيث تقدم الإنسان بكل مساوئه من جشع وطمع وحب للشهوات والمال، كما أنه سبق وأن صرح وقت عرض الفيلم بأن الفيلم يعري المجتمع الأمريكي وقيمه، ولا يرى مانعًا في ذلك.
دي كابريو حصل على جائزة GOLDEN GLOOBE كأفضل ممثل لفيلم كوميدي أو موسيقي، وهو ما يراه النقاد الأقرب للفوز، بعد 3 ترشيحات له، الأولى كانت عام 1993 عن فيلم What's Eating Gilbert Grape، والثانية كانت عام 2004 عن فيلم The Aviator، والثالثة عام 2006 عن Blood Diamond.
فوز دي كابريو هذه المرة يعني الكثير له بعد سلسلة من الأدوار التي تألق خلالها حتى لو لم يرشح عنها، لكنها نالت استحسان الجمهور وأثبتت موهبته وأنه ليس مجرد ذلك الممثل الوسيم الذي تتهافت عليه المعجبات، خاصة أن فيلمه TITANIC فاز بـ11 جائزة من 14 ترشيحًا رشح لها عام 1997، والغريب أنه لم يرشح وقتها لجائزة التمثيل.
ويقول مايلو ستيرن ناقد صحيفة The Daily Beast أنه آن الأوان لتكرم هوليوود واحدًا من أبرز نجومها الشباب والموهوبين، حيث يتم «دي كابريو» عامه الأربعين في نوفمبر المقبل، إلا أن «ذوق» أعضاء أكاديمية الأوسكار البالغ عددهم 6000 عضو لا يمكن التكهن به رغم كل ما بذله «دي كابريو» من جهد في فيلمه، خاصة أن ممثلين بارعين مثل روبرت ريد فورد وتوم هانكس لم يرشحا هذا العام، كما أن دي كابريو يلقى مواجهة عنيفة من زميله ماثيو ماكونهي الذي ينافسه على الجائزة بدور مريض إيدز عن فيلم Dallas Buyers Club، وقد حصل على جائزة GOLDEN GLOOBE كأفضل ممثل لفيلم درامي، كما حصل ماكونهي على جائزة SAG كأفضل ممثل من اتحاد الممثلين الأمريكيين، وإلى جانب هذين المتنافسين القويين، يتنافس كل من كريستين بيل عن American Hustle، وهو منافس لا يقل خطورة عن سابقيه بدور نصاب محترف يوقع بمحقق فيدرالي، وتشيتويل إيجيوفور عن 12 Years a Slave ، وبروس ديرن عن Nebraska.
