روبوتات.. تليسكوب قديم.. ونماذج بالية من صخور صحراء مصر الغربية والشرقية وموقع إلكترونى أصبحت معلوماته قديمة ولا تجد من يقوم بتحديثها.. هذا كل ما تبقى من نادى العلوم النموذجى بمركز شباب حلمية الزيتون
هذا النادى الذى أنفقت عليه الدولة آلاف الجنيهات منذ عام 1998، وحصل على جوائز علمية داخل وخارج مصر، لكنها لم تكن كافية ليستمر فى أداء مهمته فى دعم المخترعين والمبدعين الشباب ممن نبغوا وقدموا اختراعاتهم فيه.
يقول مصطفى كمال، أحد أبناء نادى العلوم الذى سافر إلى الاتحاد السوفيتى ليمثل مصر فى المعرض الدولى التاسع للتكنولوجيا: نادى العلوم بمركز شباب حلمية الزيتون تحول إلى مخزن لابتكاراتنا، والاختراعات التى صنعناها بأنفسنا كالتليسكوب والروبوتات وماكينة تصنيع الصواميل من زبالة البلاستيك، بعد أن انقطع التمويل عن مشروعاتنا منذ سنوات.
ويضيف: كنت آتى إلى النادى يومياً منذ عام 1998، وكان عمرى وقتها 16 عاماً، واستطعت أنا وزملائى استخراج مادة الصمغ من الفلين والمطاط بإضافة مادة مستخرجة من قشر البرتقال إليهما، وحصلنا على المركز الأول فى العلوم على مستوى مصر، ثم بدأنا فى استخراج «بوليمرات» لصناعة رفارف السيارات تتميز بالخفة والمتانة، فى الوقت نفسه نجحنا فى تصنيعها وتم استخدامها فى العديد من المعارض الدولية للعلوم، وبدلاً من الاهتمام بنا ورعايتنا علمياً توقف التمويل منذ عام 2002.
وتستكمل أميرة جمال قائلة: «كنت أصغر عضوة فى نادى العلوم، وقد كان له الفضل فى توجيه مستقبلى، لكن النادى تحول إلى مخزن للأجهزة التى صنعناها منذ سنوات، وبات الموظف الوحيد فى النادى هو أحد خريجى كلية العلوم، تقتصر خبرته على التعليم النظرى وإذا حاول القيام بأى نشاط مع رواد النادى فلن يجد المواد الكيميائية اللازمة لذلك أو المال الكافى لشرائها.
المهندس عاطف كامل، مدير نادى العلوم بحلمية الزيتون يقول: للأسف إلغاء الدعم امتد إلى كل نوادى العلوم فى مصر، ولم يقتصر على نادى حلمية الزيتون فقط، لافتاً إلى أن نادى حلمية الزيتون كان نموذجياً، واستطاع المنافسة على المستويين العربى والعالمى، حيث ضم أجهزة علمية لا توجد إلا فى أماكن محدودة داخل مصر مثل المزولة، إلا أن نشاطه توقف بعد إلغاء وزارة الشباب والرياضة، واستبدالها بالمجلس القومى للشباب،
كما توقف الدعم المادى للأنشطة العلمية، إلا أن هذه النوادى التى تم إنفاق آلاف الجنيهات عليها، وكانت تأتى إليها وفود من الدول العربية لنقل خبرة إنشائها باعتبارها منارة علمية، أصبحت مجرد حوائط يجتمع فيها روادها كل فترة لاستطلاع الأمور بها، فهل هذا معقول فى ظل ما تنادى به السياسة العامة للدولة من شعارات تدعو إلى تشجيع البحث العلمى.