x

حمدي رزق عندما بكى زاهى حواس حمدي رزق الخميس 27-02-2014 21:05


من يعرف زاهى حواس جيداً يعرف أن الدموع لا تعرف إلى عينيه طريقاً، لم أره ذات مرة يبكى، ولم أسمع أنه بكى، وكنت أستغرب من هذا الذى لا يبكى أبداً، بل يضحك أبداً، ويمعن فى صحبة الضاحكين، يوم يجتمع زاهى مع «أحمد رجب»، إله الضحك عند المصريين المحدثين، وحضرة صاحب الكلام مصطفى الفقى، يا داهية دقى، المكلمة المتبقية من زمن الإذاعات الأهلية.

زاهى حواس مفطور على الضحك، ويشتهيه، ويحفظ من كوبليه لأم كلثوم مقطعاً أثيرًا.. «ولا يعرف الحزن مطرحنا ولا يجينا..»، يكره الحزن كراهية التحريم، زاهى حواس شعاره: سأكون حزيناً يوم أفقد القدرة على استشعار الضحك. يستشعر الحزن لكن لا يحوله إلى نواح، يرقب الخيط الأبيض فى ظلمة الفجر، يصحو مع العصفور، هو من المبكرين.

حتى فى أحلك أيامه السوداء، والاتهامات سكاكين تقطع فى لحمه، والبلاغات كلاب عقورة تدمى كعبيه، ينزف قلبه حزنًا وألمًا، يضحك فى وجوهنا من وراء قلبه، يخفف عنا الألم، ينتحى جانبًا يحزن فى فرشته من وراء الناس، ظلم الناس، وظلم ذوى القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند، لكنه أمام الناس دومًا صلب قوى شامخ واقف على طوله لم ينحن للعاصفة.

من أى صخر قُدّ هذا الرجل، يقينًا من صخر جرانيتى صلد كأجداده الفراعنة، مثلهم لا يتأثرون بتقلبات الزمن، ومصائب الدهر، أكم من ملمات ألمت بهذا الرجل النادر المثال فلم يهن ولم تلن عزيمته.

أكتب عن دموع زاهى حواس التى رأيتها تنسكب إذ فجأة وهو من أوهمنى بأن دموعه عزيزة، تنسكب غصبًا عنه وهو يتلقى صك براءته، أنتظر ثلاث سنوات عجافًا، ثلاث سنوات سودة، غمة أصابته فى سمعته التى لا يمتلك سواها، قالوا عنه ما لم يقله مالك فى الخمر، وهم من كانوا مخمورين بشهرته، ويتداولون إفكًا سيرته، ويتباهون رياء بشهرته، ويتغزلون صباح مساء فى طلعته، انهالوا عليه بسواطير حقدهم الدفين، وشوهوا منجزه بسناج صدورهم، هباب أسود من نفوس مترعة بالثأر، إنهم لخاسرون.

قرار المستشار إبراهيم الهنيدى، رئيس جهاز الكسب غير المشروع، بحفظ التحقيقات مع زاهى (بدون ألقاب)، وبعد التأكد من براءة ذمته المالية فى البلاغات المقدمة ضده، قرار حرك الدموع فى عين الفرعون المصرى الشهير، يا لها من دموع غالية عزيزة على نفسه، فلتمسح دموعك يا صديقى، ولتقر عينك، ولتبلسم جراح زوجتك التى تحملت صابرة ثلاث سنوات، وهى تراك لا تستريح فى نوم، ولا تشبع من طعام، ولا تتذوق جمالًا، كانت أيام نكد فى نكد الله لا يرجعها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية