فتحت التليفزيون لحظة أذان الظهر.. معظم القنوات ترفع الأذان تقريباً.. ما معنى هذا؟.. معناه أن الإخوان ليسوا وحدهم من يرفع الأذان.. أحدهم رفع الأذان فى القفص.. ليسوا الذين يدخلون الجوامع.. توهموا أنهم فتحوا مصر.. اعتبروه الفتح الإسلامى الثانى.. أوهموا الخارج أن الملايين من عُمّار المساجد من أنصارهم.. مازالت المساجد مفتوحة.. مازال الأذان يُرفع بعد سقوط الإخوان!
ليست كل المحجبات من الإخوان، ولا كل المنتقبات من السلفيين.. هذه حقيقة.. قرأت بالأمس حواراً فى «اليوم السابع» أجراه الزميل العباس السكرى، مع الفنانة القديرة سهير البابلى.. أرجوكم أن تقرأوه من جديد.. يخطئ من يتصور أن كل محجبة إخوانية.. شقيقاتنا محجبات.. أمهاتنا محجبات.. زوجات قادة الجيش محجبات.. مصر متدينة بطبعها.. لا يعنى الحجاب الانتماء لفكر الجماعة الإرهابية!
لا كانت سهير البابلى من الإخوان، ولا كانت شادية منهم.. حسن يوسف ليس منهم، ولا شمس البارودى.. ما قاله حسن يوسف عن القرضاوى يكفى.. ما قالته سهير البابلى عن مرسى إدانة كاملة.. قالت «كان يوم أغبر، يوم تولى رئاسة الجمهورية».. عندما سالها «السكرى» عن «مرسى» قالت «أعوذ بالله».. أضافت «اللى شفته يخلينى أبوس على رجلين (مبارك)، حتى لو لابس (شراب منتن)»!
ما الذى جعل سهير البابلى تسخر منه إلى هذه الدرجة؟.. ما الذى يجعلها لا تنحاز لرئيس قال إنه يرفع لواء الإسلام؟.. مرسى نفسه وطريقته فى الحكم.. ترى سهير البابلى أنه لم يصن النعمة.. ترى أنه كان مسخرة، يوم زارت قصر الاتحادية، مع جموع الفنانين.. تحمد ربنا أن مرسى انتهى.. تعيب على من يردد مقولة «يسقط حكم العسكر».. تقول: لولا الجيش كان زماننا «ورا الشمس»!
لا أحد يمكن أن يزايد على وطنية سهير البابلى.. عبرت عن ذلك فى العديد من أعمالها المسرحية.. كانت مهمومة بالشأن العام.. من هذا المنطلق ترى أن مرسى ليس فقط خرب البلد، ولكنه كان «هيبيعها».. قالت بطريقة ساخرة: للعلم أنا لم «أتنيل» وأنتخبه.. أريد أن أقولها صريحة «بعد اللى شفته من مرسى، أبوس رجلين حسنى».. معناه أنها لم تبك أبداً سقوط الإسلام، حين سقطت الجماعة إياها!
سقوط الجماعة لا يعنى سقوط الإسلام.. لا يعنى أن الفضائيات هتبطل تذيع الأذان.. الجماعة ليست هى الدين الإسلامى.. الإسلام شىء والإخوان الإرهابيون شىء آخر.. فى لحظة ما تمنى المصريون أن تعود البلد كما كانت.. تعود على طريقة لطفى بوشناق: خلولى الوطن.. هكذا ترى سهير البابلى الحكاية حين التقت مرسى.. قالت جملة واحدة: «إيه التفاهة دى؟».. كان ذلك رأى جموع الفنانين!
من الغبن المقارنة بين مبارك ومرسى.. لا «البابلى» ترى وجهاً للمقارنة، ولا غيرها.. على الأقل مبارك لم يكن خائناً.. ربما حكم عشر سنوات فقط بامتياز، فى تقدير «البابلى».. بعدها «ضاع العمر يا ولدى».. من أجل ذلك، أقر الدستور فترتين رئاسيتين فقط، لأى رئيس.. بعدها ياخد سكة السلامة.. أو سكة «اللى يروح ما يرجعش»!