كان طول الوقت بيوزع بطاطين على الناس المحتاجة، فكيف يموت من البرد؟».
بهذه الكلمات أعرب السيناريست عيسى جمال، صديق وشريك المخرج الراحل محمد رمضان في فيلمهما المشترك، «الإمام»، عن صدمته من كارثة العاصفة الثلجية التي أودت بحياة 4 في سانت كاترين، آخرهم «رمضان» الذي تم العثور على جثته، الأربعاء.
وقال «جمال» لـ«المصري اليوم»: «حتى صباح اليوم كنت أنتظر سماع خبر أنهم وجدوه حيًا معافى لأجل شقيقاته الثلاث، فهو الأخ الوحيد لهن، وسندهن بعد وفاة والدهن.. لنتخيل أن الشباب الثمانية الذين كانوا في الرحلة أجانب، هل كانت عملية العثور عليهم ستتم منذ أول يوم؟».
وعن حياة المخرج الراحل، قال «جمال»: «محمد كان يستعد لتنفيذ فيلمه (الإمام) الذي يعرض معاناة سكان المقابر، لكن القدر لم يمهله»، مؤكدًا أن الشغل الشاغل لصديقه الراحل كان مساعدة البسطاء، ليس على المستوى الإنساني فقط، بل بصورة انعكست على أعماله الفنية.
أضاف: «محمد معيد في قسم الإخراج بمعهد السينما، وكان يحب عمله جدًا، لكنه أحب أكثر منه مساعدة البسطاء، فهذا كان همه الوحيد وشغله الشاغل الذي دفعه لتكرار الزيارة إلى مناطق نائية لتوزيع الطعام والبطاطين على الفقراء».
وتابع: «حسه الإنساني انعكس على أعماله، فحتى فيلمنا المشترك (الإمام)، الذي يتحدث عن (مقابر الإمام) وساكنيها، تم اختيار فكرته بناءً على خلق سينما تأخذ من الفقير وتعطي له وتتكلم عن مشاكله، حتى لا يكونوا هم في وادٍ ونحن في وادٍ آخر».
وأشار إلى أن مشروع الفيلم الذي تحمست له شركة «أفلام مصر العالمية» وتعاقدت معهما في فبراير 2012 لإنتاجه، مضيفا: «كنا في انتظار بدء التصوير، وشاء القدر أن يتوفى محمد قبل اكتمال المشروع الذي لم يكن مشاركًا فيه بالإخراج فقط، بل بكتابة السيناريو أيضًا».
وأوضح أن «الإمام» يعد أول فيلم روائي طويل عن المقابر، ويتناول حياة سكانها ببعد فلسفي يعرض العلاقة بين أقدم اللُحاد وحراس المقابر رجب البنا، والحانوتي حافظ الذي يتاجر في كل ما يتعلق بالموت».
وعن مشروعات محمد رمضان السابقة، قال «جمال»: «كان لمحمد فيلم سابق مع الناقد محسن الميرغني اسمه (حواس)، وهو مشروع تخرجه الذي حاز به على 7 جوائز، آخرها من مهرجان القاهرة السينمائي، وكان الفيلم عبارة عن علاقة إنسانية بين ممرضة ومريض بسرطان الدم أحبا بعضهما وهو على فراش الموت».. مختتما: «محمد كان يبحث طوال الوقت عن الإنسانيات».