أكدت الفنانة درة أن ترشيحها لتقديم شخصية الفنانة برلنتى عبدالحميد فى مسلسل «صديق العمر» كان مفاجأة لها، موضحة أن المسلسل يكشف عن جوانب فى حياة الفنانة الراحلة لا يعرفها الجمهور.
وقالت درة لـ«المصرى اليوم» إن المسلسل سيتعرض لتفاصيل زواج برلنتى عبدالحميد بالمشير عبدالحكيم عامر، مشيرة إلى أنها تستعد أيضا لتصوير مسلسل «سجن النسا»، وإلى الحوار:
■ ألم تخافى من تقديم شخصية شهيرة ومثيرة للجدل مثل الفنانة برلنتى عبدالحميد؟
-خفت طبعا، خاصة أن ترشيحى للدور كان مفاجأة بالنسبة لى، ولم يكن فى خطتى أن أقدم شخصية الفنانة برلنتى عبدالحميد، وقد زاد خوفى بعد أن قرات السيناريو وعرفت الكثير عن حياتها الشخصية، وعلاقتها بالمشير عبدالحكيم عامر والجدل الذى أثير عن هذه العلاقة وقتها، إلى جانب أن مسلسلات السيرة الذاتية مازالت تحمل الكثير من القلق والخوف حول فكرة نجاحها، لأن الجمهور يشاهد هذه النوعية بدون حياد، بمعنى أن الذى يحب الشخصية التى يتناولها المسلسل لا يريد أن يرى أى سلبيات فيها، ومن لا يحبها لا يريد أن يرى إيجابياتها، وهو ما يجوز أن يحدث مع شخصية الفنانة برلنتى عبدالحميد، لكن رغم كل هذه المحاذير إلا أن الدور والشخصية جذبونى وهو ما شجعنى على أن اقدمها.
■ هل تقديم شخصية معروفة أصعب أم تقديم شخصية من خيال المؤلف؟
-كل دور يقدمه الفنان يحمل صعوبة ما، خاصة عندما تكون الشخصية التى يقدمها بعيدة عن شخصيته الحقيقية، وأعتقد أن تقديم شخصية معروفة يكون أصعب لأنه يصبح هناك تحد فى أن أقترب من الشخصية الحقيقية بقدر المستطاع حتى يقتنع المشاهد، سواء فى الشكل أو التفاصيل لأنها تكون شخصية معروفة بالنسبة له إلى حد ما، خاصة أننى لم ألتق الفنانة برلنتى عبدالحميد ولا أملك كل معطيات شخصيتها الحقيقية البعيدة عن الكاميرات.
■ إذن كيف كان استعدادك للشخصية؟
فى النهاية أنا أقدم فنا يحمل جزءا إنسانيا، وأكيد سيظهر به جزء من روحى، «أنا مش باذاكر وداخلة أمتحن»، لكن أنا أجتهد فى جمع أكبر كم من المعلومات عنها من خلال لقاءات تليفزيونية قديمة أو مشاهدة أفلامها، مع تحفظى على الاعتماد عليها لأنها لا تقدم شخصيتها الحقيقية، فبرلنتى الحقيقية هى «نفيسة» التى تخرجت فى المعهد العالى للفنون المسرحية، وستكون سذاجة منى أن أعتمد على ذلك فقط، فأنا استعنت بالكتب التى ذكرت سيرتها الشخصية خاصة كتاب «المشير وأنا»، والحقيقة السيناريو مكتوب بشكل رائع وغنى بالتفاصيل كما أننى طلبت مقابلة الدكتور عمرو عبدالحكيم عامر نجل المشير الوحيد من الفنانة برلنتى عبدالحميد لكى أقترب أكثر من التفاصيل الشخصية لوالدته، وأعتقد أنه من أهم العناصر التى ستدعمنى.
■وهل سيشاهد الجمهور أشياء لا يعرفها عنها من خلال المسلسل؟
بالتأكيد، فهناك جوانب كثيرة فى شخصيتها لا يعرفها المشاهد لأن ظهورها الإعلامى كان قليلا، كما أنها اعتزلت الفن مبكرا بعد زواجها من المشير، كما أنه فى عصرها لم تكن وسائل التكنولوجيا والتقدم الإعلامى بهذه الدرجة التى جعلت الأخبار تنتشر بسرعة البرق عن الفن والفنانين، إلى جانب أن الجمهور يخلط بين شخصية الفنان الحقيقية وبين الأدوار التى يقدمها، لذلك سنركز على الجانب الإنسانى خاصة أنها شخصية مركبة، فهى كانت فنانة وأنثى جذابة وامراة قوية ولها آراء سياسية فى نفس الوقت وهذا أهم ما فى المسلسل لأنه لو لم يقدم جديد سيفقد أهميته.
■ وهل سيتعرض المسلسل لزواج برلنتى من المشير بشكل مباشر؟
-طبعا لأنه حقيقة واقعة ولها ثمرة عبارة عن ابن وأحفاد، كما أنه جزء مهم من حياتها وحياته لا يمكن إغفاله، وسنبدأ التفاصيل من قبل الزواج وبداية قصة حبهما وارتباطها بالمشير الذى كان وقتها الرجل الثانى فى الدولة بعد الرئيس جمال عبدالناصر، وكيف كان هذا الزواج مرفوضا من معظم من حوله، فهو حدث درامى مهم وفيه وقائع تاريخية خاصة أن هذه التفاصيل هى التى تجذب المشاهد الذى لديه تشبع من الأخبار التى تخص الحرب والسياسة.
■ وماذا عن مشاركتك فى مسلسل «سجن النسا»؟
- تعاقدت مع المنتج جمال العدل على بطولة المسلسل، وسأتعاون من خلاله مع الثلاثى الناجح المخرجة كاملة أبوذكرى والمؤلفة مريم نعوم والفنانة نيللى كريم، وهو مسلسل نسائى أمام وخلف الكاميرات، وأنا سعيدة بالعمل مع هذه المجموعة خاصة أننى كنت معجبة جدا بهم العام الماضى فى مسلسل «ذات» وتمنيت أن أتعاون معهم، كما أن قصة المسلسل جذبتنى لأنها تلمس الواقع الإنسانى والاجتماعى من خلال قصص نسائية تعرض أصحابها إلى ظروف قاسية أدت بهن لدخول السجن وشخصيات أخرى لديها استعداد للجريمة وأنا فى الأحداث موجودة «جوه وبره السجن».
■ وما هو دورك فى المسلسل؟
أقدم دور دلال، وهو دور جديد وصعب لأنه بعيد عن شخصيتى، وأنا دائما أحب الظهور فى شخصيات مختلفة وصعبة، و«بعدين أرجع اقول لنفسى ليه بتعملى كده فى نفسك»، لكننى مؤمنة أن الممثل الذى لا يغير جلده ليس ممثلا واعيا، ورغم قلقى هذا العام من الشخصيتين اللتين اقدمهما، فمن هانم فى الستينيات فى «صديق العمر» إلى فتاة «وش سجون» فى «سجن النسا» إلا أننى متوقعة أن أقدم أعمالا جيدة وتمثل إضافة لى، فأنا لا أختار السهل وقد يفاجأ البعض عندما أقول إننى رفضت بطولة مسلسل بمفردى فى رمضان المقبل، لأنى لم أشعر بقوة وأهمية المسلسل والدور، كما أننى أشعر بمسؤولية وفرحة كبيرة عندما يعرض على المخرجين هذه الأدوار الصعبة ويعتمدون على وأعتبره تحديا لقدراتى الفنية.
■ ألا يقلقك وجودك بمسلسلين فى رمضان المقبل؟
-لا أخطط لذلك، والموضوع أصبح مثل التقليد بالنسبة لى، فمنذ 4 سنوات وأنا يعرض لى مسلسلان بداية من«خاص جدا والعار» و«آدم والريان» و«زى الورد والزوجة الرابعة» و«موجة حارة ومزاج الخير» والموضوع يأتى بالصدفة، لأنه هناك أدوار تعرض على ويكون من الصعب أن أعتذر عنها لأنى أشعر أنها تمثل إضافة لى، وبدون تحيز أنا أرى أن المسلسلين اللذين أشارك بهما هذا العام من أفضل المسلسلات التى ستقدم هذا الموسم لأنه عرض على مسلسلات كثيرة ورفضتها.
■ ألم تشتاقى للسينما؟
- وحشتنى السينما ولكنى لا أستطيع المشاركة فى أى فيلم لمجرد التواجد، لأن السينما لها وضع خاص عندى وأريد أن أحافظ على رصيدى فيها، وقد عرض على أدوار كثيرة فى الفترة الماضية ولكنها غير مرضية بالنسبة لى، وآخر أفلامى هو فيلم «المعدية» الذى عرض فى مهرجان دبى السينمائى وحقق ردود فعل جيدة ولا أعرف لماذا لم يعرض حتى الآن.
■ ما رأيك فى الأوضاع السياسية التى وصل إليها الوضع فى مصر وتونس؟
-لست محللة سياسية ولكنى مواطنة أعتبر مصر بلدى الثانى وأحب شعبها وأريد لها كل الخير والاستقرار، وأرى أن الأوضاع مازالت حساسة وغير مستقرة وأن مصر لم تسترد عافيتها ولكن أهم ما فى الوضع السياسى أن هناك أملا ورمزا يلتف حوله الجميع وهو المشير عبدالفتاح السيسى الذى لابد أن يحافظ على المسار الديمقراطى، ويثبت أن الحكم القادم مدنى ديمقراطى ويحاول أن يحقق جزءا من مطالب الناس التى ساندته، وأن يقضى على أهم آفة فى مجتمعنا وهى الإرهاب، أما بالنسبة لتونس فأنا سعيدة بالخطوة الإيجابية الخاصة بصدور الدستور الجديد وأتمنى أن تسير الأمور فى مسارها الديمقراطى السليم، كما أتمنى أن يدرك الشعبان المصرى والتونسى أن العمل هو شعار المرحلة القادمة ويكفى انتظار أن تأتى حلول مشاكلنا من السماء.