على مسافة كيلومتر من منفذ طابا البرى، كانت بقايا الأتوبيس السياحى «كرافت» مازالت ملقاة على جانب الطريق، يحيطها شريط أصفر كبير، ترك بينها وبين المارة مسافة، انتظارا لإجراء معاينة النيابة والمعمل الجنائى، فيما تناثرت بقايا زجاج الأتوبيس، وشنط الفوج الكورى المختلطة بالدماء على الأرض.
ثلاث وجهات انطلق نحوها الأتوبيس السياحى فى طريقه إلى القدس، الأولى كانت من القاهرة إلى دير سانت كاترين، فبعد انتهاء الزيارات السياحية بالعاصمة، توجه الأتوبيس إلى سانت كاترين، التى أمضى فيها السائحون يوما كاملا، صعدوا خلاله الجبل بعد العصر تقريبا وزاروا الدير، ثم نزلوا بعد أن شاهدوا منظر الشروق من أعلى سفح الجبل، حيث توجهوا ناحية نويبع الوجهة الثانية من رحلتهم التى كان يجب أن تنتهى بزيارة بيت المقدس، واستقلوا نفس الأتوبيس السياحى فى طريقهم إلى مدينة نويبع.
قضى السائحون الكوريون ساعات قليلة فى نويبع، وتناولوا الغداء بالمطعم الكورى، أحد أشهر المطاعم فى المدينة، وهناك قابلوا أحد العاملين بالمطعم، وهو كورى الجنسية، ويعمل فى مصر منذ سنوات، واستقر فى نويبع، حيث يساعد الوفود السياحية الكورية القادمة إلى جنوب سيناء، فى استخراج التصاريح اللازمة من طابا، وجهتهم الثالثة، للعبور من منفذ طابا البرى لزيارة القدس، وقد يكون عرض عليهم المساعدة، وربما يكونون طلبوا هم المساعدة، لكن ما حدث أنه ذهب معهم فعلا إلى طابا عبر الأتوبيس قبل أن يتم تفجيره ويلقى حتفه.
فى الطريق من نويبع إلى منفذ طابا البرى، وجهتهم الأخيرة قبل العبور إلى إسرائيل وزيارة بيت المقدس، لا يكدر صفو المسافر شىء، فالبحر يقع على الجانب الأيمن من الطريق المتعرج قليلا، والذى تحتضنه الجبال من الجانب الأيسر، مر الأتوبيس على حاجزين أمنيين، الأول كمين «وادى البدن» بعد الخروج من نويبع بعشرة كيلومترات تقريبا، والحاجز الثانى كمين شرطة طابا، الذى استقبل الأتوبيس قبل لافتة «طابا ترحب بكم»، وبعد الانتهاء من عبور الكمين وقبل منفذ طابا البرى، الذى يبعد عن الكمين بمسافة 10 كيلومترات تقريبا، توقف الأتوبيس، وتحديدا أمام فندق هيلتون طابا، الذى شهد تفجيرا إرهابيا سنة 2004، ونزل المندوب المصرى وسار فى اتجاه المنفذ لإنهاء التصاريح وشراء الطوابع اللازمة لتأشيرة العبور، فيما نزل السائق من الأتوبيس لإنزال الشنط استعدادا لنزول الركاب، وعاد إلى مقعده، ولم يتوقع أحد من العاملين بالفنادق المجاورة، وفى لحظات انفجر الأتوبيس وقتل 4، منهم السائق، وأنقذ القدر باقى الركاب، وهو ما لم يتوقعه العاملون بجراج منفذ طابا والفنادق المجاورة.