وصفوها بـ«القيثارة الحزينة»، رغم غنائها «اضحك كركر».. اتهموها بالعمالة لإسرائيل مع أن الجيش المصري أعلن براءتها من «الخيانة».. تركت اليهودية واعتنقت الإسلام فلم يقنعهم صوتها الشادي في الحج «يا رايحين للنبي الغالي هنيالكم وعقبالي».
اسمها الحقيقي «ليليان»، ومعروفة لدى مستمعي أنغامها بـ«ليلى مراد»، تنتمي لأسرة يهودية تعشق الفن، فوالدها زكي مراد، أحد المشاركين في أوبريت «العشرة الطيبة»، وشقيقها منير مراد، الساحر بألحانه وكلماته وأدواره في عالم السينما.
كانت الإسكندرية ميناء الاستقبال، الذي نزلت خلاله إلى الدنيا قبل عام من ثورة 1919، بالتحديد في 17 فبراير 1918، وفي ذكرى ميلادها الـ96، نعود لأرشيف مكتبة الإسكندرية، للبحث عن حقيقة امرأة أبكت العرب يومًا وأطربتهم أيامًا، كما يصفها الراحل علي أمين، بالإضافة لقراءة سطور كتبها نجبيب الريحاني ومحمد عبدالوهاب عنها، احتفاءً منهما بمشاركتها في فيلمهما «غزل البنات».
بعد قيام إسرائيل على أنقاض الأراضي الفلسطينية، عام 1948، حاول بعض أثرياء اليهود إقناع ليلى مراد بالسفر لما يرونه «أرض الميعاد»، باعتبارها يهودية، وكان أملهم أن تستجيب لهم حتى تكون خطوتها مُشجعة لليهود المصريين على الهجرة إلى هناك.
لكن «ليلى» رفضت الأمر لأن مستقبلها مع العرب والإسلام، إلا أن فصول القصة لم تنته، بل خرجت الحكومة السورية، آنذاك، تصوب مدافعها ناحيتها، متهمة إياها بالدفاع عن الدولة «اليهودية»، بالإضافة لتبرعها بـ50 ألف جنيه لصالح إسرائيل.
وظلت «ليلى» في دائرة الاتهام.. المزيد
شاء القدر أن تشارك ليلى مراد في «غزل البنات»، وهو آخر فيلم ظهر خلاله نجيب الريحاني، الذي أبدى إعجابه الشديد بتمثيلها، عام 1949، وطالبها وقتها بالتركيز في التمثيل لأدائها المتميز.
وأدى «الريحاني» في فيلم «غزل البنات» أغنية بصوته مع ليلى مراد، كانت بعنوان «عيني بترف».
وعقب انتهاء من تصوير مشاهد الفيلم، فاجأ «الريحاني» جمهوره على صفحات مجلة «الكواكب»، حيث احتفى بـ«ليلى»، وتحدث عنها بصورة مقتضبة، عام 1949، ووصفها بـ«ظريفة وحساسة».. المزيد
نادرًا ما يتحدث موسيقار الأجيال، محمد عبدالوهاب، عن فنان أو فنانة غنت من ألحانه، لكن يبدو أن صوت ليلى مراد الشجي جعله لا يكتفي بالتلحين لها، بل زاد محبيه بيتًا بالكتابة عنها.
وفي فبراير 1949، تحدث عبدالوهاب على صفحات مجلة الكواكب عن ليلى مراد، ووصفها بأنها «تلميذته»، واعترف بتقديمه ألحانًا لها من لون جديد، لا لشئ سوى لإرضاءً شخصيتها العاشقة للابتكار، كما لم يخف الحديث عن شطارتها كـ«ست بيت» في المطبخ، وقال عبدالوهاب في مقاله.. المزيد