x

العلاقات الأمريكية -الباكستانية.. البحث عن نمط جديد للتحالف

السبت 03-04-2010 23:00 |

مازالت الاتهامات «غير المفهومة» للرئيس الأفغانى حامد قرضاى للمجتمع الدولى بتزوير نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة تحير المراقبين. غير أن اتهام وزير خارجيته السابق عبدالله عبدالله، ومنافسه المنسحب من الجولة الثانية، له بـ«تقويض الحرب ضد طالبان» عبر تلك الزوبعة، يلقى بظلاله على الجارة الباكستانية التى تتحسب لانتهاء الحرب على طالبان وتستعد لها، بقدر ما تخشى العمليات المسلحة التى يشنها المقاتلون ضدها فى مختلف أنحاء البلاد.

 فرغم حساسية المرحلة الحالية فى أفغانستان ومخاطرها التى تحدق بالحليفين الأمريكى والباكستانى، يرصد المراقبون تحولا كبيرا فى صياغة علاقتهما بعد أن درجت العادة على أن تضغط الأخيرة على باكستان لبذل المزيد فى الحرب على «الإرهاب». انعكس ذلك على لسان وزير الخارجية شاه قرشى الذى وصف الحوار الاستراتيجى، الذى جرى بين الجانبين فى واشنطن قبل أسبوعين، بأنه «يختلف تماما عن سابقيه».

وعزا ظفر شيخ، الخبير فى العلاقات الأمريكية-الباكستانية، أسباب التغير فى مسار العلاقات بين الحليفين إلى أن إسلام آباد بدأت تفكر جديا فى مصيرها بعد انتهاء الحرب على طالبان وانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان منتصف العام المقبل، كما هو مفترض.

فبعد أن قدمت باكستان أكبر التضحيات فى الحرب على الإرهاب وملاحقة قيادات وعناصر حركة طالبان والقاعدة، مما جرّ عليها عمليات تفجيرية وانتحارية ضربت مختلف أرجائها، إلى جانب تدهور وضعها الاقتصادى وتضخم الأسعار، شرع الساسة الباكستانيون فى التفكير جديا فى استغلال هذا التحالف مستقبلا من خلال الطلب من أمريكا توقيع اتفاقيات على مختلف القطاعات المدنية وليس العسكرية فحسب.

وتسعى باكستان من وجهة النظر تلك إلى الحصول على امتيازات فى أفغانستان للعب دور فاعل فى مشروع السلام بين الفصائل الأفغانية، لأن ثمة هاجساً يقلقها يتمثل فى انسحاب أمريكى مفاجئ من المنطقة.

وأضاف شيخ لـ«المصرى اليوم» أن أهم ما جاء فى قائمة الطلبات الباكستانية لواشنطن خلال محادثاتهما الأخيرة مذكرة من 56 صفحة تحث أمريكا على توقيع اتفاقية «نووية» مماثلة لتلك التى حصلت عليها الغريمة الهندية، فى خطوة وصفها بـ«جس نبض» للنوايا الأمريكية فى إقامة تحالف وثيق طويل الأمد حتى بعد الانسحاب من أفغانستان.

لكنه أكد فى الوقت نفسه أنه لا يوجد أدنى احتمال بأن تقدم أمريكا صفقة نووية لباكستان، مدللا على ذلك بمطالبة أمريكا لباكستان بتوقيع اتفاقية حظر انتشار السلاح النووى، وتجميد مشروعها النووى، خشية وقوعه فى أيدى الجماعات المسلحة الراديكالية، بعد أن كانت أمريكا تشكك فى قدرة باكستان على حماية ترسانتها النووية.

 وعزز هذا التصور الخبير الأمنى سهيل رحمن، الذى أكد لـ«المصرى اليوم» أن المحادثات فى واقع الأمر لم تكن تخدم سوى الولايات المتحدة التى كان كل تركيزها على كيفية القضاء على مقاتلى طالبان قبل انسحابها المرتقب.

وقال إن تصعيد وتيرة الغارات قبل بداية الحوار الاستراتيجى حمل فى طياته رسالة للمؤسستين العسكرية والمدنية فى باكستان لإثنائها عن طرح ملف الغارات الأمريكية على طاولة الحوار مع واشنطن.

 فالبيت الأبيض يؤكد أن الغارات سياسة «ثابتة ولن تساوم عليها، لما تجلبه من إنجاز كبير فى القضاء على الجماعات المسلحة»، خاصة فى ظل رفض الجيش الباكستانى اجتياح وزيرستان الشمالية وتنفيذ عمليات عسكرية واسعة هناك. أما عسكريا، فهى رسالة «ابتزاز» – بحسب رحمن - للزج بالجيش الباكستانى فى وزيرستان، فى أقرب فرصة قبل الانسحاب الأمريكى من المنطقة، وهو تحديدا ما يقلق باكستان فى المستقبل القريب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية