يمُثل كل من لبنان والمغرب فقط العرب في دورة سوتشي للألعاب الأولمبية الشتوية نظرا لوجود بنية تحتية تساعد على هذه الرياضات.
تمثل الدول العربية في سوتشي بأربعة رياضيين لا غير، اثنان من المغرب ومثلهما من لبنان.
ويبدو أن دورة الألعاب الشتوية في سوتشي، لم يهتم بها أهل الشرق الأدنى، في المنطقة الواقعة بين الخليج العربي شرقًا والمحيط الأطلنطي غربًا.
ورصد موقع «CNN بالعربية»، الإخباري عدم اهتمام الرياضيين العرب بألعاب سوتشي الأوليمبية، فيما لا ينتهي الحديث في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في أوروبا والقارة الأمريكية وأجزاء من شرق آسيا إلا عن البطولة الشتوية .
وتساءل الموقع الأمريكي قائلًا لماذا لا يهتم العرب بالألعاب الأوليمبية الشتوية بنفس الاهتمام بالألعاب الصيفية؟
ورصدت بعض الأسباب التي جعلت العرب يُعرضون عن مشاهدة البطولة بجفاء ملحوظ.
وتمثل السبب الأول في قانون الطبيعة، حيث يعتبر وجود الملاعب الطبيعية الثلجية نادرًا بحكم طبيعة الطقس الذي من النادر أن تسقط فيه الثلوج باستثناء لبنان وسوريا والأردن ومرتفعات المغرب العربي، ولا يستمر وجودها سوى أيام قليلة في أفضل الأحوال.
إضافة إلى أن المرتفعات التي تستمر فيها فترة توجد في منطقتين صغيرتين من المغرب ولبنان اللذين يشاركان في البطولة بالفعل.
وبعيدًا عن هذا السبب الطبيعي لعدم الاهتمام، كان هناك أسباب تتعلق بالحكومات العربية وطريقة تعاملها مع الرياضة، وتمثل السبب الثالث في سيطرة الرياضات الجماعية، وعدم الاهتمام بالرياضات الفردية.
ورصد الموقع الأمريكي اهتمام العرب أكثر بالألعاب الجماعية خاصة كرة القدم، والتي تصل فيها درجات التنافس إلى مستويات عالية تصل حتى الأزمات الدبلوماسية بين الدول مثلما حصل بين الجزائر ومصر، على حد تعبير الموقع.
وتطرق الموقع إلى طريقة تفكير العرب في الرياضة من جهة أخرى مشيرًا إلى أن الرياضة في الشرق الأدنى، للترفيه وليست للصراع مع الطبيعة.
حيث إن الكثير من الدول العربية تقوم على أساس أن الرياضة ترفيه وليست لعبة.
وأشار التقرير إلى أن الرياضة تحولت من التنافس إلى الصراع مع قوانين الطبيعة وكسر حاجز الزمن، وهذا ما يحدث في الألعاب الصيفية والشتوية أيضًا.
وتمثل الألعاب الشتوية ذروة الصراع مع قسوة الطبيعة في الفكر الغربي.
الرياضة صناعة، مفهوم لم يزل غائبًا على الكثير من السياسات العربية ومفهوم الصناعة بتوفير ميزانيات ضخمة لمشاريع الأبطال منذ صغر سنهم وتوفير الأجواء المتعلقة بالإعلان والرعاية والقوانين والبثّ ونشر الرياضات الفردية.
وتناول التقرير أيضًا انعدام قاعدة شعبية واسعة للرياضات الشتوية في الدول العربية وتعد بذلك غير جاذبة للإعلانات والدعاية.
واستعرض التقرير السبب الأخير في عدم الاهتمام العربي مؤكدًا أنه يتعلق بالقيادة والسياسة، حيث مازالت الرياضة في الدول العربية طريقًا لتسلم المناصب السياسية على خلاف ما تكون عليه في الغرب.
وتجذب رؤوس الأموال لتحقيق أرباح مادية وغير سياسية خاصةعن طريق كرة القدم اللعبة الأكثر انتشارًا وشعبية والتي توفّر قاعدة انتخابية للقادة السياسيين، والذي ينعكس على الاهتمام بكرة القدم فقظ دون التفكير في صناعة أبطال في رياضات أخرى.