تحول قطاع الناشئين لكرة القدم بالنادي الأهلي، إلى صداع في رأس لجنة الكرة، بسبب الانتقادات التى تم توجيهها لمسؤولى اللجنة نتيجة ضعف نتائج الفرق، وعدم قدرته على تدعيم صفوف الفريق كما كان فى السابق، ما أثر سلبًا على المستوى هذا الموسم بعد رحيل أغلب العناصر القديمة، إما للاحتراف الخارجي، أو للاعتزال، أو لكبر السن، وانتقد عدد من أعضاء النادي لجنة الكرة بسبب عدم القدرة على ضبط إيقاع القطاع على الرغم من تخصيص 10 ملايين جنيه لدعم القطاع سنويًا، مما اعتبره عدد من أعضاء النادي إهدارًا للمال العام.
ورفض الأعضاء الحجج التي يرددها بعض مسؤولي النادي بأن القطاع أمد الفريق بأكثر من لاعب مثل تريزيجيه، وعمرو جمال، وقالوا إن المجلس يصرف عشرة ملايين جنيه سنويًا، ليس لإفراز لاعبين فقط، ولكن أضعاف هذا العدد.
ودلل الأعضاء «الغاضبون» على صدق كلامهم بأن المقاولون العرب، وإنبى، والإسماعيلى التى نجحت فى تحويل قطاع الناشئين إلى مفرزة حقيقية للاعبين الأكفاء الذين تستعين بهم منتخبات الناشئين، كما أفادوا فرقهم في بطولة الدوري الممتاز.
وأكدوا أن المشكلة الكبرى تتمثل فى استخدام سياسة المحسوبية والمجاملات فى تعيين المدربين، وإبعاد العناصر المتميزة لمجرد الاختلاف فى وجهات النظر مع سياسة مجلس الإدارة.
ووفقًا لمصدر مسؤول بالنادي، فإن مجلس الإدارة بصدد الاستغناء عن خدمات محمد عامر، مدير القطاع، بعد نهاية الموسم بحجة ضعف النتائج، لكن «والكلام للمصدر» فإن مجلس الإدارة يرغب فى غسل يديه من الاتهامات الموجهة له بخصوص السماح بأخونة النادي.
وأوضح المصدر أن الفوضى التى تجتاح قطاع الناشئين باتت واضحة أمام الجميع، خصوصا استراحة اللاعبين بمقر مدينة نصر والتى تسودها الفوضى العشوائية.
وقال محمد عمارة، مدرب الناشئين السابق، إن النادي قضى على طموحات وآمال مدربى القطاع بعدما حولوهم إلى موظفين «درجة تالتة» لا يهمهم فى المقام الأول سوى تقاضى رواتبهم الهزيلة التى حددها لهم مجلس الإدارة الحالى، والتى لا تتناسب بأى حال من الأحوال مع كونهم مدربين فى قطاع أكبر ناد في مصر.
بالإضافة إلى قتل الحافز لديهم بعدم وضع أى محفزات أو أمور تشجعهم على العمل والسعى لإخراج مواهب قد تفيد النادى مستقبلاً، بالإضافة إلى وضع عملية اختيار مدربى القطاع فى يد محمد عامر، رئيس القطاع، والذى يقوم بدوره بترشيح الأسماء التى يراها مناسبة من وجهة نظره الشخصية ويقوم مجلس الإدارة بالاختيار من بينها.
وحمل «عمارة» البرتغالى مانويل جوزيه مسؤولية خراب قطاع الناشئين، ومن بعده مجلس إدارة النادى بعدما ترك له الحبل على الغارب خلال فترة توليه المسؤولية ليقضى على أجيال كاملة ويحرم النادى الاستفادة من أبنائه بعدما يقوم بالصرف عليهم ليتركهم بعد ذلك للأندية الأخرى لتستفيد منهم.
وطالب «عمارة» أى مجلس إدارة سيخلف المجلس الحالى بالاستمرار فى سياسة الاعتماد على المدرب المصرى، والذى يعطى فرصاً متعددة للشباب مثلما فعل حسام البدرى، ومن بعده محمد يوسف بتصعيد عدد من الناشئين للعب بالفريق الأول لإعادة صياغة التعامل مع القطاع. وأشار إلى أن الميزانية التى ينفقها النادى سنوياً كفيلة بصناعة فريق متميز لو أحسن الاختيار سواء فى المدربين أو اللاعبين، حيث إن الميزانية التى يرصدها النادى سنوياً لذلك تتجاوز الـ10 ملايين جنيه وتعتبر ميزانية كبيرة للغاية.
من جانبه، أرجع مصطفى يونس فشل قطاع الناشئين فى إفراز عناصر متميزة تفيد الفريق الأول إلى الفساد والوساطة والمحسوبية التى يتم التعامل بها فى تعيين مدربى القطاعات، وكذلك فى اختيار العناصر التى ترتدى الفانلة الحمراء، فضلاً عن رفض المواهب الحقيقية الانضمام للنادى، لعدم حصولهم على الفرصة بسبب السياسة الفاشلة التى تعتمد على «شراء العبد ولا تربيته».
وأكد «يونس» أن معظم المواهب تفضل اللعب فى «المقاولون وإنبى ووادى دجلة»، لاعتبارات منها أن القائم على الاختيار فى تلك الأندية لا تحكمه إلا مصلحة ناديه فقط ولا يشغله أى أهواء شخصية، واختتم «يونس» كلامه قائلاً إن كل هذه العوامل اجتمعت لتصنع لنا قطاع ناشئين فاشلاً، يقتل المواهب ويستنزف موارد النادي.