لوحة «الشادوف» للفنان محمود سعيد
الناقد د. مجدى يوسف
هذه اللوحة على الرغم من أنها تبدو للوهلة الأولى «واقعية»، إلا أنها فى الحقيقة «تجريدية» بمعنى أنها تجرد عناصر الطبيعة إلى مجموعة من الأشكال الهندسية فى تنوع إيقاعاتها ومحاوراتها.
فثمة ترديد لمثلث شكل الأهرامات مع إزار الفلاح القائم على رفع المياه بالشادوف فى مقدمة اللوحة، ومع جسده البنى الجاذب للشادوف بينما يمثل مثلثاً من نوع آخر، وبصورة موازية له، وإن اختلفت بعض الشىء، نجد ترديداً مثلثياً لزميله الفلاح العامل على الشادوف الثانى، ثم نرى ترديداً لوعاء الشادوف بمثلثه المقلوب صاعداً بالمياه المتساقطة منه، يرد عليه المثلث الأزرق فى النصف الخلفى من ثوب حاملة الجرة فى صدر اللوحة، وتتحاور استدارة الجرة على رأس الفلاحة مع الكرة التى تمثل مثقال الشادوف الساقط لأسفل فى صدر اللوحة، وتلك الصاعدة فى الهواء فى هيكل الشادوف الثانى.
ويمثل تعامد جذوع النخيل على جانبى أفق اللوحة ترديداً للقوائم التى تحمل عليها العوارض الحاملة للشادوف، بينما تتحاور «رؤوس» النخيل بزرقتها الداكنة مع انكسارات زرقة الضوء فى آخر النهار على أفق اللوحة.
شريف حلمى هاشم
29 عاماً- محامٍ
اللوحة جميلة جداً، وبها واقعية تجسد الفلاح المصرى أثناء عملية الرى بنقل الماء من المناطق المنخفضة إلى المرتفعة، وتتميز بالبساطة والهدوء والواقعية. وتظهر الصورة أيضاً الإبداع فى استخدام الألوان الزيتية وتنسيقها وواقعيتها. وتتميز الشخصيات المرسومة فى اللوحة بقوة التكوين والبناء والطابع القومى من البيئة المصرية. ويظهر فى اللوحة قوة استعراض الرسام للضوء، حيث يبدو واضحاً أن الفنان استخدم نور الشمس المشرقة وهى تباغت الظلال فى بداية اليوم.
