قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، إن المفاوضات التي تجرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية أمريكية لم تحقق نتيجة ملموسة.
وأضاف «العربي» في كلمته أمام أعمال الاجتماع الثالث للمنظمات الإقليمية حول الوساطة بمشاركة الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية لامبرتو زانير، وممثلي العديد من المنظمات الإقليمية والدولية، والذي عقد، الأربعاء، في مقر الجامعة العربية، «لا أستطيع أن أقول إن المفاوضات التي تجرى حاليًا ستنهي صراعًا امتد إلى نحو 60 عامًا».
وأكد أنه «على الرغم من الاعتراف بدولة فلسطين كدولة تحت الاحتلال فهي لا تزال محتلة في عين القانون، حيث لاتزال إسرائيل تحاصر قطاع غزة والمواطنين الفلسطينيين»، معربًا عن أمله في أن «نسترد ما تم احتلاله من أراضٍ فلسطينية من قبل قوات الاحتلال».
وشدد «العربي» على أن «المنطقة العربية عانت من النزاعات وشهدت كل صور الدمار في قطاع غزة والعراق ولبنان، كما شهدت حروبًا مدمرة أدت إلى زعزعة الاستقرار في سوريا والسودان والصومال، حيث إننا نعاني من استعمار بشع ممثل في الاحتلال الإسرائيلي».
وأشار «العربي» إلى أن «الجامعة العربية بذلت جهودًا مشتركة مع الاتحاد الأفريقي في الصومال وموريتانيا والنزاع بين الشمال والجنوب في السودان، وسعت إلى تحقيق المصالحة في العراق»، لافتًا إلى أن «الجامعة بذلت خلال السنوات الماضية جهودًا كبيرة في هذا المجال».
وتطرق «العربي» إلى تطوير منظومة الجامعة العربية قائلًا: «بدأنا تطوير منظومة الجامعة العربية وميثاقها لدعم دورها بحيث تكون أكثر فعالية من خلال إدخال تعديلات وإصلاح الميثاق وتطوير نظام العضوية وهيكلة الجامعة»، لافتًا إلى أن هذا الملف سيتم عرضه على القمة العربية القادمة التي ستعقد في الكويت الشهر المقبل.
وأوضح أن «هذا الاجتماع يعقد في مرحلة حاسمة وتكتسب فيه الدبلوماسية الوقائية أهمية خاصة بسبب فشل مجلس الأمن في إقرار السلم والأمن الدوليين على مستوى العالم فضلًا عن عدم القدرة على التوصل لحلول قبل انفجار الأزمات بدءًا منذ عام 1962 عندما انفجرت الأزمة الكوبية وما قبلها».
وأكد «العربي» أن «ميثاق الأمم المتحدة ينص على الحيلولة دون استخدام الأسلحة والقوة لتسوية النزاعات، ونص على تسوية المنازعات بصورة سلمية»، مشيرًا إلى أن «المادة 33 في الميثاق تنص على أن خطوات تسوية التزاعات تبدأ بالمفاوضات ثم التحكيم وتسوية المنازعات بصورة سلمية وبالتالي فإن الوساطة تتصدر هذه المادة نظرًا للفشل الحالي للمجتمع الدولي في إيجاد طرق بديلة لتسوية المنازعات وبالتالي أصبحت الوساطة أكثر أهمية من ذي قبل».
وأوضح أن «أهم شروط إنجاح أي جهود للوساطة تتلخص في النية الطيبة والتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف، حيث إن غياب أي طرف لا يؤدي إلى إنجاح أي مفاوضات وبدون ذلك تتحول جهود الوساطة إلى وسيلة تكتيكية لتضييع الوقت».