اعتبر الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، أن جماعة الإخوان المسلمين أضرّت بالإسلام السياسي بسبب الطريقة التي أداروا فيها مصر خلال العام الوحيد من حكمهم، معترفًا بأن مشاركة حزب النور في الفريق الرئاسي للرئيس المعزول محمد مرسي كان «خطأ»، وأن السلفيين لن يكون لهم مرشح رئاسي لفترة عشر سنوات على الأقل، كما أنهم لن يؤيدوا المشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي في الانتخابات الرئاسية، ولكن في الوقت نفسه لن يعترضوا على ترشحه.
وأضاف «برهامي»، في حواره لصحيفة «السفير اللبنانية»، في عدد السبت، أن «المشهد الحالي معقد جدًّا، ولا أحد يعلي مصلحة الوطن، والكل يسعى وراء مصالحه الشخصية، أما مطالب الثورة فلم تعد مطروحة في الشارع، ولا أحد ينادي بها أو يسعى إليها، إلا القليل من شباب الثورة».
وأوضح أن «حزب النور يرى أن ما تحقق في دستور العام 2014 هو أفضل ما يمكن تحقيقه الآن، وأفضل ما تحقق في دستور العام 2012، ولكن يجب على الجميع أن يفهم أن نسبة الموافقة على التعديلات لا تدل إلا على انسحاب جميع الأطراف السياسية من المشاركة التي اقتصرت فقط على المصوّتين بنعم، وهو ما ينذر بخطر مقبل، لأن ابتعاد كل المعارضين عن التصويت هو مؤشر إلى أن هناك غضبًا، وهذا الغضب قد ينفجر في لحظة ما، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن أهم المقاطعين كانوا من الشباب».
وعن تقيّيمه لتجربة وصول «الإخوان» إلى الحكم، قال: «أي عاقل في التيار الإسلامي كان يمكن أن يتوقع كل ما حدث، إذا ما حكّمنا العقل نقول لأنه لا يمكن للتيار الإسلامي أن يحافظ على الحكم لأكثر من عام واحد، فترشّح الإخوان كان بمثابة جنون، وقد حذّرناهم قبل أن نبلغهم رفضنا تأييد مرشحهم في الجولة الأولى، وتجربتهم أضرت بالإسلام السياسي كله وليس حزبهم أو جماعتهم فقط».
وتابع: «نعترف بأن المشاركة في الفريق الرئاسي لمرسي كانت خطأ، ونعلم جيدًا أنها كانت مشاركة كارتونية، ولكننا خدعنا من قبل الإخوان، كما خدع الشعب المصري كله».