كان السلطان مراد الثانى سادس السلاطين العثمانيين وقد عاش بين عامى 1402 و1451 ، وأحب العربية، يعد أول من تعلم ومارس فن الخط العربى من سلاطين العثمانيين، كما أنه كان ينظم الشعر ويتقنه. أما اسمه كاملا فهو مراد بن السلطان محمد جلبى، وقد تولى السلطنة بعد وفاة أبيه وكان عمره لا يزيد على ثمانى عشرة سنة.
أراد أن يعيد الإمارات فى الأناضول إلى سيادة الدولة العثمانية وعقد هدنة مع ملك المجر كما صالح أمير القرامان. وقام بإعادة ضم إمارات الأناضول وهى: آيدين، ومنتشا، وصاروخان، والقرامان.
وبدأ يتجه لأوروبا مستأنفـًا حركة الجهاد ومؤدبًا للأوروبيين الذين أساءوا للعثمانيين أيام المحنة التى حلت بهم أيام السلطان بايزيد. ثم قام مراد الثانى بفتح المجر وأخذ الجزية من أمير الصرب مع تقديم فرقة من جنود الصرب لمساعدة السلطان فى حروبه. واستعاد مدينة سالونيك ثم استرد الأفلاق وألبانيا.
وعندما تجهز لحصار القسطنطينية نقض أمراء أوروبا العهد معه فاتجه إليهم مرة أخرى، فأدب ملك المجر وأمير الأفلاق وأمير الصرب، وهزم جيشه وقتل قائده فى معركة عند ترانسلفانيا من أملاك المجر، وهزم جيشه مرة أخرى، وأسر قائده فذهب السلطان بنفسه لملاقاة مراد ولكنه تعرض للهزيمة أيضاً أما سالونيك فهى مدينة يونانية قديمة تتبع مقدونيا الوسطى وتقع على رأس خليج سالونيك الذى يشكل بدوره الجزء الشمالى الغربى من بحر إيجة،
وتعود تسمية المدينة إلى كاساندروس ملك مقدونيا القديمة الذى أوجد المدينة وأعطاها اسم زوجته ثيسالونيكى التى كانت الأخت غير الشقيقة للإسكندر المقدونى، ويعنى الاسم «النصر فى ثيساليا» وقصة هذا الاسم أنه قد وصل نبأ مولدها لأبيها فيليب المقدونى فور انتصاره فى معركة هامة فى إقليم ثيساليا فأمر بإطلاق هذا الاسم على مولودته الجديدة وقد ازدادت أهميتها بعد سقوط مقدونيا القديمة بيد الرومان عام 168 ق.م،
عاشت سالونيك منذ أواخر القرن الرابع عشر فترة مضطربة فقد سيطر عليها العثمانيون لمرتين متتاليتين ثم أخرجوا منها على يد البيزنطيين، إلى أن باعت الإمبراطورية البيزنطية - الضعيفة وقتها- المدينة للـفينيسيين وذلك فى عام 1423 . لعدم قدرتها على مواجهة العثمانيين، ولكن العثمانيين سيطروا عليها فى مثل هذا اليوم 29 مارس 1431 على يد السلطان مراد الثانى.