وصل الرئيس حسنى مبارك، أمس، إلى مصر عائداً من ألمانيا بعد رحلة علاجية استمرت ثلاثة أسابيع.
كان الوزراء وكبار رجال الدولة وقادة القوات المسلحة والشرطة فى استقبال مبارك لدى وصوله على متن طائرة الرئاسة من طراز «إيرباص 340» إلى مطار شرم الشيخ الدولى، حيث يستكمل الرئيس فترة النقاهة عقب خضوعه لعملية استئصال الحوصلة المرارية وزائدة لحمية بالاثنى عشر فى مستشفى هايدلبرج الجامعى.
وفى سياق متصل، أكد الفريق الطبى المعالج للرئيس فى تقريره الختامى أن مبارك تعافى تماماً من آثار التدخل الجراحى، وأشار الدكتور ماركس بوشلر، رئيس الفريق الطبى، فى بيان من مستشفى هايدلبرج الجامعى بألمانيا، إلى أن فترة النقاهة للرئيس مبارك شهدت تطوراً كبيراً فى نشاطه اليومى، وعودته تدريجيا إلى النظام الغذائى الطبيعى.
وأعرب بوشلر عن سعادته لتعافى الرئيس مبارك تماماً من آثار التدخل الجراحى الذى أجرى له منذ ثلاثة أسابيع، معرباً أيضا عن تقدير وإعجاب أعضاء الفريق الطبى الذى أشرف على علاج الرئيس مبارك بقوة عزيمته وإصراره وإنسانيته.
وأضاف رئيس الفريق الطبى: «لقد أثّر الرئيس مبارك فى مشاعر كل من تعامل معه بشكل عبر لنا بوضوح عن حقيقة شخصيته وطبيعته الإنسانية، وإنه لمن دواعى الفخر والشرف لى وكل الفريق الطبى أن نكون فى خدمة الرئيس مبارك لنحيطه برعايتنا الصحية على مدار الفترة الماضية».
وأوضح بوشلر أنه أوصى بأن يستكمل الرئيس مبارك فترة نقاهته على مدار الأسبوعين القادمين بعد عودته إلى مصر قبل أن يعود تدريجياً لنشاطه الكامل والمعتاد.
من جهة أخرى، توجه البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إلى شرم الشيخ ليكون ضمن مستقبلى الرئيس مبارك أثناء عودته من رحلته العلاجية بألمانيا، وصرح الأنبا مرقس، رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة، بأن سفر البابا إلى شرم الشيخ دليل كبير على المحبة التى يكنها البابا للرئيس والعلاقة الطيبة بينهما التى دفعته للقول إن «صحة الرئيس أهم من صحتى».
وعلى صعيد متصل، قال المهندس سالم سمحان، أمين الحزب الوطنى بجنوب سيناء، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم» إنه لم يتلق تعليمات بتنظيم استقبال شعبى للرئيس بمطار شرم الشيخ، ولم يُطلب منه الحضور، بينما قال صالح عودة، رئيس المجلس المحلى لجنوب سيناء: «لو كان الأمر بأيدينا لخرج جميع بدو سيناء خلال ساعة واحدة لاستقباله»، ومن جانبه أكد صابر عشماوى، عضو مجلس الشعب، أنه تلقى رسالة نصية من مجلس الشعب على هاتفه المحمول بها موعد وصول الرئيس، ولكن دون أى طلب باستقباله.
وقبل مغادرته ألمانيا، بدا الرئيس حسنى مبارك بصحة جيدة صباح أمس الباكر، قبل مغادرته المستشفى الجامعى بمدينة هايدلبرج الألمانية، حيث تناول فطوره ثم تجول فى طرقات المستشفى والتقى الفريق الطبى المعالج ليودعهم، شاكراً لهم ما بذلوه فى الأسابيع الثلاثة الماضية، وذلك بعد تقديمهم التقرير الطبى الأخير بمناسبة مغادرته، وكذلك سلم على بعض المواطنين الألمان الموجودين أمام باب المستشفى.
وغادر مبارك المستشفى فى تمام الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً إلى مدينة «بادن بادن» التى تبعد 82 كم عن هايدلبرج حيث تقبع الطائرة الرئاسية، وذلك بصحبة قرينته وابنيه علاء وجمال على متن طائرة مروحية خاصة أقلعت من فناء المستشفى، ووصل إلى مطار «بادن بادن» بعد عشرين دقيقة ليستقل الطائرة الرئاسية مباشرة فى تمام الثانية عشرة ظهرا فى رحلة لشرم الشيخ تستغرق 4 ساعات، بينما كان مساعدو الرئيس قد غادروا المستشفى فى التاسعة والنصف صباحاً.
وأبدى عدد من الصحف ووكالات الأنباء الألمانية والأوروبية اهتماماً بمغادرة الرئيس عائداً إلى مصر، مشيرة لحالة القلق على صحة الرئيس والشائعات التى أرجعوها إلى عدم وجود نائب له، والخلاف حول مستقبل السلطة فى مصر.
كانت صحيفة «دى بريسسه» النمساوية قد أشارت فى عددها الصادر يوم 17 مارس الجارى إلى تغطية الصحف المصرية لمرض الرئيس، وبينما تهكمت على ما نشرته الصحف الرسمية حول «ازدهار تجارة الزهور فى مدينة هايدلبرج لزيادة الطلب بسبب وجود الرئيس مبارك فى مستشفاها الجامعى»، امتدحت الصحيفة النمساوية ما وصفته بـ«التغطية الذكية الماهرة» لـ«المصرى اليوم»، التى قالت إنها «مزجت بين السعادة بشفاء الرئيس وانتقاد الأوضاع المتدهورة فى مصر».