أكد الدكتور عصام حجي، المستشار العلمي لرئيس الجمهورية، أن المرأة قادرة على القيام بالأبحاث والابتكار بنفس قدرة الرجال، بل إن المرأة تمتلك قدرة أكبر من الرجال على نقل المعرفة، مضيفًا أنه كلما زادت الأبحاث، التي تقوم بها النساء أصبح التعلم أفضل للأجيال القادمة.
وقال، خلال ندوة عقدت، مساء الأحد، تحت عنوان «المرأة العربية والعلم: التغلب على العوائق والتواصل مع المهجر»، إن التعليم العالي في مصر شهد تدهورًا كبيرًا في العقود الثلاثة الماضية بالرغم من زيادة نسبة الحاصلين على شهادات الدكتوراه والباحثين، إلا أن عدد الباحثات والنساء اللاتي يعملن في إدارة الأبحاث قد انخفض، وذلك بسبب غياب نقل الخبرة بين الأجيال الجديدة والقديمة، وقد انخفض شعار نقل المعرفة بشكل ملحوظ.
وأوضح «حجي» أن السبب وراء تسرب الفتيات ليس الفقر وإنما التحرش الجنسي الذي يجعلهن يختارون الابتعاد عن الدراسة والحياة العملية، مشيرًا إلى أن التحرش في المجتمع اسمه الحقيقي هو العادات والتقاليد، التي تواجه المرأة وتؤثر على دورها وإقصائها ومن الملحوظ أن عدم تولي المرأة حتى الآن قيادة الجامعات المصرية وحتى في الجامعات الخاصة.
ولفت إلى أن تصويت المرأة في الاستفتاء على الدستور يعني أن المرأة مستعدة للمشاركة في إعادة بناء مصر، مضيفًا أن حقوق المرأة شهدت تدهورًا في العقود الماضية وخير مثال على ذلك أن ما ينفق في زواج الفتيات أكثر من الإنفاق على التعليم رغم أن الزواج مجرد خطوة في الحياة، مطالبًا المجتمع بمحاربة هذه العادات.
وأفاد حجي بأن العقل البشري لا يستطيع الابتكار والإبداع بدون الحرية، وأن القيود على الابتكار والإبداع لن تؤدي إلى التغيير، فضلا عن الحرية الاقتصادية التي تبنى على أخلاقيات المؤسسة العلمية وأن النظام الأخلاقي العالمي يزدهر مع الحرية، مؤكدًا على أهمية حرية إجراء البحوث في الجامعات المصرية وأن قلة الأبحاث لا تتعلق بالوضع الأمني في مصر وإنما بالوضع الاقتصادي مما يؤثر سلبًا على الأبحاث.
وشدد على ضرورة إصلاح نظام التعليم وهذا يتطلب تغير نظرة المرأة ونظرة التسامح الديني ومنظور المواطنة، موضحًا أنه عمل على إحياء البرنامج النووي، الذي توقف عام 2011 ومشروع الفضاء، الذي توقف عام 2010 الذي ينطوي على إصلاح نظام التعليم ودعم الأبحاث وغيرها، مشيرًا إلى أن العلماء ليسوا في حاجة إلى مغادرة الدول التي يعيشون بها ويمكن الاستفادة منهم في مصر من خلال ما يعرف باسم «تدوير العقول، وليس نزيف العقول».