تناول العديد من وسائل الإعلام الأجنبية التفجيرات الإرهابية التى شهدتها مصر، الجمعة ، عشية الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير 2011، واصفة إياها بـ«الأعنف فى الذاكرة الحية» للمصريين، واعتبرت أن احتفالات الثورة جاءت بـ«طعم المرارة».
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إنه بعد مرور 3 سنوات على ثورة المصريين من أجل الديمقراطية، اهتزت القاهرة بسلسلة من التفجيرات القاتلة، معتبرة أنها أوضح إشارة حتى الآن على أن البلاد مقبلة على «صراع طويل وعنيف بين الحكومة والتمرد الإسلامى المتنامى». وأضافت الصحيفة أن القنابل التى انتشرت فى القاهرة تركت «حقيقة قاتمة ببداية مرحلة من الإرهاب فى مقابل القمع، وإصرار كل منهما على القتال حتى الموت».
واعتبرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية العمليات التفجيرية بمثابة «رسالة قلق»، عشية الاحتفال بمرور 3 أعوام على ثورة يناير، مشيرة إلى أنها «منسقة بعناية»، وسط حالة الاستقطاب العميق التى يشهدها الشارع السياسى المصرى منذ الإطاحة بنظام الإخوان.
ورأت مجلة «نيوزويك» الأمريكية أن هذه التفجيرات التى ضربت العاصمة هى «الأعنف فى الذاكرة الحية»، محذرة من تزايد المخاوف من قدرة التمرد المسلح على الخروج من سيناء وتحويل معركتهم إلى المدينة وضرب أهداف فى أى مكان آخر فى البلاد.
وقالت مجلة «تايم» الأمريكية إن التفجيرات رفعت مستوى الغضب الشعبى ضد الإخوان، وزادت مخاوف عودة البلاد إلى إرهاب التسعينيات.
وفى الصحف البريطانية، اعتبرت «تليجراف» أن التفجيرات تشكل «صفعة على وجه السياحة» فى مصر وانتكاسة جديدة لها، فيما حذرت «إندبندنت»، فى افتتاحيتها، من مخاطر «عودة البلاد إلى القمع من جديد».
ورأت الصحيفة أنه «لا يوجد الكثير يُحتفى به» فى الذكرى الثالثة لانطلاق ثورة يناير، حيث إن وعد تحقيق الديمقراطية بدا «أبعد من أى وقت مضى» على وقع التفجيرات التى شهدتها القاهرة، بعد أيام من الاستفتاء على دستور جديد «يعزز من سلطات الجيش، بينما يضع قيوداً على حرية التجمع والتعبير»، حسب الصحيفة.
وأشارت صحيفة «جارديان» إلى «تصاعد التمرد المسلح فى مصر منذ الإطاحة بمرسى»، قائلة إنه بعد مرور 3 سنوات على الثورة تشهد البلاد مزيدا من العنف، وتواجدا أقل للأصوات الليبرالية. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سى» إن مصر متوترة فى الذكرى الثالثة للثورة، حيث تتناحر الفصائل السياسية المختلفة.
وفى الصحف الفرنسية، قالت صحيفة «لونوفيل أوبزرفاتور» إن الاحتفالات بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير جاءت بـ«طعم المرارة»، فى ظل «أجواء متوترة»، بعد التفجيرات التى هزت البلاد.
وأضافت الصحيفة أن العديد من الناشطين أصبحوا يتساءلون عما إذا كان هناك داع للنزول فى 25 يناير دون الشعور بمرارة.
ورأت الصحيفة أن أنصار الفريق أول عبدالفتاح السيسى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، الذى وصفته الصحيفة بـ«رجل البلاد القوى الجديد»، هم من سيتوافدون على الميادين للتعبير عن كراهيتهم الإخوان المسلمين المتهمين بالوقوف وراء الهجمات. واعتبرت الصحيفة ذكرى 25 يناير فرصة مناسبة لمؤيدى النظام الجديد للتعبير عن دعمهم لـ«السيسى».
وأكدت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن مصر شهدت موجة غير مسبوقة من الهجمات فى ذكرى الاحتفال بثورة يناير، مشيرة إلى أن القاهرة فى حالة تأهب، إذ انتشرت الدبابات حول ميدان التحرير، وتمركزت قوات الشرطة حول المبانى العامة. وأشارت الصحيفة إلى أن رد فعل جماعة الإخوان المسلمين جاء سريعاً على التفجيرات، حيث نددت بالهجوم، وطالبت بفتح تحقيق، وهو موقف لم يكن مقنعاً فى عيون الكثير من المصريين.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الموجة من الهجمات توقظ ذاكرة 10 سنوات من الهجمات الإرهابية فى القاهرة وصعيد مصر فى تسعينيات القرن الماضى، كما تفتح الحديث عن عدد من القضايا، بما فى ذلك الأساليب الأمنية المستخدمة ضد المعارضة.
فى الوقت نفسه، استنكرت صحف عربية التفجيرات، بالتزامن مع احتفال المصريين بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، معتبرة أن «الإخوان أرادوا إفساد فرحة شعب مصر بذكرى ثورته التى سرقوها».
وقالت صحيفة «الاتحاد» الإماراتية، فى صدر صفحتها الأولى، تحت عنوان: «مصر تنتصر رغم الإرهاب»، إن «ما شهدته مصر من عمليات إرهابية جبانة يدق ناقوس الخطر من جديد»، معتبرة أنه يلفت الانتباه إلى آثار الفكر المتطرف الذى يهدم المجتمعات، ويضرب استقرار الشعوب، وهو ما يستوجب تحركا فاعلا وخطوات عملية لمواجهته تتجاوز التصريحات فقط.
من جانبها، قالت صحيفة «الخليج» الإماراتية، فى مقال افتتاحى بعنوان: «مصر أقوى من غدرهم»، إن «إطلاق الإخوان يد الغدر على مداها لم يكن غريبا أو مستهجنا»، مضيفة أن الإخوان «أرادوا إفساد فرحة شعب مصر بذكرى ثورته التى سرقوها»، بعدما تركوا الثوار الحقيقيين فى الميادين، كى ينفردوا بالسلطة ويتمكنوا من مصر، التى أرادوها فريسة سهلة لأطماعهم وشهوتهم فى الحكم بأى ثمن.
ورأت صحيفة «البيان» الإماراتية تحت عنوان: «أخوة عربية ولو كره الكارهون»، أن من يظن أن بإمكانه إعادة عقارب الساعة إلى الوراء فى مصر فهو مخطئ، مضيفة أن التنظيمات الإجرامية تحاول اليوم عبر دعاة الفتنة بث سمومها ضد ثورة 30 يونيو وملايينها.
ونوهت صحيفتا «الراية» و«الشرق» القطريتان بموقف قطر من تفجيرات القاهرة، ووصفتا التفجيرات بأنها «أعمال إجرامية مستنكرة وغير مقبولة». وأكدت «الراية» تحت عنوان: «لا لجر مصر للهاوية» أن موقف دولة قطر نابع من منطلق حرصها على أمن واستقرار مصر واستنكارها هذه التفجيرات، قائلة: «إن هذه التفجيرات إجرامية ومدانة وغير مقبولة، وإنها تهدف لجر مصر للهاوية، خاصة أنها جاءت متزامنة مع الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير».
وقالت صحيفة «عمان» العمانية تحت عنوان: «استقرار مصر ضرورة لصالح جميع الأطراف»، إنه من المفارقة أن تقع أعمال تدينها الشرائع السماوية والقوانين الدولية، بل الأخلاقيات والقيم الحضارية مع حلول الذكرى الثالثة للثورة المصرية التى تؤكد السلام والتعايش والاستقرار كضرورة لا غنى عنها للبناء والتنمية.