x

أنقذوا جامعة الدول العربية من الوحدة العربية والقوميين العرب

الأحد 28-03-2010 00:00 |

يناقش مؤتمر القمة العربى الذى ينعقد اليوم فى ليبيا من بين ما يناقش اقتراح من الرئيس الليبى بتحويل جامعة الدول العربية إلى جامعة الوحدة العربية، حسبما نشر فى «الأهرام» الأربعاء الماضى.

بعد السقوط «الرسمى» للإمبراطورية العثمانية التى جمعت الدول العربية نحو خمسة قرون، كان السؤال فى عشرينيات القرن الميلادى الماضى إلى أين نذهب نحن العرب، وما هو الإطار الجديد الذى يجمع بيننا؟!

وبينما قال الإخوان المسلمون إنه الدين الإسلامى، قال الشيوعيون إنه الأممية الدولية، وقال البعثيون إنه القومية العربية، وقالت مصر الليبرالية المستقلة «رسمياً» عام 1922، وصاحبة أول دستور عصرى فى العالم العربى عام 1923 إنها جامعة الدول العربية التى تستهدف التعاون والتكامل بين الدول العربية.

وقد بدأت جامعة الدول العربية الإجراءات للتعاون والتكامل بين الدول العربية قبل نحو عشر سنوات من بدء هذه الإجراءات فى أوروبا لإقامة الاتحاد الأوروبى، ولكن بينما أقيم الاتحاد الأوروبى، وعلى نفس أسس جامعة الدول العربية، أى الاتحاد فى إطار التنوع الثقافى الشامل للتفاوتات التاريخية والاجتماعية ونظم الحكم، فشلت جامعة الدول العربية فى أن تكون «جامعة» للعرب بسبب دعوة القوميين إلى الوحدة «الاندماجية» - حسب تعبيرهم، والتى تتجاهل التفاوتات والتنوع، وفشلت الوحدة التى قامت بين مصر وسوريا (1958 - 1961) على هذه الأسس «القومية»، ودق صدام حسين المسمار الأخير فى تابوت الوحدة القومية عندما قام بغزو الكويت عام 1990، وتفرق العرب بين اتحاد ناجح لدول الخليج، واتحاد فاشل لدول المغرب، ومحاولات اتحادية أكثر فشلاً بين الدول الأخرى.

كان من الممكن أن يكون الاقتراح الليبى بالوحدة منطقياً لو كان الاتحاد بين الدول العربية فى إطار الجامعة قد تم، ولكنه يأتى فى وقت تتناحر فيه الدول العربية على من يحقق «المصالحة» الفلسطينية، أو بالأحرى من تكون له الغلبة فى «الانقسام» الفلسطينى، بينما الغلبة لإسرائيل وحدها التى صنعت هذا الانقسام، وفى وقت يقال فيه إن القوى الثلاث الفاعلة فيما يسمى الشرق الأوسط إيران وتركيا وإسرائيل، بينما هى ثلاث دول بائسة تعانى من مشاكل داخلية حادة ومزمنة وتصدرها إلى الدول العربية، والأولى من تغيير مسمى جامعة الدول العربية دعمها لتصبح جامعة لها بحق.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية