x

«الانقسام الفلسطينى».. أصعب الملفات المستجدة على «قمة العرب»

السبت 27-03-2010 00:00 |

ظلت القضية الفلسطينية على مائدة القادة العرب منذ قمتهم الأولى، التى عقدت فى مايو 1946 بمصر وكتبت بماء الذهب، لكن حالة الانقسام الفلسطينى الداخلى التى تشكلت إثر سيطرة حركة «حماس» على قطاع غزة منتصف يونيو2007، دفعت بملف الأزمة الفلسطينية الداخلية إلى السطح من جديد، لتكون ضمن القضايا التى بحثتها قمتان عربيتان متتاليتان بموازاة قضية الصراع مع إسرائيل، بينما ينتظر أن يطرح الملف ذاته بالقمة العربية فى سرت الليبية.

ودفعت حالة التعثر العربى فى إنهاء الانقسام الفلسطينى، رغم الوساطات المصرية والقطرية والسعودية وغيرها، إلى التساؤل عن حجم التأثيرات التى يتركها الشرخ العربى بين ما يسمى محورى «الاعتدال» و«الممانعة»، بكل ما يحملانه من اتهامات متبادلة بتنفيذ أجندات خارجية أمريكية كانت أم إيرانية.

المحلل السياسى طلال عوكل اعتبر أن المعطيات الحالية تشير إلى تعثر النظام العربى فى إنجاز المصالحة فى ظل سياسية المحاور والانقسامات التى تشهدها الساحة العربية، لافتاً إلى تحول الملفات الفلسطينية إلى أداة يستخدمها القادة العرب لتحقيق أهداف قطرية وإقليمية دون النظر إلى المصلحة الفلسطينية ذاتها.

وأرجع الفشل العربى فى رأب الصدع الفلسطينى إلى التأثيرات السلبية الواسعة لحالة الانقسام العربى على الانقسام الفلسطينى، خصوصاً فى ظل الحسابات القطرية والتحالفات الإقليمية وضعف بنية النظام العربى.

وقال لـ«المصرى اليوم»: «يكفى أن نعلم أن الرعاية المصرية للحوار الفلسطينى تعثرت بسبب تدخل سلبى لدول عربية أخرى، تريد تحقيق أدوار معينة فى المنطقة». وأضاف: «رغم أهمية الدور المصرى فى ملف المصالحة، فإن مصر لم تمارس ضغوطاً كافية على مختلف الأطراف توازى ثقلها العربى والإقليمى».

وأكد عوكل أهمية أن تتوقف بعض الدول العربية عن تحريضها «حماس» بعدم التوقيع على المصالحة. وقال «هناك جهات عربية معنية بإطالة أمد الانقسام لتحقيق أهدافها، وطالما استمر المشهد العربى على حاله فإننا بحاجة إلى مزيد من الوقت، رغم الحراك السياسى لقيادات حماس بغزة تجاه التوقيع على المصالحة».

من جانبه، ورغم تحميله المسؤولية كاملة لحركة «حماس» لرفضها التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة، اعتبر الناطق باسم حركة «فتح» فايز أبو عطية أن بعض الدول العربية كان يمكن لها أن تلعب دورا إيجابيا فى إنهاء الانقسام الفلسطينى، لكنها قامت بدور معاكس.

فى المقابل، أقر محمود الزهار، عضو المكتب السياسى فى حركة «حماس»، بالتأثيرات السلبية للخلافات العربية على المصالحة الفلسطينية، معتبراً أن وضع هذا الملف للبحث فى قمة سرت فى ظل المحاور العربية سينعكس سلباً وليس إيجاباً على احتمالات إنجازه.

وقال الزهار لـ«المصرى اليوم»: «المصالحة كان من المفترض أن تنجح من البداية، لولا بعض الإشكاليات العربية والفلسطينية». وأكد عدم استفادة الفلسطينيين من السير فى أى محور سياسى عربى، وقال إنه ينبغى إنجاز المصالحة فى أقرب وقت كى تلتفت الأنظمة العربية إلى ملفات أخرى ملحة مثل إعادة الإعمار والدعم المالى والسياسى فى مواجهة الاحتلال.

وتمنى القيادى الحمساوى لو أن الموقف المصرى كان «أكثر ليونة» بخصوص ملاحظاتها على ورقة المصالحة، خصوصاً أنها لا تعدو كونها جزءاً من مسودة الاتفاق مع حركة «فتح»، لكنه نفى خضوع حركته لأى ضغوطات عربية أو إقليمية بخصوص موقفها من التوقيع على ورقة المصالحة، مؤكداً أن الموضوع برمته يتوقف على القاهرة التى يجب أن تستجيب لملاحظات حركته التى وصفها بـ«الشرعية والمتفق عليها سلفاً».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية