فى الوقت الذى تتوالى فيه تصريحات المسؤولين الجزائريين عن ضرورة تدوير منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية وعدم قصره على مصر، ورغم بقاء عام كامل على انتهاء فترة تولى عمرو موسى لمنصب الأمين العام للجامعة فى مايو 2011، فإن سؤالاً بات يفرض نفسه، وبخاصة بعد تصريحات وزير الخارجية المصرى مؤخرا عن أن منصب الأمين العام للجامعة سيظل مصرياً، وهو لماذا يجب أن يكون الأمين العام مصرياً مادام أن ميثاق الجامعة الذى أعلن عند إنشائها لم يحدد جنسية الأمين؟
تجدر الإشارة إلى أن تاريخ جامعة الدول العربية مدون به أسماء ستة أمناء، منهم خمسة مصريين وواحد فقط تونسى، تولى المنصب فى أعقاب انتقال مقر الجامعة لتونس بعد إعلان الدول العربية مقاطعتها لمصر فى عام 1979 بعد توقيعها اتفاقية السلام مع إسرائيل، واستمر ذلك حتى عام 1990، الذى شهد عودة الجامعة لمقرها الأصلى فى مصر.
«لا يوجد نص صريح فى ميثاق الجامعة يحدد جنسية الأمين العام لها، ولكن اختياره مصرياً جاء بالعرف لا بالنص». هكذا بدأ السفير عبدالرؤوف الريدى حديثه، وأضاف: «عندما أنشئت جامعة الدول العربية فى عام 1945 كان مقرها القاهرة، واتفقوا وقتها أنه مادام كان مقر الجامعة هو مصر فليكن الأمين العام مصرياً أيضاً، لتنشأ علاقة بين بلد المقر وجنسية الأمين تلازمت مع الجامعة حتى حينما تم نقل مقرها لتونس فتم اختيار (الشاذلى القليبى) وهو تونسى فى الفترة من 1979 إلى 1990.
وهذا المبدأ غير معمول به فى أى منظمة دولية أخرى، فمنظمة المؤتمر الإسلامى مقرها السعودية ويتوالى عليها أمناء من جنسيات مختلفة، وكذلك منظمة الوحدة الأفريقية مقرها أديس أبابا ولكن يتم اختيار الأمين العام لها من مختلف جنسيات القارة. ولكن فى الجامعة العربية الوضع مختلف حتى إنه عند عودة مقر الجامعة لمصر فى التسعينيات، طرح اسم الأخضر الإبراهيمى لتولى منصب الأمين العام، ولكن مصر أصرت على أن يكون مصرياً».
يُذكر أن المادة 12 من ميثاق جامعة الدول العربية تنص على أن: «تكون للجامعة أمانة عامة دائمة تتألف من أمين عام وأمناء مساعدين، وعدد كافٍ من الموظفين، ويعين مجلس الجامعة بأكثرية ثلثى دول الجامعة، الأمين العام، ويعين الأمين العام، بموافقة المجلس، الأمناء المساعدين والموظفين الرئيسيين فى الجامعة».
وهو النص الذى تستند إليه الجزائر فى مطالبتها بتدوير منصب الأمين العام، وأعلنها وزير خارجيتها «مراد مدلسى» فى تصريح له مؤخراً وتناقلته الصحف الجزائرية وعبر فيه عن تمسك الجزائر بمطلب تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية، وطرحه على أجندة أعمال قمة سرت فى ليبيا، وهو ما نفاه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى فى تصريحات صحفية من أن موضوع تدوير منصب الأمين العام غير مطروح على جدول أعمال قمة سرت، وأنه سيتم وضعه فى القائمة فقط فى حال إذا ما تقدمت دولة عربية أو أكثر بطلب ذلك.
يذكر أن الجزائر ليست الدولة الأولى التى تطالب بهذا المطلب، حيث سبق أن طالبت به اليمن فى قمة عام 2003، ولكن لم يحظ الطلب بإجماع دول الجامعة العربية. كما تبنته الجزائر فى قمة سنة 2005 مبررة ذلك برفض الهيمنة والانفراد بقرارات قد لا تكون فى الصالح العربى العام.
1 - عبدالرحمن عزام
■ تولى أمانة الجامعة من 1945-1952
■ يلقب بجيفارا العرب لكثرة الحروب التى شارك فيها
■ شارك فى وضع ميثاق جامعة الدول العربية
■ توفى فى يونيو من عام 1976
2 - محمد عبد الخالق حسونة
■ انتخب أمينا عاما لجامعة الدول العربية عام 1952 واستمر فى منصبه حتى عام 1972.
■ ماجستير الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة كمبردج بإنجلترا عام 1925.
■ كان عضوا فى أول بعثة للسلك الدبلوماسى لوزارة الخارجية المصرية.
■ توفى فى العام 1992
3 - محمود رياض
■ شغل منصب الأمين العام للجامعة من عام 1972- 1979
■ تخرج فى الكلية الحربية عام 1936
■ مدير المخابرات الحربية فى غزة عام 1948
■ سفير مصر فى دمشق عام 1955
■ مندوب مصر الدائم فى الأمم المتحدة فى العام 1962
■ وزير للخارجية من 1964 إلى 1972
■ توفى فى العام 1992
4 - الشاذلى القليبى
■ تولى أمانة جامعة الدول العربية من 1979- 1990
■ أسس وزارة الثقافة التونسية وتولى مهامها مع وزارة الإعلام منذ العام 1961- 1979
■ قدم استقالته من منصبه فى العام 1990 مع الغزو الأمريكى للعراق اعتراضاً عليه
5 - د. عصمت عبد المجيد
■ تولى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية من 1991-2001
■ وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء من عام 1970 -1972
■ مندوب مصر الدائم فى الأمم المتحدة من عام 1972- 1983
■ وزير الخارجية المصرى من عام 1984- 1991
6 - عمرو موسى
■ اختير أميناً عاماً لجامعة الدول العربية من عام 2001- حتى الآن
■ حصل على ليسانس الحقوق عام 1957 والتحق بالسلك الدبلوماسى عام 1958
■ مندوب مصر الدائم فى الأمم المتحدة عام 1990
■ وزير للخارجية من عام 1991- 2001