x

ماهر الأسد.. مهندس القتل وحامي النظام (بروفايل)

الأربعاء 22-01-2014 01:35 | كتب: هبة الحنفي |
ماهر الأسد، قائد الحرس الجمهوري السوري. ماهر الأسد، قائد الحرس الجمهوري السوري. تصوير : other

«يرى نفسه الشخص الموكل بحماية النظام، هو شخص بشع، بشع للغاية» هكذا يتحدث السفير الأمريكي السابق في سوريا، تيد قطوف، عن ماهر الأسد، شقيق للرئيس السوري، بشار الأسد، وقائد الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري، الموكول إليها تنفيذ المهام الأكثر دموية في البلاد.

وماهر الأسد هو ثالث أبناء الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد، وولد في 8 ديسمبر 1967، ودرس الهندسة الميكانيكية في جامعة دمشق، ثم التحق بالكلية الحربية، ويعمل الآن كضابط برتبة عميد ركن في الجيش السوري، ويشغل منصب عضو اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي.

ويلعب «ماهر» دورًا كبيرًا في الإدارة العسكرية للأزمة السورية منذ اندلاعها، منتصف مارس 2011، حيث يتولى رسميًا مهمة قيادة قوات النخبة في الجيش السوري، وبالتحديد الفرقة الرابعة المدرعة وألوية الحرس الجمهوري، كما يدير مجموعات «الشبيحة»، وهي فرق الميليشيات المسلحة المؤيدة لـ«النظام الأسدي».

ويختلف كثيرون عند الحديث عن دور «ماهر» في الأزمة، حيث يصفه محللون بأنه «الشخصية الأكثر قسوة داخل النظام»، كما أنه كان دائمًا على رأس العمليات القتالية الأكثر وحشية في سوريا، خاصة مع قيام فرق «الشبيحة»، التي يقودها «ماهر»، بالعديد من الجرائم الأكثر دموية في سوريا.

بينما يعتبره آخرون الحامي الأول للدولة السورية خاصة مع صمود القوة العسكرية لسوريا لأكثر من سنتين منذ اندلاع الأزمة، وقيام المعارضة بضرب نفسها من الداخل مما جعل شوكة الدفاع العسكري السوري أكثر قوة وتماسكًا.

ويتعامل «ماهر» مع الوضع الحالي في سوريا بمبدأ «إما بقاء النظام كله أو ذهابه كله»، وهو ما يؤدي إلى حالة ارتياح عامة في صفوف حلفاء دمشق وعلى رأسهم إيران وروسيا، وتهدف خطته العسكرية في جانب منها إلى العمل على إعادة سيطرة القوات النظامية على المعابر الحدودية، ولا سيما مع تركيا، التي أضحت في يد الجيش السوري الحر.

وتهدف المعارك التي يقوده «ماهر» بشكل رئيسي إلى إرسال رسالة إلى حلفاء دمشق مفادها أن «الأسد» باق والمعركة مازالت طويلة خاصة مع تماسك بنية قواته النظامية التي تقاتل على الأرض، إضافة إلى تفكك المعارضة وإخفاقها في تشكيلها قوة بديلة موثوق بقدراتها من المجتمع الدولي.

وتتلاقى أهداف «ماهر» مع رؤية إسرائيل بشكل عام، والتي ترى فيها أن إسقاط «الأسد» سيؤدي إلى تمدد الجماعات المتطرفة وسيطرتها.

وأفادت تقارير عدة أن علاقة ماهر الأسد بـ«حزب الله» توترت في الفترة الأخيرة خاصة بعد إقناعه لهم بأن المعارضة «هشة لاتمتلك سلاحًا، وأن نفسها سيكون قصيرًا»، مما أقنع «حزب الله» بمساندة القوات السورية، وهو ما أثتت الواقع السوري فشله حيث مازالت المعارضة تحارب على الأرض، وهو ما رآه «حزب الله» غدرًا بهم وسوء تقدير للموقف الحقيقي.

ويُعرف عن ماهر الأسد أنه الرجل صاحب النهج الأكثر تشددًا في سوريا، فهو أكثر قسوة من «بشار»، وقد يتضح ذلك في موقفه مع حركة «حماس» ورئيس المكتب السياسي بها، خالد مشعل، بعد رفضه لموقف النظام السوري، وأشار المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر، لؤي المقداد، أن «مشعل» غادر سوريا بعد قيام «ماهر» بتهديده بالقتل وقيامه باعتقال زوجته وابنته لعدة أيام، لإجباره على التراجع عن موقفه ضد نظام «الأسد».

وتثار الأقاويل دائمًا حول «ماهر» خاصة مع حالة الغموض التي تلاحقه دومًا، هناك من يتحدث عن أن أصيب خلال انفجار اجتماع قيادات الداع في دمشق، وأنه يتردد على موسكو للعلاج، في حين نفى بشار الأسد تلك الأقاويل قائلًا إن «ماهر موجود، وعلى رأس عمله، وبصحة جيدة».

وتقول صحيفة «فاينانشال تايمز» إنه «في السابق، كان (ماهر) اسمًا ضبابيًا بالنسبة إلى السوريين، فلا أحد يعلم عنه شيئًا. لكن في الشهور الأخيرة، اكتسب (ماهر) سمعة لكونه أقوى رجل في سوريا»، وأضافت أن «شعبية (ماهر) تفوق شعبية (الأسد)».

«سوريا قوية بوجود ماهر الأسد، حامي وطننا، شبل (الأسد)» هكذا تنتشر مقاطع الفيديو في أنحاء سوريا لشحذ همم الجنود السوريين الذين يجدون في «ماهر» رمز الدفاع عن وطنهم، بينما يقول لباحث في جامعة أوكلاهوما، جوشوا لانديس، إن «(ماهر) هو الشخص الذي ينظر البعض إليه على أنه الرجل القوي الواقف خلف العرش، والقادر على تنفيذ المهام القذرة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية