قال ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، ردًا على سؤال وجه إليه على موقع «أنا سلفي»، الإثنين، حول حقيقة تصريحاته عن تقديره واحترامه الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع، إن: «تقديري الفريق عبدالفتاح السيسي راجع إلى كفاءته وذكائه، وقدرته على إدارة المؤسسة التي يقودها، وما وفِّق له مِن حب مَنْ حوله ممن هو أصغر وأكبر منه، وأعرف مِن تدينه الشخصي ما اتفقتُ أنا والمهندس خيرت الشاطر، قبل الأحداث طبعًا، على أنه أفضل مَنْ تعاملنا معه من ضباط الجيش والشرطة في هذا الوقت».
وأضاف «برهامي»: «أما ما ذكرتَ عن قتله أو أمره بقتل المسلمين، فلا بد حتى تثبت التهمة التي صارت عند البعض عقيدة راسخة، مَن يطعن فيها أو حتى يطلب التحقيق فيها قبل إلقائها صار كأنه يشكك في المعلوم من الدين بالضرورة، أو أنه خائن أو عميل، أو كافر أو منافق، أو كل ذلك معًا، مع أن الشريعة تأمرنا بالتثبت»، موجها كلامه إلى السائل الذي يرى أن «السيسي» أمر بفض اعتصامي «رابعة» و«النهضة»: هل سمعتَه يصدر أوامره بالقتل العشوائي الذي رأيتَ، هل علمتَ صيغة أمر فض «رابعة» و«النهضة»، الذي اتخذته الحكومة، وهو جزء منها بلا شك؟ وهل كان هذا الأمر بالتعامل بالقوة مع مَن يرفع السلاح دون من لم يرفعه؟.
وأكد «برهامي»: «وأنا لا أتكلم عما حدث بالفعل، فأنا لا أشك أن هناك مَن قُتِل دون أن يحمل سلاحًا»، ولكن أتكلم عمن يتحمل المسؤولية في ذلك، فالمباشر للقتل هو المسؤول أولًا، ثم الآمر المكرِه، ثم الآمر من غير إكراه، ثم المتسبب، ثم الراضي المقر بعد علمه بذلك، والذي أعلمه أنه لمْ يصدر أمرًا بالقتل العشوائي أو الإبادة لجميع الموجودين، ولو كان كذلك لكان المقتولون يقدرون بعشرات الألوف... ولستُ أهوِّن مِن قتل امرئ مسلم بغير حق «بل غير مسلم أيضًا بغير حق»، ولكن أبيِّن طبيعة الأمر، الذي صدر حتى تحكم عليه بأنه قاتل، وإنما كان الأمر بالتعامل مع مَن يرفع السلاح.
وقال «برهامي»: «أما ما تم تطبيقه بالفعل، فلا بد فيه مِن تحقيق لإثبات المسؤولية، وتعويض مَن قُتِل ظلمًا بالدية الشرعية إذا لم يتبين بالبينة أو الاعتراف عين القاتل، وهذا الذي طلبتُه مِن قَبْل، وأن يعلن على الناس نتيجة ذلك».
أما مجرد اعتبار التهم ثابتة بما تنقله «قناة الجزيرة» وأمثالها، وما يُكتب على جدران جميع البيوت في محافظات مصر، فلا يثبت به الأمر شرعًا.
وأكد «برهامي»: «ثم إذا علمتَ أنه كان هناك مَن يريد زيادة أعداد القتلى؛ لكي تُلهب المشاعر أكثر، وحثَّ الناس على الثبات الوهمي بصدور عارية أمام طلقات الرصاص مما هو شرعًا مِن سبيل الغواية لا من سبيل الهداية، ويدل على الاستخفاف بالدماء والأرواح مِن أجل تشويه صورة الخصم، وليس هذا من الجهاد الذي أمر الله به؛ لأنه ليس فيه إعلاء لكلمة الله، بل هو إهلاك للمسلمين من أجل (مصلحة فصيل سياسي)، ولو كان فيه إعلاء لكلمة الله، لكان الأولى بالثبات فيه القادة المنسحبون، الذين لو كانوا انسحبوا قبل الواقعة من أجل إعادة الهجوم أو الإعداد له لكان الواجب عليهم أن ينسحبوا بالناس معهم كما فعل خالد بن الوليد، رضي الله عنه في «مؤتة»، ليس أن يفر ويترك المسلمين للقتل، إذا علمتَ كل ذلك مع وجود طريق مفتوح لخروج الناس آمنين علمتَ مَن كان سببًا في حصول المأساة المفجعة».