«المياه الملوثة تسفر عن ضحايا أكثر مما تخلفه جميع أشكال العنف فيما بينها الحرب».. كانت هذه هى تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون خلال اليوم العالمى للمياه، الذى وافق أمس، حيث اعتبر كى مون ضحايا المياه الملوثة يشكلون «إهانة للإنسانية».
ويحتفل العالم فى 22 مارس باليوم العالمى للمياه، استجابة لدعوة منظمة الأمم المتحدة عام 1993، للتوعية بأهمية المياه والمحافظة عليها والسعى إلى إيجاد مصادر جديدة لمياه الشرب.
وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن نوعية المياه تتردى فى جميع أنحاء العالم خاصة مع اتساع مساحة المدن نتيجة النمو الديموجرافى وانتشار المواد السامة والكيميائية الناجمة عن الصناعات واستخدام الأسمدة، وأضاف أن وجودنا مرتبط بالطريقة التى نحمى بها نوعية مواردنا المائية، وأن صيانة الموارد المائية أقل تكلفة بكثير من تطهيرها بعد تلوثها.
وأكدت منظمة «اليونسكو» أهمية المحافظة على المياه كونها عنصرا حيويا للحياة على الأرض، وأشارت المدير العام للمنظمة إيرينا بوكوفا أمس الأول إلى ضرورة نظافة المياه الآن ومستقبلا إضافة إلى أهمية توفرها للجميع من أجل ازدهار النظام البيئى والكثافة السكانية.
وأوضحت أن أكثر من 2.5 مليار شخص يعيشون دون وجود صرف صحى ملائم و884 مليونا ليس لديهم الإمكانية للحصول على ماء صالح للشرب، ومليون طفل تحت سن الخامسة يموتون سنويا بسبب الأمراض التى تنقلها المياه، وأضافت أن لدى منظمة اليونسكو المعرفة العلمية من أجل القيام بإجراء سريع بتزويد ما يسهل عملية تنظيف وتنقية المياه، شريطة وجود الدعم المالى.
وفى تقرير مصور نشرته مجلة «فام أكتويل» الفرنسية أكد أن الماء توزع بطريقة غير عادلة بين الدول، فعلى سبيل المثال فإن الأمريكيين يضربون الرقم القياسى فى إهدار الماء، حيث يستهلك الفرد 600 لتر يوميا، بينما يستهلك الفرد فى إفريقيا الصحراوية 10 لترات فقط.
وأوضح التقرير أن نصف سكان الصين يعملون بالزراعة ولا يجدون المياه الصالحة للشرب، ويصل عددهم إلى 650 مليون فرد، كذلك الحال فى هاييتى التى دمر الزلزال معظم قنوات المياه فيها ومن المتوقع أن يفوق سكان الهند عدد سكان الصين خلال الـ 20 عاما المقبلة، حيث باتت معظم مصادر المياه تستخدم فى الرى.
كما أفاد تقرير مشترك لمنظمة الصحة العالمية «يونسيف» بأن مياه الشرب متوافرة لنحو 87٪ فقط من سكان العالم، وبأن أكثر من ثلث الذين لا تتوافر لديهم، يعيشون فى دول أفريقيا جنوب الصحراء، وأكد أن 39٪ من سكان العالم لا يملكون منشآت صحية أساسية، وعلى غرار عدم توافر مياه الشرب، تعتبر الدول الأفريقية جنوب الصحراء الأكثر تضررا، وفى الدول النامية يختلط أكثر من 90٪ من مياه الصرف الصحى و70٪ من النفايات الصناعية غير معالجة بالمياه السطحية.
كما أن النفايات البشرية فى الهواء الطلق كانت تؤثر على 17٪ من سكان العالم عام 2008 مسببة أمراضا قاتلة أحيانا مثل الإسهال، وأوضح التقرير أنه يتسرب يوميا مليونا طن من المياه الملوثة وغيرها من السوائل إلى المياه الباطنية.
وأضاف التقرير أن الأمراض الناجمة عن رداءة نوعية المياه هى الكوليرا والتيفويد والإسهال «4 مليارات حالة سنويا ناجمة عن مياه ملوثة»، والتراخوما والتهاب الأمعاء والكبد ويموت 1.5 مليون طفل تقل أعمارهم عن 5 أعوام سنويا بسبب الإسهال الناجم فى 88٪ من الحالات عن عدم وجود منشآت صحية مقبولة.