قال السفير الإيطالي بالقاهرة، ماتسريو ماساري، إن الاستفتاء على الدستور خطوة مهمة للأمام، وبلادي تتمنى أن يمر بصورة سلمية دون أحداث عنف، وأن يشارك الناس في التصويت، ويعبرون عن رأيهم بصراحة.
وأضاف السفير: «نؤمن بأن الاستفتاء خطوة مهمة جدا في الفترة الانتقالية، لكنها بالطبع ليست الأخيرة، وكان هناك إقبال جيد من المصريين في إيطاليا، ولا أعرف العدد بالضبط، لكن العدد الذي شارك أظهر كيف أن المصريين في الخارج مهتمون جدا بالفترة الانتقالية، ويودون المشاركة فيها برأيهم، وهذه علامة جيدة عن المواطنة وشعورهم بالانتماء لبلدهم، وسعداء عندما نرى هذا».
وتابع: «ليس من السهل وضع خطط وسياسات عامة، عندما تكون هناك تغييرات سياسية، لكن أستطيع القول بأن صداقتنا وتعاوننا متعمق جدا، ما يساعدنا على الاستمرار في التعاون، رغم أوقات الاضطراب والمجهول فى مصر، وسنظل الشريك التجارى الأول لمصر، وأحد أهم المستثمرين فيها، وبرامج التعاون بيننا مستمرة بنجاح، وحجم برامج المساعدات يصل إلى 210 ملايين دولار، وتهدف هذه البرامج إلى مساعدة المجتمع المصرى».
واستطرد «ماساري»: «تتنوع أنشطة التعاون بين تعاون بيئي وثقافي وتاريخي، ويشمل أيضا البنية التحتية والقطارات، وعلى المستوى السياسي، فإن العلاقات بيننا جيدة جدا، نحن هنا للمساعدة، وإيطاليا ترى أن نجاح مصر مهم لنجاح دول البحر الأبيض المتوسط، الذي يعتبر منطقتنا، وبالتالي نتأثر نحن بهذا النجاح».
وقال السفير: «مصر لديها عوامل كثيرة، أولها مكانها الجغرافي، الذي يعتبر دورا مفتاحيا في التواصل بين الشرق الأوسط ودول البحر المتوسط وأفريقيا، فضلا عن قربها من الدول والأسواق الأوروبية، ودورها في توفير الطاقة التي تعتبر أهم المنتجات المتنافس عليها، وكل هذه العوامل تجعل مصر في موضع مهم، ومن الناحية الاستراتيجية الجغرافية السياسية، فإن مصر بؤرة ومركز العالم العربي، ولا يمكننا خوض أى حوار سياسي مهم خاص بالمنطقة دون أخذ دور مصر بعين الاعتبار، وكل هذه العوامل يمكن أن تزداد أهميتها مع الاستقرار السياسي في الداخل».
وتابع: «نأمل أن يتم الانتقال السياسي بنجاح وإدماج عناصر سياسية مسؤولة مختلفة في الحوار السياسي وأيضا الاستقرار الاقتصادي له دور مهم، ففى النهاية بعد استقرار المؤسسات الحكومية يجب أن تحاولوا حل المشاكل الاقتصادية، وهذا ينطبق على إيطاليا أيضا، وأن تلبوا الاحتياجات الاجتماعية الأساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية، وخلق روح التفاؤل بين مختلف فئات الشعب».
وواصل السفير: «قلت سابقا إن مصر لديها ميزة تتمثل في حجم سوقها الاستهلاكية الكبيرة، وحجم العمالة الكبير أيضا، لكن كلما كانت العمالة مدربة كان ذلك أفضل للإنتاج، لهذا أرى أن هناك مساحة من التطور، وأرى أن تدريب العمالة تحدٍّ كبير، وإيطاليا تساهم في ذلك بالمساعدة في التدريبات المهنية لمساعدة المصريين في تطوير مهاراتهم، وهذا يجب أن يتم على مستوى واسع، وأعتقد أن هناك عنصرا مهما أيضا للتطور الاقتصادي في مصر، وهو توفير مناخ آمن للاستثمار الخارجي، بما يعنى ليس فقط الاستقرار، بل أيضا قوانين واضحة وشفافة للاستثمار ثابتة، ولا تتغير كثيرا، وبعد أن نحقق كل هذا يجب أن تقوم بعض المصانع في أوروبا بنقل خطط إنتاجية إلى مصر لتحسين مهارات العاملين في مصر، ويسمح لمصر بالدخول إلى الدائرة الاقتصادية العالمية، وتحظى بدور مركزي اقتصادي في المستقبل».
وأكد السفير أن الاستفتاء على الدستور هو الخطوة الأولى، ويجب أن تتبعه الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لكي تستكمل الدائرة الانتخابية، لخلق حكومة تستعين بالقدرات الاقتصادية للخبراء، مثل كل دول العالم، وليس مصر فقط، وفي النهاية، مهما كانت المؤسسات ثابتة فإن الاقتصاد «أحمق»، كما قال الرئيس الأمريكى السابق، بيل كلينتون، منذ عدة سنوات، ولا يمكن حدوث استقرار إلا في ظل ازدهار اقتصادي، ومع الازدهار الاقتصادي يكون هناك توزيع عادل للثروات، خاصة أنه لا يزال الفقر منتشرا بين فئات المجتمع في مصر، ويجب إيجاد حل لهذه المشكلة، من أجل تحقيق الاستقرار، لأن الفقر يجلب العنف، والاستقرار يتطلب حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، وهذا ينطبق على مصر وعلى كل دول العالم.