دعا الفريق أول عبد الفتاح السيسي، نائب رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، «أبناء الشعب المصري لتحمل المسؤولية الوطنية، والنزول والمشاركة بقوة في الاستفتاء على مشروع الدستور، لتصحيح المسار الديمقراطي وبناء دولة ديمقراطية حديثة ترضي جميع المصريين».
وشدد «السيسي» خلال ندوة تثقيفية، السبت، بحضور رئيس الأركان الفريق صدقي صبحي، وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، وعمرو موسى، رئيس «لجنة الـ50» لتعديل الدستور، وعدد من رموز الفكر والثقافة والفن والإعلام وطلبة الجامعات المصرية، على أن مصر على أعتاب مرحلة فارقة من تاريخها ينتظر نتائجها العالم لتنفيذ أولى خطوات خارطة المستقبل بعد ثورتين فريدتين أبهرتا العالم بسلميتهما وطموحهما وبالعلاقة الوثيقة بين الشعب المصري وجيشه الوطني القوي الذي حمل أمانة الوطن طوال مراحل التاريخ.
وطالب «السيسي» رجال القوات المسلحة باليقظة الكاملة واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين، وتهيئة المناخ الآمن لهم للتعبير عن آرائهم بحرية كاملة خلال عملية الاستفتاء، مؤكدًا أن حماية الدولة ستبقى أمانة في أعناقنا، وأن القوات المسلحة والشرطة لن تتهاون في حماية المواطنين والتصدي بكل قوة وحسم ضد من تسول له نفسه العبث بمقدرات مصر ومستقبل شعبها العظيم.
وقال الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ردًا على مطالبات الحاضرين من العسكريين، والفنانين، والإعلاميين، وأسر القادة السابقين المكرميين، ورجال القوات المسلحة، بنزوله للرئاسة مستندًا في قوله إلى كلمة الصحفي الكبير أحمد رجب «بلاش تعطي ظهرك لمصر»:«ليس لي ظهر علشان أعطيه لمصر، ولكي نكون منصفين لا يستطيع أحد الحديث باسم المصريين ،المصريين لما عازوا نزلوا وليس هذا دعوة لأحد أن ينزل أو لا ينزل».
ومع إلحاح الحاضرين ترشحه للرئاسة، أضاف: «لا نريد الحديث باسم المصريين، والحكم هذا هو عقد بين الحاكم والمحكومين ولابد أن نعطي الإخلاص والنزاهة والشرف، أنا هنا بين رجالي من القوات المسلحة نعمل من الساعة الخامسة صباحًا، أنا هنا وسط جنودي، ورجالي يتحملون العمل معي باكرًا انت المصري الموجود في المستشفي والمصنع ستعمل من الخامسة صباحا مصر تحتاج إلى العمل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة الحالية ،رجالي قلت لهم نحن نمر بظروف اقتصادية صعبة واستأذنتهم أن أخذ نصف مرتبهم لم يتردد أحد، كنا نفكر خلال الفترة الماضية في أطفال الشوارع هل انتم مستعدون أن نقسم اللقمة معهم علشان نأكلهم ونعمل لهم مصانع ونخلق لهم عمل».
بدأت الندوة التثقيفية الثامنة التي تنظمها إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة تزامنًا مع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، واستعدادات القوات المسلحة ووزارة الداخلية لتأمين الشعب المصري خلال عملية الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، بعرض فيلم تسجيلي تضمّن السيرة الذاتية للفريق محمود عبدالرحمن فهمي، قائد القوات البحرية الأسبق خلال الفترة من 1969 إلى 1972، ودوره البارز في عملية إيلات والإعداد والتخطيط والتجهيز للعمليات التي قامت بها القوات البحرية خلال حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر المجيد.
وألقى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، محاضرة بعنوان «ميلاد المصطفى وأثره على البشرية»، فيما تحدث عمرو موسى، رئيس «لجنة الـ50» عن مشروع الدستور والانطلاق نحو بناء مؤسسات الدولة، مؤكدًا أن الدستور الجديد يحمي إرادة الوطن ويصون الحريات، ويضع الأساس لبناء دولة حديثة تحقق المساواة بين الجميع دون أي تمييز ويغلق الباب أمام أي استبداد أو فساد ويفتح أمامنا طريق المستقبل لنكتب تاريخًا جديدًا للإنسانية.
وقام وزير الدفاع خلال الندوة بتكريم عدد من رموز وأبطال القوات البحرية المصرية، منهم اسم الفريق محمود عبدالرحمن فهمي، قائد القوات البحرية الأسبق، والفريق أشرف محمد رفعت، رئيس شعبة العمليات البحرية خلال حربي الاستنزاف وأكتوبر، وقائد القوات البحرية الأسبق، تقديرًا لما أدياه من خدمات جليلة للوطن، والمساهمة في دعم وتكامل القدرة القتالية للقوات المسلحة خلال معارك الاستنزاف ونصر أكتوبر، واللذين تم التصديق على منحهما رتبة «الفريق» فخريًا.
كما كرم كلًا من رائد بحري بالمعاش عمر علي عز الدين، ورائد بحري بالمعاش نبيل محمود عبدالوهاب، واسم رائد بحري حسنين حسن علي جاويش، والذين تم التصديق على منحهم وسام النجمة العسكرية، تقديرًا لدورهم خلال تنفيذ عمليات الإغارة على ميناء إيلات أثناء حرب الاستنزاف.