دعا تقرير أمني إسرائيلي المجتمع الدولي والولايات المتحدة إلى دعم مصر في «حربها ضد الإرهاب»، وحذر التقرير الصادر عن مركز بيجن- السادات للدراسات الاستراتيجية، بجامعة بار إيلان، من نجاح الجماعات الإرهابية في تحويل مصر إلى سوريا جديدة، وأشار التقرير إلى أن بعض الجماعات الإرهابية في سيناء تضم مقاتلين أجانب، وتحتفظ بمعسكرات تدريب في قطاع غزة.
وقال التقرير إن تفجير مديرية أمن المنصورة، الذي أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس، المرتبطة بالقاعدة، مسؤوليتها عنه، يعد «أسوأ هجوم إرهابي منذ عزل محمد مرسي في يوليو الماضي».
وعن اتجاهات الأنشطة الإرهابية في مصر أشار التقرير إلى أن «هناك ثلاثة اتجاهات رئيسية للأنشطة الإرهابية يمكن ملاحظتها في مصر منذ عزل الرئيس محمد مرسي. الأول هو الإرهاب الإسلامي في سيناء، التي أصبحت المسرح الرئيسي للمواجهات بين الجماعات الإرهابية والجيش المصري، الثاني هو امتداد الإرهاب من سيناء إلى مناطق أخرى في مصر، والثالث هو زيادة مشاركة جماعات أجنبية تابعة لتنظيم القاعدة، والأنشطة التي تقوم بها حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة».
كما أشار التقرير إلى أن معظم الأنشطة الإرهابية التي تشهدها مصر منذ عزل مرسي تتم في سيناء، لافتًا إلى أن 200 جندي مصري قُتلوا في سيناء منذ يوليو 2013.
وأوضح التقرير أن الجماعات الإرهابية في مصر تتألف من متشددين إسلاميين فروا من السجون أثناء ثورة 25 يناير، أو عادوا من الخارج بعد الإطاحة بحسني مبارك.
وقال تقرير مركز بيجن- السادات: «الهجمات الإرهابية زادت في مصر منذ عزل محمد مرسي، حيث تعرض العديد من أقسام الشرطة والكنائس للهجوم، بعد فض اعتصام أنصار مرسي في أغسطس الماضي، والذي قتل فيه أكثر من 100 شرطي، كما تم الإعلان عن محاولة فاشلة لتعطيل العمل في قناة السويس»، وأشار التقرير إلى أن هذا الأمر «من شأنه أن يؤدي إلى تأثيرات استراتيجية، من بينها التأثير على أسعار الطاقة العالمية والإضرار باقتصاد مصر وهيبتها».
وأضاف التقرير أن «مصدر القلق المتنامي هو الروابط بين أنصار بيت المقدس والجهاديين المصريين والقاعدة، وهناك تقارير تتحدث عن انضمام مقاتلين أجانب لأنصار بيت المقدس».
وتابع التقرير: «منذ عزل مرسي تدهورت العلاقات بين حماس وحكام مصر الجدد، وبعد (انقلاب يوليو)، بدأت السلطات في مصر العمل ضد حماس، من حيث إغلاق معبر رفح وتدمير مئات الأنفاق».
وأكد مركز بيجن- السادات أنه «وفقًا للمخابرات الإسرائيلية والمصرية، فإن معظم المجموعات الإرهابية التي تعمل اليوم في سيناء تحتفظ بقاعدة تنظيمية في قطاع غزة، وبعض هذه المجموعات يمتلك مخازن للأسلحة ومعسكرات تدريب بها. إضافة إلى ذلك فإن الجيش المصري لديه معلومات محددة أن أعضاء الجماعات الإرهابية البارزة، المرتبطة بالقاعدة، يختبئون بغزة، بينما تحتفظ إحدى هذه المنظمات، هو جيش الإسلام، بعلاقات مقربة مع قيادات حماس».
وأوضح التقرير أن ما وصفه بـ«التحدي الجهادي» أمام حكام مصر الجدد «مازال في مراحله المبكرة، حيث لايزال الجهاديون يطورون مهاراتهم واستراتيجياتهم»، إلا إنه أشار إلى أن «ما بدأ كهجمات إطلاق رصاص تطور الآن إلى هجمات باستخدام سيارات مفخخة، وهذا تطور يشير بوضوح إلى القدرات والاستراتيجية»، بحسب التقرير.
وحذر مركز بيجن- السادات من أن جماعة الإخوان قد تفتح جبهة داخلية مسلحة في مصر إلى جانب سيناء قائلًا: «السلطات المصرية يجب أن تأخذ في اعتبارها أن العناصر المتشددة المسلحة التابعة لجماعة الإخوان المسلمين من الممكن أن تفتح في المستقبل جبهة داخلية مسلحة، وهو ما من شأنه أن يُشكل تحديًا كبيرًا على الأمن والاستقرار الداخليين».
كما دعا التقرير الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى «مساعدة النظام المصري في الحرب على الإرهاب، لمنع الجماعات الإسلامية الإرهابية المختلفة من تحويل مصر إلى مسرح جهاد كما فعلوا في سوريا»، بحسب التقرير.