قال الدكتور طارق فهمي، رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن الموقف المصري مع حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بعد إعلان جماعة الإخوان المسلمين تنظيمًا إرهابيًّا، سيقتضي «التعامل بحلول حاسمة»، فيما استبعد رئيس حكومة «حماس» المُقالة، إسماعيل هنية، أن تعلن مصر الحركة «إرهابية».
وقال «فهمي» لـ«المصري اليوم» إن «مصر لن ترد بشكل مباشر على تصريحات قيادات حماس، لأنه لا يمكن مقارنة دولة بحركة»، إلا أنه أضاف أن القاهرة أرسلت برسالة إلى الحركة مفادها أن «حماس خسرت مصر في المصالحة الفلسطينية».
وأضاف الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن القاهرة ستتعامل مع معبر رفح في المرحلة المقبلة «شأنه شأن أي منافذ أخرى، وسيكون هناك توجه سياسي لإحياء اتفاقية المعابر، وإدخال بعض التعديلات عليها للعمل بها».
وتابع: «لن يكون هناك حديث عن المصالحة الفلسطينية بصورة أو بأخرى، ولن تدخل مصر وساطة مباشرة بين الطرفين، إلا إذا حدث بينهم تراضٍ على الاتفاق»، كما أكد أنه «سيتم تقييد حركة قيادات حماس الموجودين في مصر».
وقال طارق فهمي، الخبير في الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية، إن «الاختبار الحقيقي، الذي من الممكن أن توضع مصر فيه، هو ذهاب حماس إلى خيار شمشون، عبر إطلاقها الصواريخ على إسرائيل، لتختبر بذلك موقف مصر منها، وما إذا كانت ستتعامل كوسيط بينها وبين إسرائيل، أم أنها ستترك حماس لمواجهة مصيرها المحتوم».
واستبعد إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة، الثلاثاء، أن تعلن السلطات المصرية حركة «حماس» حركة إرهابية، قائلًا: «نستبعد أن تعلن مصر حركة تحرر وطني فلسطيني كحماس، حركة إرهابية».
ورفض «هنية» في نفس الوقت الدعوات الموجهة للحركة بـ«الانسلاخ عن جماعة الإخوان المسلمين»، وقال: «لا يمكن لأحد مهما كان أن يدفع حركة حماس، أو فصائل المقاومة لأن تتنكر لأيديولوجيتها أو تاريخها أو أبعادها أو أعماقها».
وتشير المادة الثانية من ميثاق حركة حماس، والتي تحمل عنوان «صلة الحركة بجماعة الإخوان المسلمين»، إلى الارتباط التنظيمي بين حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وجماعة الإخوان، وتنص المادة على: «حركة المقاومة الإسلامية جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين. وحركة الإخوان المسلمين تنظيم عالمي، وهي كبرى الحركات الإسلامية في العصر الحديث، وتمتاز بالفهم العميق، والتصور الدقيق والشمولية التامة لكل المفاهيم الإسلامية في شتى مجالات الحياة، في التصور والاعتقاد، في السياسة والاقتصاد، في التربية والاجتماع، في القضاء والحكم، في الدعوة والتعليم، في الفن والإعلام، في الغيب والشهادة، وفي باقي مجالات الحياة».
وعرفت حركة المُقاومة الإسلامية «حماس» نفسها في المادة السابعة من ميثاقها بأنها «حركة عالمية»، وحددت لنفسها «البعد المكاني» الذي تعمل فيه بأنه «حيثما وُجد المسلمون الذين يتخذون الإسلام منهج حياة لهم، في أي بقعة من بقاع الأرض، فهي بذلك (حماس) تضرب في أعماق الأرض وتمتد لتعانق السماء».