كان من المقرر أن تحتفل وزارة الثقافة أمس الأول بانتهاء ترميم بعض المعابد اليهودية القديمة فى مصر، ولكن فى آخر لحظة، وحسب ما نشرت «أخبار الأدب» فى نفس اليوم تم إلغاء الاحتفال الذى كان مقرراً منذ شهور.
ويوم الأحد الأسبق جرى الاحتفال بحضور يهود من داخل وخارج مصر، وسفراء أجانب، أى أن القرار كان إقامة احتفالين يوم الأحد 7 مارس لليهود ويوم الأحد 14 مارس لغير اليهود، وهذه مهزلة ولكن المهزلة الأكبر أن يلغى الاحتفال غير اليهودى أو «الرسمى».
القرار الهزلى بإقامة احتفالين، والقرار الأكثر هزلاً بإلغاء الاحتفال الرسمى، يرجع إلى ما أشيع عن أن ترميم المعابد اليهودية تم بضغط من إسرائيل أو لإرضاء إسرائيل من قبل بعض المتطرفين الدينيين الحمقى، وهم حمقى مثل كل المتطرفين ليس فقط لأن هذه الآثار مصرية، وأن الترميم تم بأموال مصرية، ولا علاقة له بإسرائيل، وإنما لأنهم من حيث لا يريدون يروجون لما تريده إسرائيل بالضبط، وهى أن كل ما هو يهودى فى العالم ملك لها، بينما أغلبية يهود العالم ليسوا فى إسرائيل، وإنما فى نيويورك، بل وهناك طائفة من اليهود يعتبرون وجود دولة إسرائيل مخالفاً للديانة اليهودية التى تحرم امتلاك الأرض باعتبارها ملك الله وحده.
والمعبد الذى أقيم فيه الاحتفال غير الرسمى هو معبد موسى بن ميمون «1135- 1204 ميلادية» الذى يعتبر من أعظم المفكرين العرب اليهود، فقد ولد فى قرطبة فى الأندلس، وكان يكتب بالعربية ولكن بحروف عبرية، وتأثر بالفكر الإسلامى، وهاجر إلى فلسطين، واستقر فى مصر حيث ألف معظم كتبه، وعمل طبيباً لنور الدين أكبر أبناء صلاح الدين الأيوبى.
كان على وزارة الثقافة أن تقيم احتفالاً رسمياً واحداً فى حضور من يريد من اليهود من داخل وخارج مصر حتى من إسرائيل لأنه احتفال باسم مصر الحضارة التى ولد فيها النبى موسى وهاجر إليها النبى عيسى وتزوج من أقباطها النبى محمد عليهم جميعاً الصلاة والسلام، وعلى كل مؤمن ومؤمنة فى الدنيا كما يعلمنا القرآن الكريم.
كان الواجب أن يكون احتفالاً دولياً كبيراً يدوى فى العالم ليعبر عن مقاومة مصر الحضارة للمتطرفين المجرمين الذين هاجموا كنيسة نجع حمادى وهاجموا معبد اليهود فى شارع عدلى، فالتطرف طريق يجمع كل من يرفض الآخر أيا كانت ديانته أو عقيدته.