تكتشف، وأنت تستعرض وقائع العام الأغبر الذى حكم فيه الإخوان، أنهم لم يكونوا خالصى النية لهذا البلد، ولذلك، فإن الله قد عاقبهم على قدر نواياهم.
ولو أنت أيضاً، حاولت أن تستعيد فى ذهنك، الآن ماذا كان «مرسى» يقول، عندما خرج الملايين يطالبونه بانتخابات رئاسية مبكرة، فسوف تكتشف كذلك، أنه عندما كان يطلب إمهاله إلى نهاية فترته الرئاسية، لم يكن أبداً كما أراد هو أن يصور لنا الأمر، حريصاً على شرعية، كما ظل يردد هو، وأهله، وعشيرته، ولا كان حتى خالص النية فيما يقوله على مسامعنا.
ذلك أن لك أن تتصور الوضع، عند نهاية سنواته الأربع، وهل كان فى إمكان أحد، وقتها، أن يراهن على انتخابات، من أى نوع، لخلع «مرسى» وجماعته من السلطة؟!
بالطبع، لم يكن هذا ممكناً، لأن التخطيط كان يتجه إلى خلق نظام مطابق للنظام فى إيران تماماً، وهو نظام تمكن مع مرور الوقت، من زرع الموالين له فى كل موقع، بحيث يستحيل تقريباً أن يأتى أحد إلى الحكم فى طهران، هذه الأيام، من خارج دائرة المرشد!
هذا بالضبط ما كان التخطيط يجرى له، بهمة عالية، ولذلك، فإن بقاءهم لعام واحد فى الحكم، يسهّل الحكاية الآن علينا كثيراً، فى استدراك خطاياهم، وفى إصلاح ما فسد، وفى فرز وغربلة الذين وضعوهم، هم، فى مواقع التأثير الجماهيرى، تحسباً لأى انتخابات مقبلة.
وحين طالبت من هذا المكان، أمس الأول، بأن تنتبه الحكومة جيداً، وبكل وعيها، إلى أشخاص بعينهم، زرعهم الإخوان فى هذا الاتجاه مرة، وفى ذاك الاتجاه مرات، قلت بوضوح، إنى لا أدعو إلى فصل أحد من عمله، ولا إلى اضطهاده، ولا إلى ملاحقته، وإنما إلى أن نجنب مثل هؤلاء الأشخاص طريقنا، لأنهم سوف يعطلوننا حتماً!
ولم أكن أدرى، وأنا أقول هذا، أنى سوف أظلم رجلاً، هو الدكتور مجدى حجازى، وكيل وزارة الصحة فى الدقهلية، فلأسباب ما، التبس الأمر أمامى، ووصفته بأنه إخوانى، أو أنه يميل إلى الإخوان، وأنه عطل وصول سيارات الإسعاف إلى موقع تفجير المنصورة، ثم تبين لى أن هذا غير صحيح، وأنه أبعد الناس عن ذلك، وأنه أطاح بـ15 قيادة إخوانية من المديرية، منذ جاء إلى منصبه، من أسوان، حيث عمل هناك لخدمة مصر، لا الإخوان، بشهادة اللواء مصطفى السيد، محافظ الإقليم السابق، ثم راح يواصل خدمته، لوطنه أيضاً، لا لتيار إخوانى لا يريد أن يرى وطناً بحجم مصر، بشهادة اللواء عمر الشوادفى، محافظ الدقهلية.
وما أريد أن أقوله، إنى إذا كنت قد ظلمت هذا الطبيب الناجح، على مستواى، فمن الوارد جداً، أن تظلم الدولة عشرات، وهى تحارب فى معركتها المشروعة منذ ثورة 30 يونيو، ضد عنف وإرهاب الإخوان، ولهذا، أعجبنى جداً أن يقول المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية، ذات يوم، إنه سوف يراجع قائمة الطلاب المعتقلين، حتى لا يبقى بينهم مظلوم واحد، وهى خطوة مهمة، لابد من البدء فيها سريعاً، وإعلان نتيجتها على الناس، حتى يكون لدى الجميع يقين بأن القانون العادل فوق الجميع، وبأن تنقية أجهزة الدولة من طابور الإخوان الخامس، لا يجوز أن تجرف أبرياء، وهى تمضى فى الطريق.