المتمرد الذى فضح العالم السرى لـ«الإخوان»
فى الحلقة السابقة من مذكرات المفكر الراحل جمال البنا، تحدث عن طفولته التى وصفها بـ«غير العادية»، فقد حرمته ظروفه الصحية من اللعب وممارسة الرياضة، كما تطرق إلى خلافه مع مدرس اللغة الإنجليزية الذى تسبب فى تركه النهائى للمدرسة، وعن تفاصيل علاقته بشقيقه حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان، وحقيقة الشائعات التى أثيرت حولها».
صدامى مع الإخوان
هدوء بالغ، فلسفة خاصة، تحليل واقعى، كلمات قليلة ولكنها معبرة، كانت سمات الجلسات التى جمعتنى مع جمال البنا، وفى إحداها سألته عن نوعية قراءاته واهتماماته الدينية عندما كان صغيرا، فصمت، وأغمض عينيه برهة، ثم أخرج زفيرا، وغطت نظراته سحابة ما، وبدا متأهبا ليقرأ شريط الذكريات، فقال:
انتهت المرحلة التعليمية بحصولى على «دبلوم التجارة»، كان عمرى وقتها 13 عاما، ورغم أننى كنت أقرأ فى مختلف المجالات «الأدب والاجتماع والفنون»، إلا أن اهتمامى الأكبر كان فى قراءة تاريخ الثورات والحضارة الأوروبية، وأشياء أخرى من هذا القبيل، ولم أكن أقرأ فى الفقه الإسلامى أو السنة وغيرها، ولم يكن لى اتجاه دينى فى البدايات، كما كنت غير ملتزم دينيا بالقدر الكافى، فمثلا لم أكن أصلى، وما قد يدهش البعض أن ذلك لم يكن يقابل بغضب من أسرتى.
إلا أننى كنت أعاون شقيقى «حسن» فى بعض أعماله، فكان يطبع مجلة الإخوان المسلمين، ثم يضع ورقاً أبيض بالمجلة، يكتب عليه أسماء المشتركين وعناوينهم، ويطلب منى أن أقرأ له العناوين، وهنا كان يحدث بيننا بعض الدعابة والطرائف، فذات مرة قرأت له «ملوى» على أنها «ملاوى»، فضحك نتيجة هذا اللبس، كما كنت أساعده فى توزيع المجلة أمام مسجد «مصطفى فاضل»، فأجلس بجوار باب المسجد فى صلاة الجمعة، لأكون أول من يخرج بعد الصلاة وأوزع الأعداد على المصلين.
وكان «حسن» يكافح كفاحا مريرا من أجل دعوة الإخوان، وينفق كل ما معه على الجماعة، ولذا كان «دايما مفلّس»، وقد كنت الأكثر اتصالا به، مقارنة ببقية أشقائنا، وقد يرجع ذلك لأننى أصغرهم سنا، ولا يشغلنى شىء سوى الكتابة والقراءة، وكان فى شهر رمضان يمسكنى المصحف ويطلب منى أن أسمع له كل يوم جزءاً من القرآن، وذات مرة تحدث معى حسن عن الشيخ محمد عبده والشيخ رشيد رضا، قائلا: «كان رشيد رضا تلميذا مخلصا لمحمد عبده يعاونه ويساعده، ويحصّل منه العلم، وبعد موت عبده أصبح رشيد رضا شيخاً كبيراً فى فقة الحديث، وكان له أيضا ابن عم تلميذا له يعاونه ويساعده».
وكان يهدف من حديثه أن كل فرد يكون له تلميذ، وابن روحى، وأنه يريد أن أكون أنا ابنه الروحى، فالتزمت الصمت وفهم بذكائه أننى لن أكون الابن أو التلميذ، لأننى رفضت جماعة الإخوان، واطلاعاتى جميعها كانت أدبية بحتة، فلم أدرس فى طفولتى فى كتاب، ولم أحفظ القرآن، ولم أحظ بتربية المحمودية مثل شقيقىّ «حسن وعبدالرحمن»، أى نستطيع أن نقول إن دراستى منذ الطفولة «مدنية» وبعيدة عن فكرة الدين.
وهنا قاطعته قائلا: لكن الدراسة المدنية ليست مبررا قويا، فقد انضم لجماعة الإخوان كثيرون كانت لهم نفس ظروفك!
فضحك، ثم قال: لكن هؤلاء الذين انضموا للإخوان لم يكن لهم كينونة خاصة مثلى فمن منهم ألف كتبا، فأنا لم أنضم للإخوان لأنى أراهم دوما متخلفين فى معالجة بعض القضايا التى تتعلق بالمرأة، والسياسة، والمسيحيين، وغيرها، وكنت أصارح «حسن» برأيى فى جماعته، فكنت أقول له إن أفكارها دوما ترجع للخلف 7 قرون، ولا تتواكب مع العصر الحالى حتى لو أظهروا عكس ذلك.
وتوالت الأحداث بعد ذلك، فبعد حصولى على «الدبلوم» كانت هناك مرحلة طويلة فى حياتى لم يكن فيها أى نشاط فكرى أو كتابات، أمضيت وقتى خلالها بين القراءة والعمل بأشياء بسيطة، وحاولت الاستفادة من تخصصى الدراسى، ورغم وجود بطالة إلا أننى استطعت أن أعمل لمدة محدودة فى تسوية حسابات محل تجارى بمقابل مادى بسيط، ثم انتقلت للعمل بمخبز بلدى، وكان هدفى توفير المال الذى يعاوننى فى شراء الكتب.
كما عملت محاسباً بمكتب مقاول، وحينها بدأت أدخل إلى مجتمع الحركات العمالية والنقابية، واجتمعت بالعمال الذين يعملون لدى المقاول أكثر من مرة داخل مكتبه، لكن البعض وشى بى وحذروه من وجودى معه، وبالفعل اختلفنا وأنهينا علاقة العمل ولم تكن تلك الفترة ذات قيمة ولم تؤثر فى حياتى.
وكنت أرفض الفرص التى تتوافر أمامى للعمل الحكومى داخل الوزارات أو الشركات، لأننى مقتنع بأن الفرق بين البرجوازيين والبرولتاريين- أو مجتمع العمال- هو الشهادة الجامعية بمعنى أن فرداً يتخرج مهندسا فى كلية الهندسة فيبدأ العمل فى شركة ثم يتزوج وينجب الأبناء، وتصبح الأسرة لها متطلبات وجميعها مظاهر برجوازية تبرز بالمجتمع البرجوازى، وفى المقابل كان هذا الفرد له شقيق لم يلتحق بالجامعة، وامتهن حرفة، وأصبح من طبقة البرولتاريين، ومن هنا تأتى الفروق الاجتماعية والطبقية، رغم أن الاثنين خرجا من رحم أسرة واحدة، وأنا رفضت أن أنتمى للمجتمع البرجوازى، ولم أكن أرغب بأن يكون الوقت «سيدى»، بل كنت دوما أريد أن أكون أنا «سيد الوقت»، حتى عندما كتبت فيما بعد ابتعدت عن «برجوازية الكتابة»، فرفضت الأسلوب الأكاديمى الذى يكتب به البعض ليثبتوا أن لديهم فلسفة خاصة، ووجدت أن معظم هؤلاء مقلدون لكتاب سبقوهم ويتعللون بأنهم تلاميذهم، أما أنا فلم يكن لى أستاذ أقلده، ولم أرغب أن أكون برجوازى الحياة، ولا كاتبا أكاديمياً مقلدا للآخرين.
وفى 1945، بدأ نشاطى الفكرى يظهر ويرى النور، فأصدرت أول كتاب لى وحمل عنوان: «عقبات فى الطريق إلى المجد- الفقر والجهل والمرض»، وفى 1946 أصدرت كتابى الثانى: «ديمقراطية جديدة»، وصدر هذا الكتاب كرد فعل بعد الحرب العالمية الثانية، وبداية ظهور القوى الكبرى الجديدة المتمثلة فى الانتصار الأمريكى فى الحرب، فالكتاب كان يبشر بالديمقراطية الأمريكية والحرية، وجاء بهذا الكتاب فصل مهم جدا حمل عنوان: «فهم جديد للدين».
وفى ذاك التوقيت كنت مازلت أقيم بمنزل الأسرة بالحلمية، وكان قريباً جداً من نادى الحلمية، فكنت أسمع وأنا جالس فى البلكونة خطابات شقيقى «حسن»، التى يلقيها على أعضاء جماعة، يوم الثلاثاء من كل أسبوع، وكان هذا اليوم حدثا ثقافيا منتظما ومقدسا ومخصصا للإخوان، فلا يوجد بميدان الحلمية شخص واحد يسير على قدميه.
وكان ضمن الشعارات التى كنت أسمعه يرددها: «الموت فى سبيل الله أسمى أمانينا، الله غايتنا والقرآن دستورنا والرسول زعيمنا»، ومن هنا قلت فى كتاب «ديمقراطية جديدة» لـ«حسن» والإخوان، ومن يسير على دربهم: «لا تؤمنوا بالإيمان وحده ولكن آمنوا بالإنسان».
فعارضت شقيقى الأكبر وجماعته على طول الخط، وكانت فلسفتى هنا أن الإيمان إن لم يقترن بالإنسان فمن الممكن أن يضل ويضلل، فلا إيمان بعيدا عن الإنسان، فالإيمان نزل من أجل حياة الإنسان، لكن رغم تلك المعارضة عملت معه فى فترة من الفترات مديرا لمطبعة الإخوان، وسكرتيرا لتحرير مجلة «الشهاب»، التى كان يصدرها، وكان هو متابعا جيدا لنشاطى وكتاباتى، وفى 1946 كانت هناك مفاوضات بين صدقى باشا، رئيس الوزراء آنذاك، وبين وزير خارجية بريطانيا حول عملية استغلال مصر والسودان، فأصدرت كتابا صغيرا حمل اسم: «على هامش المفاوضات»، وحصل «حسن» على نسخة منه، وتوافق صدوره مع سلسلة من المقالات كان يكتبها، وتنشر له عن «المفاوضات»، فقرأ الكتاب بشكل جيد جدا، وقال لى الشيخ خياط عبدالعزيز الخياط، الذى كان وزيرا للأوقاف آنذاك، إنه أثناء اجتماع للمرشد- أى حسن- مع أعضاء الجماعة- وكان هو بينهم- مسك «حسن» كتابى «على هامش المفاوضات»، وقال لهم جميعا تعلموا السياسة من هذا الكتاب ومؤلفه، فمن حينها عرفت أنه رغم اختلافنا الفكرى إلا أنه يحترم آرائى وكتاباتى.
وفى 1946 أسست الجمعية المصرية لرعاية المساجين وأسرهم، كما أسست حزب العمل الوطنى الاجتماعى، وكان مطلبا إنهاء فترة التطور الحضارى التى بدأت فى القاهرة والعصر الحديث، لوجود عائق كبير للتلاؤم مع هذا العصر، وكانت مهمة الحزب معالجة هذه القضية الحضارية، ولكن بقدر ما كان رائعا فى الأغراض بقدر ما كان تكوينه هزيلا وضعيفا، فلا يحتوى على أكثر من 60 عاملا، وأنا الوحيد الذى كنت أنفق عليه، فلم تكن له موارد أخرى مع العلم بأن دخلى كان بسيطا جدا، ومقر الحزب كان عبارة عن حجرة بجوار صيدناوى القديم، وأتذكر أننى أقمت حفلة تكريم باسم الحزب لـ«حسن عبدالرحيم»- أول مصرى يعبر المانش- وكان من الإخوان، ويحظى هذا الحدث وصاحبه باهتمام وحفاوة كبيرة جدا من قبل المجتمع المصرى آنذاك، لكن كان احتفالنا بسيطا، فعبرنا عن سعادتنا بإنجازه بمجرد لافتة علقناها بعد أن كتب عليها عبارة: «نرحب بفاتح المانش»، ولم تكن تلك الطريقة الدعائية منتشرة فى مصر آنذاك، واقتبستها من المجلات الأمريكية، التى كنت أطلع عليها، وكان الاحتفال مقصورا على تقديم القهوة والشاى، وقطع من الكيك، ورغم بساطة الحفل فإن «عبدالرحيم» قال: «لقد حضرت حفلات متنوعة ومختلفة داخل أعرق النوادى والقصور، ولكن أجمل ما أقيم لى وشعرت به كان حفلكم هذا».
وذات مرة كتبت إعلانا عن أهداف الحزب ومعارضته الاحتلال الإنجليزى، واشتركت فى توزيعه مع باقى أعضاء الحزب فقبض علينا جميعا، وبمجرد أن علم «حسن» اتصل على الفور بمحافظ القاهرة، وكان يدعى سليم زكى، وبالفعل استجاب له، وأفرج عنى وأعضاء الحزب، وقابلت «حسن» بعدها، وقال لى: «أنت تكدح فى أرض كاحلة لا يوجد بها زرع ولا ماء، ونحن فى الإخوان لدينا حدائق مليئة بالفواكه، لا تجد من يستفيد بها، فانضم للإخوان لتستفيد منها ومن شعبيتها»، فابتسمت له وقلت له فى هدوء إن شجرة الإخوان لا تنبت الثمرة التى تطعمنى، فضحك ولم يغضب وقال: «طالما لا توافقنى بالانضمام للإخوان، فوافقنى بتحويل هذا الحزب إلى جمعية، وفى هذه الحالة لن تتعرض للمضايقات من قبل البوليس»، ووافقت على اقتراحه وحدثتنى نفسى أن أخوض تلك التجربة، وحولت الحزب لجمعية حملت اسم: «جمعية العمل الوطنى الاجتماعى».
ولقد تواكب مع هذا النشاط العملى الذى أصبحت أعيشه بعض النواحى أخرى أسرية تتعلق بشقيقتى فوزية، التى كانت مقربة لى جدا، حيث كانت لشقيقتى فوزية صديقة حميمة تسكن فى الحلمية تدعى فاطمة عمارة، وذات يوم أخبرتها بأن الحكومة أسست جامعة شعبية تدرس مختلف التخصصات العلمية، وأن فيها قسما لدراسة التدبير المنزلى بكل اشتقاقاته من تفصيل أو تريكو أو طهى، وأنها تريد الالتحاق بها، وتريد لفوزية أن تشترك فيها وذهبتا معا إلى مقر الجامعة والتحقتا، ولم يكن هناك أى شروط، فالدراسة حرة بمعنى الكلمة، ودفعتا رسما رمزيا ضئيلا، وأخذتا شارة الجامعة، وكانت تلك إحدى نقاط التحول فى حياة فوزية شقيقتى، التى لم تستكمل تعليمها، وكانت مادة «التدبير المنزلى» مما يتفق واتجاهاتها وميولها، وظلت فوزية مع زميلتها بالجامعة ردحا طويلا أحكمتا فنون التفصيل والتريكو والطهى، وما إلى هذا كله، وقد وجدت فوزية فى هذه الجامعة متنفسا وبابا للانطلاق السليم، فقد تعرفت على العالم الخارجى بعد أن كانت حبيسة البيت، وكان هذا التصرف مأمونا، لأنه مع زميلات لها، وكما سنرى فإن ما استفادته فوزية من الجامعة الشعبية كان أساسا لما قامت بتعليمه فى بداية التحاقها بتعليم البنات فى السعودية، وإن لم يكن مألوفا فى مدارس البنات بالسعودية، ومن نافلة القول أنها صنعت بيديها جرسات أو بلوفرات لكل أفراد الأسرة، ولا أزال أحتفظ بواحد لم يفقد متانته، وأتذكر أنه فى مناسبة ما لمحت لى الوالدة أن فوزية فى إحدى فترات الأزمة، التى كانت تمر بالأسرة وسعت نشاطها بحيث تعاملت مع تجار الجملة فى الصوف والأقمشة، خاصة فساتين وبلوزات، ولكنها لم تذكر تفاصيل، وفى الغالب أنها قامت بذلك مع دائرة محدودة من المعارف، وفى تلك الفترة لم أغادر أنا القاهرة أو تغادر فوزية شقة الأسرة فى سفر إلا بسيطا فكانت الأولى عندما سافرت هى وأنا إلى البلدة شمشيرة عندما حدثت الغارات الجوية على القاهرة فى أوائل الحرب العالمية الثانية فقضينا قرابة أسبوع، ولم نشعر براحة وعدنا، ولكن تنقلات الشقيق عبدالباسط، الذى التحق بخدمة البوليس فى مختلف بلاد الجمهورية أتاحت لها أن تسافر إليه على الأقل مرتين، الأولى فى فاقوس، والثانية فى الإسكندرية، ووجدت لدىّ صورة لها أثناء تلك الرحلة، وهى تركب حصان الحكومة فى فاقوس، التى كان عبدالباسط قد نقل إليها، وقد كان عبدالباسط ضابطا جريئا مقداما له نزوات وغزوات، ولم يكن يلحظ دائما الآداب التقليدية، التى يلتزم بها الضباط فكان يختلط بكل الأوساط يجالس عمال الأحذية، وغيرهم، ومن آيات جرأته هذه الصورة، ووجدت لها صورة أخرى التقطت لفوزية فى الإسكندرية، التى كان قد نقل إليها، وعين مأمورا لنقطة الرمل، وكانت فوزية أحضرت معها ابنة أخيها الأكبر حسن، وهى الطفلة «وفاء»، التى هى الآن جدة لأكثر من عشرة كلهم سويسريون! وكان يمكن أن تكون هى نفسها سويسرية لولا أنها آثرت الاحتفاظ بجنسيتها المصرية رغم إقامتها فى جنيف من أواخر خمسينيات القرن الماضى حتى الآن فباستثناء هذه الرحلات المحلية فإن حياة فوزية كانت محكومة بالسياق التقليدى لأسرة مصرية من البرجوازية الصغيرة، وهكذا مضت حياة فوزية حتى الزواج معظم الوقت فى شؤون المنزل، وقد كانت هى «حبيبة أمها» لأنها آخر الأبناء، وكانت الوالدة تؤثرها بالحب، ولعلها كانت مهمومة بها أيضا، وإن كان مصيرها مضمونا، فهى باعتبارها أخت المرشد كانت هدف كل الآملين فى الزواج من شباب الإخوان، وما أكثرهم، لكن شيئا ما كان يحيك فى صدرها، وهذه المشاعر نفسها هى كانت تعتمل فى نفس فوزية نحو أمها بعد أن تزوج الأبناء، وسكنوا بعيدا عنها، ولم يبق معها إلا أنا.. وكانت فوزية خلال ترددها على دار الإخوان المسلمين قد تعرفت على شاب نحيف يدعى عبدالكريم، وكان وقتئذ يشغل وظيفة صغيرة فى وزارة التموين، وكانت ظروفه الاجتماعية والمالية ملتبسة وغامضة فيكمل راتبه الهزيل بإعطاء دروس خصوصية، وبدأ يحدث تقارب من جانب عبدالكريم لها إلى أن طلب الارتباط بها من شقيقى الأكبر حسن، ونال موافقته، وقد تم عقد قران فوزية فى 10 يناير سنة 1946.