أعرف أن لقمة العيش أهم من الحديث عن الإخوان.. أعرف أيضاً أن الكتابة عن الاستثمار والتنمية أهم عند الناس من المرشد، والشاطر، ومرسى.. أعتذر لأنى لا أستطيع أن أغيِّر المؤشر.. أصدقاء مقربون طلبوا أن نهتم بالوظائف والغاز ولقمة العيش.. شرحت لهم أن الأحداث استثنائية.. ربما نعود بعد الفاصل.. مع هذا فالإخوان فى النزع الأخير.. اسألوا كاترين أشتون.. إنها الآن فى الأقصر!
حين ننتهى من الاستفتاء سنكتب عن الاستثمار.. ستشغلنا التنمية حين يكون لدينا رئيس قوى.. حين يكون لدينا رئيس وطنى.. عطلنا الإخوان للأسف.. عطلنا رئيس خائن.. كان يأخذ منا لقمتنا ويعطى عشيرته فى حماس.. عشنا لحظات ضنك فى الدقيق والكهرباء والسولار والبنزين.. قال: لو شئنا لأرسلنا إليكم الوجبات الساخنة.. يرد الجميل.. فقد أخرجوه من السجن، وأجلسوه على الكرسى!
الآن أعلنت حماس الحرب على مصر.. أعلنت كتائبها الانتقام للجماعة الإرهابية.. أعلن التنظيم الدولى تسخير كل طاقاته لاسترداد مصر.. هكذا فهمت من كلمة السيسى أمس الأول.. لم تكن لهجته الحاسمة فى مواجهة «الإخوان المسلمين».. لم تكن للداخل.. أول مرة نسمع حديثاً للفريق السيسى من طبقة صوتية مختلفة.. يتمنى الإخوان أن يعود لـ«حنيته» القديمة.. جنت على نفسها براقش!
الطريقة التى كان يتكلم بها لفتت أنظار قادة الجيش أنفسهم.. لم تكن هذه عادته.. كان يهمس فى حديثه.. يتكلم بصوت خافت.. أخرجه الإرهابيون الخونة عن حلمه.. الرسالة التى بعث بها كانت قوية.. يقول: من يمسّكم لن نتركه على وجه الأرض.. أياً كان المتورط فى الإرهاب.. شخصاً أو تنظيماً أو دولة.. سواء كانت قطر أو تركيا.. أكبر منهما أو أصغر.. يتوعد بقطع اليد التى تمس مصر والمصريين!
ربما تختفى «دقون» الجماعة لتظهر حرائر الشياطين.. لا فرق.. كل من يعتدى على المصريين أصبح هدفاً.. رجلاً أو امرأة.. إخوان مصر أو إخوان غزة.. يقول هانى صلاح الدين، المتحدث باسم الحكومة: «الإعدام سيكون عقوبة من يقود تنظيم الإخوان الإرهابى، حتى لو كان سيدة، والسجن ٥ سنوات سيكون عقوبة المشاركة فى مظاهراتها».. بمعنى أن «باكينام» ليست استثناء، ولا «أم أيمن»!
استمعت إلى آراء بعض المرتزقة فى قطر.. بعضهم يقلل من قرار الحكومة.. يخفى فى كلامه مرارة.. يعرف أنه سيموت مشرداً.. هؤلاء باعوا الوطن وخانوه.. تآمروا عليه وقبضوا الثمن.. تآمروا على جيشه وشرطته وقضائه وإعلامه.. أى وطن يتحدثون عنه؟.. كيف يتخذون من قطر منصة لضرب الوطن؟.. كيف يتهمون رموزه بالخيانة؟.. كيف يهللون لتفجير المنشآت؟.. أى جريمة يرتكبونها؟!
لا ينسى البعض للشيخ الشعراوى أنه سجد لله شكراً بعد هزيمة مصر فى 67.. لا تنسى الأجيال الجديدة أن الإخوان يكبّرون عند كل تفجير.. لن تنسى الأجيال القادمة أن الفريق السيسى حارب الإرهاب.. لا تنسى أنه من قال: لن نترك على وجه الأرض من يمسّ مصر بسوء.. الخيانة ليست وجهة نظر أبداً!