x

«تميم».. راعي عاصمة «الإخوان»

الجمعة 27-12-2013 19:28 | كتب: شريف سمير |
تصوير : أ.ف.ب

سطع نجم الشيخ تميم بن حمد آل ثان، فى سماء الخليج بصعوده السريع والمفاجئ إلى عرش قطر التى روجت له باعتباره رمزا لجيل الشباب الذى يستعد لقيادة الإمارة نحو مرحلة جديدة، ولكن بعد أسبوع واحد فقط من تسلمه السلطة فى يونيو الماضى خسر حلفاء والده من جماعة الإخوان المسلمين أهم مركز لهم فى المنطقة بعزل الرئيس السابق محمد مرسى، وباتت حركة «النهضة» الإسلامية الحاكمة فى تونس مهددة بالسقوط. واختار تميم الاستمرار فى سياسة والده حمد بدعم تنظيم «الإخوان المسلمين»، واستمرت قطر، التى تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية بالمنطقة، فى تسخير آلة الإعلام لمناصرة الحلفاء فى تبنى واضح وانحياز كامل لقضيتهم.

وعلى مدار الأشهر الستة الأخيرة من 2013، تصدرت قناة «الجزيرة» المشهد السياسى كواجهة مباشرة ومعبرة عن سياسة قطر الخارجية وأجندتها المؤيدة للمشروع الإخوانى، وفلول الجماعة الذين هربوا إلى قطر وحولوا الدوحة إلى عاصمة لهم، ووصولا لدعم الإسلاميين فى تونس من بوابة الاقتصاد واستيعاب العمالة التونسية فى الدوحة على نحو واسع النطاق كنوع من المساندة لحركة «النهضة» فى معركتها من أجل البقاء، بالإضافة إلى الاستمرار فى دعم إخوان سوريا والجماعات المتطرفة.

وكان ظهور قطر لاعبا رئيسيا فى هذه المعادلات السياسية اختبارا عمليا للشيخ تميم فى مستهل قيادته للبلاد، حيث دفعت هذه السيناريوهات المتوازية الأمير الشاب إلى تغيير تكتيكى متمثل فى جولات مكوكية فى دائرة الخليج كمحاولة سريعة لتلطيف الأجواء وفتح صفحة جديدة مع دول «التعاون الخليجى» التى تشكل بدورها معسكرا مضادا للإخوان.

ورغم حديث تميم عن رغبته فى الحداثة وإحداث نقلة نوعية فى تاريخ قطر وترميم العلاقات مع دول الجوار والتى تصدعت نتيجة دعم الإسلاميين، يتوقع كثير من المحللين ألا يحدث تغيير جذرى فى السياسة القطرية خلال عهد «الأمير الشاب»، ودلل على ذلك غانم نسيبة الخبير فى سياسات دول الخليج العربية فى مؤسسة «كورنر ستون جلوبال أسوسييتس»، وهى مؤسسة تقدم المشورة فى إدارة المخاطر ومقرها لندن، حيث أكد «نسيبة» أن الدوحة راهنت على «الإخوان» ومن الصعب التراجع عن هذا الموقف نظرا لأن تخلى قطر عن هذا الفصيل فى هذا التوقيت الحرج يعد مقامرة قد تدمر شعبية «الصديق القطرى» لدى المعسكر الموالى لـ«الإخوان» فى العالم العربى.

وعلى مستوى آخر لا يقل أهمية عن الحسابات السياسية، ضربت قطر سلسلة من الفضائح الخاصة بتنظيم مونديال 2022 وتركت آثارها السلبية على صورة وسمعة الإمارة، وجاء على رأس الاتهامات التى تطارد الدوحة التورط فى دفع رشاوى وعمولات لمسؤولين فى الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) لتمرير صفقة استضافة المونديال، وتصاعد الحرج بصورة أكبر بعدما كشفه تقرير صحيفة «جارديان» البريطانية منذ شهر حول فضيحة «تسخير» آلاف العمال الأجانب فى مشروعات بناء ملاعب جديدة استعدادا للمونديال وتعرضهم لانتهاكات تتعارض مع حقوق الإنسان، لتجد قطر نفسها فى مأزق دولى قد يكلفها ضياع حلم استضافة المونديال.

تحديات كبرى وملفات شائكة تنتظر «الأمير تميم» فى مقتبل مشواره كحاكم فعلى لقطر ويبقى نجاحه فى مواجهتها مرهونا بقدرته على الخروج من عباءة والده وانتهاج سياسة أكثر توازنا تستوعب كل الأطراف.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية