وصف رئيس الجمهورية اللبناني، العماد ميشيل سليمان، تفجير بيروت، الذي راح ضحيته وزير الاقتصاد بحكومة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، و6 آخرين، إضافة إلى إصابة أكثر من 70 شخصًا، بـ«العمل الجبان»، مؤكدًا أنّه مهما كانت الرسائل التي يحملها ويوجهها لن تزيد اللبنانيين إلا إصرارًا على الحفاظ على بلدهم واحة سلام واستقرار وحوار في وجه الإرهابيين الذين لا يعرفون سوى القتل والتفجير والتخريب وسيلة لإثبات وجودهم.
ودعا «سليمان» اللبنانيين وقياداتهم، في بيان له، الجمعة، إلى التضامن والتكاتف والمساعدة في تشكيل حكومة جديدة تتولى مسؤولياتها الوطنية في هذه المرحلة، لافتًا إلى «أن استمرار الوضع على ما هو عليه يضع الجميع أمام مسؤولياتهم وأمام التاريخ الذي لا يرحم».
وأدان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، النائب وليد جنبلاط، بشدة حادثة اغتيال الوزير السابق محمد شطح، بسيارة مفخخة في بيروت، الجمعة.
واعتبر «جنبلاط» في بيان له أن «الإرهاب الذي ضرب مجددًا حصد هذه المرة شخصية مرموقة ورجلًا من رجالات الدولة الذي طالما تميز باعتماده لغة الحوار والعقلانية والاعتدال، مُصِرٌّ على ضرورة استمرار التواصل بين اللبنانيين مهما تعمّقت الخلافات فيما بينهم».
ووصف «جنبلاط» اغتيال «شطح» بأنه رسالة شديدة السلبية لكل المعتدلين والعقلاء، داعيًا إلى مواجهتها بمزيد من الاعتدال والعقلانية.
من جانبه، طالب رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة، بضرورة تحويل جريمة اغتيال «شطح» إلى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، معتبرًا أن «القاتل هو نفسه الذي يوغل بالدم السوري واللبناني من بيروت إلى طرابلس وصيدا ودرعا ودمشق».
وتلا «السنيورة» بيانًا باسم قوى «14 آذار» خلال مؤتمر صحفي، من منزل سعد الحريري في وسط بيروت، قال فيه: «لقد وصلت الرسالة المكتوبة بالدماء وجوابنا هو أن لبنان الحرية والعيش والكرامة باق والطغاة إلى زوال».
واعتبر رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، أن «الجريمة الإرهابية المروعة تهدف إلى إبقاء لبنان في ساحة التوترات»، لافتًا إلى عملية الاغتيال «حلقة في سلسلة يبدو أنها طويلة لتحويل لبنان إلى ساحة لتصفية الحسابات ومحاولة إيقاع الفتنة بين طوائفه ومذاهبه».
ودعا «بري» في بيان إلى «اليقظة والانتباه وزيادة عناصر الوحدة من أجل حفظ لبنان بمواجهة الذين يستهدفون حفظ لبنان»، لافتًا إلى أن «اغتيال (شطح) دليل على أن لبنان مازال هدفًا للمؤامرة التي ترمي إلى إيقاع الفتنة بين أبنائه وهز أسس الاستقرار والأمان والوحدة الوطنية فيه».
وأشار «سلام» في بيان إلى أن «منفذي العملية استفادوا من هشاشة الوضع الأمني ومن الشلل السياسي الناتج عن الانقسام العميق في البلاد»، مشددًا على وجوب أن تكون «حافزًا إلى تفعيل المؤسسات السياسية الدستورية من خلال تشكيل حكومة المصلحة الوطنية التي تتصدى لاحتياجات البلاد الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، بعيدًا عن الصراع السياسي المستفحل، بما يسمح بعبور هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان والمنطقة».
وأدان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي قطع زيارة خاصة كان يقوم بها في الخارج، عملية الاغتيال، لافتًا إلى أن «أعمال العنف والقتل، لا توصل إلا إلى المزيد من المآسي والخراب والإضرار بالوطن».
وتوافد عدد كبير من السفراء، بينهم السفير التركي والفرنسي والأمريكي إلى منزل الحريري في بيت الوسط في العاصمة بيروت، حيث كان من المفترض أن يصل (شطح) للمشاركة باجتماع لقوى «14 آذار».
واتصل الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، بالرئيس اللبناني مستنكرًا «العمل الإجرامي»، ودعا اللبنانيين إلى «التضامن للحفاظ على استقرار بلدهم».
وأجرى السفير أشرف حمدي، سفير مصر في لبنان، اتصالاً هاتفيًا برئيس وزراء لبنان السابق، رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري، حيث قدم له التعازي في وفاة مستشاره الوزير السابق محمد شطح في حادث التفجير الذي وقع بوسط بيروت.
وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي للسفارة أن «السفير أشرف حمدي يجري حاليًا سلسلة من الاتصالات بقيادات تيار المستقبل، لتقديم التعازي والوقوف على آخر المستجدات».